لمرض السكري النوع الثاني غير المعتمد على الإنسولين أعراض متعددة منها كثرة التبول ومنها الإحساس بالعطش ومنها الإرهاق العام ومنها زيادة الوزن ومنها الالتهابات المتكررة وغير ذلك من تغير المزاح وتوتر الأعصاب وزيادة الغضب وسرعة الانفعال ونحو ذلك. وقد يكون المسبب الأول لاكتشاف مرض السكري النوع الثاني هو الصدفة وحدها حيث إن غالبية المرضى لا يعلمون بمرضهم إلا بمجرد الكشف العرضي وليس الشعور بالأعراض المذكورة سابقا. وكثيرا ما نرى الأشخاص السليمين عند الكشف عن مشكلة صحية ما أو عند الرغبة بتحليل السكر لمجرد الفضول يكتشفون أنهم مصابون بمرض السكري.وهذا ما نشاهده عند عقدنا لاجتماعات أو ندوات يوم السكر العالمي من كل عام وعند الكشف العام للزوار، نجد أن البعض منهم يكتشف إصابته بمرض السكري لأول مرة وهو لا يعلم بالأمر من قبل. ولذا ينصح دوما بالكشف المتعاقب لسكر الدم دون انتظار حدوث الأعراض خاصة لمن كان لديهم تاريخ عائلي (وكثير ماهم)، وأيضا لمن تجاوز الأربعين من عمره وكانت لديه زيادة في الوزن أو كان لديه أحد الأمراض المصاحبة لمرض السكري مثل ارتفاع الدهون أو زيادة ضغط الدم ونحوها. الجديد في الأمر أن لمرض السكري أعراضاً أخرى أو أمراضاً مصاحبة أخرى غير تلك التي ألفناها وهي الشخير الليلي وخاصة ذلك الشخير الذي يصاحبه توقف للتنفس أو صعوبة في استرسال النوم. إن الشخير بحد ذاته قد لا يكون مشكلة صحية بالغة ولكن إذا صاحبها توقف التنفس وما يعقب ذلك من عدم انتظام النوم أو عدم القدرة على التعمق في النوم وبالتالي النوم النهاري أو على الأقل عدم القدرة على التركيز في النهار بسبب ما حدث في الليل من أرق وتعب وتأرق ونحوه، يكون الأمر هنا متعسرا ومعقدا ويحتاج إلى تدخل علاجي. والسؤال دوما الذي يطرح هو هل مرض السكري مسبب لهذا الشخير الليلي وتوقف التنفس الليلي أم العكس هو الصحيح وهو أن الشخير الليلي هو المتسبب في حدوث مرض السكري وما يصاحب مرض السكري من مشاكل أخرى. وبالرغم أن الإجابة على هذا التساؤل غير معروفة بالتحديد والدقة ولكن يبدو أن الأمرين متعلقان ببعضهما، أي مرض السكري يزيد من احتمالية إصابة الإنسان بالشخير الليلي وتوقف التنفس وكذلك توقف التنفس والشخير يشكلان جهدا على الإنسان فقد يسببان مرض السكري خاصة لمن كان لديه القابلية للإصابة بهذا المرض. وقد ذكر الأستاذ الدكتور أحمد سالم باهمام في موقعه الخاص باضطرابات النوم أن هناك علاقة بين اضطرابات التنفس أثناء النوم والتي ينتج عنها الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وبين الإشارات الأولية لمرض السكري؛ وذكر أن توقف التنفس أثناء النوم والشخير قد يزيدان من مقاومة الخلايا للأنسولين مما ينتج عنه ارتفاع مستوى السكر في الدم وصعوبة السيطرة عليه. وقد استعرض موقعه بعض البحوث في هذا المجال فمن خلال متابعة مجموعة من الرجال المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم، وجد أن أكثرهم عرضة للإصابة بالأعراض المبكرة لمرض السكري مقارنة بمجموعة مماثلة من غير المصابين بمرض السكري. وقد تم فحص سبعمائة رجل اشتبه بإصابتهم باضطرابات التنفس أثناء النوم، وتم اختبار دمهم قبل وبعد جرعة من الجلوكوز لمعرفة مدى كفاءة تعامل أجسامهم مع السكر. وأظهرت النتائج أن نصف ممن يعانون من اضطراب التنفس لديهم إشارات أيضا تدل على خلل في بعض الوظائف الحيوية التي لها علاقة بمرض السكري. وذكر أيضا أن دراسة أجريت في السويد تشير إلى أن نسبة الإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم عند مرضى السكري هي ضعف نسبتها في مجموعة مماثلة من الأصحاء. وأوصى بأن يتم فحص السكر لدى كل ممن يعانون من اضطراب التنفس أثناء النوم. ويجب أن يلاحظ أن هذه الدراسات عملت في الغرب حيث إن نسبة السكري والبدانة منخفض نوعا ما وخاصة في الدول الأوربية وهم بلا شك أكثر منا ممارسة للرياضة، فما هو الحال هنا في المملكة العربية السعودية. فقد أشارت بعض المواقع الخاصة بتوقف التنفس أثناء الليل أن واحدا من كل ثلاثة رجال مصابون بتوقف التنفس أثناء النوم. وقد يكون سبب ذلك زيادة الوزن ومرض السكري إلى جانب التدخين وغيره من الأسباب المتعددة. وحينما نستعرض أسباب الشخير نجد أن بعض الأسباب تشمل مرض السكري والأمراض المصاحبة له مثل زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى التقدم بالعمر مع أو بدون زيادة الوزن لأن ذلك يحدث هبوطا وترهلا في سقف الحلق الطري للأسفل مقفلا على اللسان مسببا حدوث الشخير والتضيق الذي قد يحدث نقصا في الأكسجين. إن انقطاع التنفس الذي يحدث نقصا شديدا في الأكسجين قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على القلب والدماغ. ومن أسباب الشخير الأخرى انسداد الأنف بسبب انحراف وتيرة الأنف وتضخم القرنيات الذي قد يؤدي إلى انسداد الأنف انسدادا كليا أو شبه كلي وهذه المشاكل الصحية تجدها بصورة أكثر في مريض السكري. أما عن الطرق العلاجية فهي تكمن في التغيير في طريقة ونمط الحياة وكذلك العلاج الدوائي وكذلك العلاج الجراحي في بعض الأحيان. وتشمل ممارسة الرياضة وتغيير نوعية الطعام والكمية بواسطة مختص تغذية وتخفيف الوزن والتحكم المطلق في سكر الدم العلاج الأمثل لهذا الأمر وقبل التوجه للعلاج الدوائي أو العلاج بما يعرف بتوفير ضغط الهواء عبر أجهزة معينة مثل ( السيباب ونحوها). أما العلاج الجراحي فقد يكون للأسباب الموضعية للأنف والحلق والحنجرة مثل إجراء عملية اصلاح لانحراف جدار الأنف إن لزم الأمر ولو كان بسيطا أو عملية رفع سقف الحلق أو عملية تقديم الفك العلوي إن استدعى الأمر أوعملية تقديم الفك السفلي أو عملية تصغير اللسان إن كان اللسان وحجمه هو السبب في ذلك أو عملية إزالة اللوزتين. ولكن يبقى الأهم هو التحكم في سكر الدم وممارسة الرياضة والمحافظة على الوزن المثالي.
مشاركة :