تواصل وكالات: تنشأ أعراض الحساسية من ردود فعل مناعية مبالغ فيها، تجاه عناصر طبيعية في بيئة الإنسان، مثل غبار طلع الأزهار، والحشائش، ووبر الحيوانات، وبعض الأطعمة، ولا شك أن هناك عاملاً وراثياً يسهل هذه الإصابة. وتشمل أعراض الحساسية: العطاس، واحتقان الأنف، والربو، والطفح الجلدي، والقيء، والإسهال، إضافة للشعور العام بالإعياء، ويُعتقد أن خُمس البشرية على أقل تقدير أُصيبوا، أو سيصابون بأحد أمراض الحساسية خلال حياتهم. ومع أن معظم حالات الحساسية غير خطرة، إلا أنها قد تعرض المصاب في الحالات النادرة إلى رد فعل جهازي عنيف anaphylaxis، يتظاهر بالاختناق، وقد يؤدي (إذا لم يتوفر الإسعاف الآني) للموت، إلا أن المشكلة الأكبر تبقى أن علاقتهم بالطبيب المختص مشوبة بالحذر وسوء التفاهم. نشرح فيما يلي بعض المشكلات التي تواجه المرضى في التعامل مع الحساسية، وطريقة حلها، من وجهة نظر الطبيب المختص: 1 اترك تشخيص التحسس للأخصائيين: لا تقل: لقد تحسست من كذا وكذا.. بمجرد أنك أصبت بنوبة سعال، أو عانيت من تلبك معوي بعد وجبة في أحد المطاعم، أو ظهر عليك طفح جلدي! فقد يتشابه الرشح العادي في أعراضه مثلاً مع التحسس الأنف. فإذا كنت مصاباً بالرشح وعالجت نفسك على أساس أنك مصاب بالتحسس، فلن تكون معالجتك لنفسك عديمة الجدوى وحسب، ولكن ستعرِّض نفسك لمضاعفات أدوية التحسس الجانبية (والعكس صحيح). 2 لا تقل شيئاً من قبيل: لقد بلغت سن الكهولة، فكيف لي أن أُصاب بالحساسية؟، يمكن أن تبدأ أعراض التحسس بالظهور في أي مرحلة من العمر في الطفولة، أو بعد البلوغ، فنحن لا نولد مصابين بتحسس ما، ولكن نولد ولدينا استعداد لأحد أنواع التحسس، أما أعراض الحساسية فتحدث عندما تجعلنا الظروف نتعرض للعامل المحسِّس الذي نحن مؤهلون له. 3 اختلاف رد الفعل تجاه أحد عوامل التحسس: لا تتصور أن رد فعلك تجاه أحد عوامل التحسس سيكون نفسه كلما تعرضت لهذا العامل يلعب تغير الطقس دوراً كبيراً في درجة التحسس ضد العوامل التي يحملها الهواء، فإذا ابتدأ فصل الربيع مثلاً بموجة صقيع، أو أمطار كثيفة، فكثيراً ما يثبِّط هذا من تعداد غبار الطلع، ويخفف من ظاهرة التحسس لديك. وإذا كان الجو مشوباً بالمزيد من غاز الفحم لأي سبب، أدى هذا لزيادة غبار الطلع؛ ما يفاقم من أعراض التحسس، ومن المعروف أن ازدياد حرارة الجو وجفافه، وازدياد قوة الرياح، ترفع من كثافة غبار الطلع الصادر من الحشائش المسؤولة عن معظم حالات التهاب الأنف التحسسي. 4 لا تغير مسكنك للهروب: فالحشائش والنباتات المولدة لغبار الطلع موجودة في كل الأماكن، ومشكلة الحساسية لا تكمن في النباتات بقدر ما هي ناتجة عن استعدادك الوراثي للتفاعل معها، وإذا قررت الانتقال: فقد تخف أعراضك حوالي السنة إلى السنتين بالفعل، لكنها على الأغلب ستعود عندما تتولد لديك حساسية لنباتات منطقتك الجديدة. 5 المرأة الحامل والطعام: كان الاعتقاد السائد سابقاً يتماشى مع: امتنعي عن تناول الفستق كي لا تلدي طفلاً يتحسس من المكسرات!، لكن البحوث الحديثة أثبتت العكس، فإذا تناولتِ الأطعمة التي تحتوي منتجات الفستق وأنت حامل، فالاحتمالات الأعظم هي أن طفلك لن يشكو من التحسس لهذه المنتجات في المستقبل. 6 لا تلم طبيبك: فلا يمكن للتحاليل الجلدية أن تشمل كل ما يخطر على البال من عوامل محسِّسة، سواء في الجو أو الطعام، كما أن التحليل الدموية كثيراً ما تأتي نتائجها إيجابية خطأ (بنسبة النصف أو أكثر). واعلم أن الطبيب من صفك ويبغي شفاك ومصلحتك، وأفضل ما يمكنك عمله هو التعاون معه والتقيد بإرشاداته، حتى تصل وإياه لأفضل نتيجة ممكنة للسيطرة على مرضك، أو تخفيف أعراضك. 7 استشر الطبيب عن كل دواء: فمع أن أدوية التحسس التي تباع في الصيدليات دون وصفة (OTC) معظمها آمن وغير ضار، إلا أن بعضها له مضاعفات جانبية يجدر بك أن تعرفها، خاصة إن كنت مصاباً بأمراض مزمنة (مثل السكري، وارتفاع الضغط، وأمراض القلب) وكنت تتناول أدوية أخرى. 8 لا تيأس إن كنت مصاباً بالحساسية: اعلم أولاً أن كثيراً من أعراض الحساسية قد تتراجع من نفسها مع تقدم العمر، فالأطفال مثلاً يمكن أن تتلاشى لديهم الحساسية للحليب، أو البيض عندما يصلون إلى مرحلة البلوغ (ولو أن حساسية السمك، أو المكسرات يندر أن تختفي مع مرور الزمن).
مشاركة :