اليوم تبدأ في الرياض فعاليات مَعْرِض ومؤتمر التعليم العالي؛ والحَقُّ أنه من أكثر المعارض نجاحًا في التنظيم، وفي فوائده الكبيرة الملموسة، ومنها التسهيل على الطلاب والطالبات بِجَلْب نخبة من الجامعات العالمية؛ ليطلعوا على إمكاناتها وتخصصاتها، وتعريفهم بأحدث النظم الدراسية. أيضًا فيه مساعدة الجامعات السعودية في التواصل وتبادل الخبرات والشرَاكَات العلمية مع تلك الجامعات العالمية. أهداف رائعة نجدها متحققة تمامًا في قِسم الجامعات الأجنبية بأقل التكاليف، فهناك مجرد جناح صغير لا تتجاوز مساحته أربعة أمتار، وموظف يُعرِّف بجامعته بالحاسب الآلي أو (الآيباد)، مع بعض المنشورات البسيطة! أمّا في قِسم وزارة التعليم العالي وجامعاتها وكلياتها؛ فيبدو أن عَدوى مَوْجَات (المزَايَن) المتواصِلة قد وصلت إلى هذا القِسم! فهناك -وكالعادة- بعض مؤسساتنا تختفي وتتوارى عندها الأهداف النبيلة لبعض الفعاليات والمعارض، وتبرز أهداف أخرى سَطحية شَكْلِيّة! فقد تسابقت الجامعات السعودية في تَشييد أجنحتها الكبيرة التي لا تقل مسطحاتها عن (50 مترًا)، وتزيينها بالديكورات والصور وشَلاّلات المياه والهَدايا، و.... وما لَذّ وطاب من المأكولات الخفيفة الظريفة! وهنا أجزم أن ما أنفق على أجنحة جامعاتنا قد وصل لعشرات الملايين؛ فيكفي أن كل جامعة مُلزمة بدفع أكثر من (110000 ريال) في أجرة أرضية الجناح الخالية إلاّ من البلاط، أمّا بناؤه وتَزيينه وتَدْلِيعه؛ فَحَدّث ولا حَرج؛ وكلّ تلك الملايين ستطير وتذهب هباءً خلال أربعة أيام تقريبًا!! يا جماعة كِفَاية بَذخ وشَكْلِيّات، (البَسَاطة.. البَساطة)، وحققوا الأهداف بأقل المصروفَات! هذا ما كتبته قبل سنوات، وبعده قابلت العديد من مسؤولي الجامعات السعودية وكلهم يؤكد على أهمية البساطة والاقتصاد في المصروفات، ولكن الحالة تتكرر، فأنا أكتب لكم من المعرض والوضع كما كان، و(مَزَايَن الجامعات) قد عَاد، فأين المشكلة؟! ومَن المسؤول عن هذا الهَدر المالي الذي أولى به البحث العلمي؟! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :