تقدّم أعضاء الجالية المصرية في فرنسا ببلاغ رسمي لسلطات مكافحة الإرهاب الفرنسية، يتضمّن معلومات جديدة تثبت براءة الشاب المصري عبدالله الحماحمي، المشتبه بتنفيذه "هجوماً" في متحف اللوفر. وقال المتحدث الرسمي باسم الجالية المصرية رزق شحاتة، إنه تقدّم، صباح اليوم، ببلاغ رسمي لسلطات مكافحة الإرهاب الفرنسية يشرح فيه كل التفاصيل حول الشاب المصري وبياناته، موضحاً فيه صعوبة "تورطه في تنفيذ الجريمة"، حيث إن ما حدث وفقاً لروايات زملائه هو أن الشاب عندما دخل متحف اللوفر طلب شرطي استيقافه وناداه باللغة الفرنسية أن يتوقف، فلم يفهم الشاب المصري ذلك؛ لجهله بتلك اللغة، فتوجّه إليه الشرطي الفرنسي ونهره بشدة، ونشبت بينهما مشادة، قام على إثرها شرطي آخر بإطلاق النار عليه؛ لاعتقاده بأنه يتشاجر مع زميله، وأصابه بثلاث رصاصات في القدم واثنتين في البطن. وبحسب "الأنباء الكويتية"، أفاد "شحاتة" أنه طلب من سلطات مكافحة الإرهاب الفرنسية اللجوء للكاميرات المثبتة ببوابات المتحف؛ للتأكد من صدق الرواية. وأضاف أنه قال للمسؤولين الفرنسيين إن "الشاب ينتمي لعائلة كبيرة في مصر، وغالبية أفرادها يعملون بجهات أمنية، ولا يُعقل أن يكون ابنهم منتمياً لتنظيم متطرف". وقدّم "شحاتة" للسلطات معلومات حول الشقة التي كان يقيم فيها الشاب خلال وجوده بفرنسا، مؤكداً أنه كان يقيم في منطقة يسكنها غالبية المصريين، ويؤجرون شققهم لزملائهم وأصدقائهم القادمين من مصر للسياحة والتنزه، وقدّم أيضاً للسلطات معلومات حول رحلة "عبدالله" الأخيرة لفرنسا والأماكن التي زارها، والأصدقاء الذين قابلهم، وجميعهم غير منتمين لتنظيمات متطرفة. وقال "شحاتة" إنه ذهب لمستشفى "جورج بومبيدو" الذي يخضع فيه الشاب المصري حالياً للعلاج، حيث أجرى جراحة خطيرة، وتم منع الزيارات عنه فضلاً عن وجود رقابة أمنية صارمة عليه، ولكنه تأكد من المسؤولين الفرنسيين أن حالته مستقرة ومطمئنة، وأنه يمكنه التحدث، وفور الاطمئنان عليه سيتم استجوابه والاستماع لأقواله، وسيكشف تفاصيل ما جرى بينه وبين الشرطي، مضيفاً أنه تم تكليف محامٍ بواسطة الجالية؛ للدفاع عنه وحضور التحقيقات. من جانب آخر، كشف رئيس الجالية المصرية صالح فرهود، أن الشاب المصري ضحية مشاجرة عادية، ولم يحمل سكيناً ولا خنجراً، خاصة أن مثل هذه الأسلحة البيضاء لا توجد محالّ لبيعها في المنطقة التي كان يقيم فيها "عبدالله"، مشككاً في واقعة وجود سكين معه أو تورطه في طعن الشرطي الفرنسي. وقال "فرهود" إن "الواقعة مختلقة ومشابهة لواقعة الشاب المصري وليد يوسف الذي عُثر على جواز سفره بجوار مسرح هجوم استاد باريس العام الماضي، واعتقدوا وقتها أنه أحد المنفذين للهجوم، ولكن تبيّن فيما بعد أنه ضحية، وذهب للاستاد لمشاهدة مباراة فرنسا وألمانيا، وفور خروجه أصيب في الهجوم، وتعرض لشظايا خلال إطلاق النار من المنفذين". وذكر "فرهود" أنهم يتواصلون مع عائلة الشاب المصري بالدقهلية في مصر، ويبلغونهم بالأخبار أولاً بأول، مؤكداً أن "الشاب بريء، وستثبت التحقيقات ذلك". وأضاف أنه اتصل، صباح السبت، بوزيرة الهجرة المصرية، وأبلغها بتطورات الواقعة، وشرح لها كل التفاصيل التي تثبت براءة الشاب، ووعدته بمساعدة أجهزة الدولة لإظهار الحقيقة كاملة. وكان موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قد أغلق حساب الشاب عبدالله الحماحمي بعد الإعلان عن الاشتباه بتورطه في تنفيذ هجوم متحف اللوفر، كما أغلق موقع "فيسبوك" صفحته أيضاً.
مشاركة :