«جاكي» يفتح أسرار خزانة جاكلين كينيدي

  • 2/6/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عندما قدمت الممثلة ميريل ستريب فيلمها «المرأة الحديدية» (2011)، وحازت عنه آنداك أوسكار أفضل ممثلة، استطاعت من خلاله أن تفتح لنا بعضاً من صفحات حياة الراحلة مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، ويبدو أن الممثلة ناتالي بورتمان، في فيلمها «جاكي» (Jackie) للمخرج التشيلي بابلو لارن، تسير على ذات النسق، ففيه تفتح خزانة أسرار جاكلين كينيدي، السيدة الأولى سابقاً في الولايات المتحدة، ليبدو أنها عازمة عبر هذا الفيلم، إضافة تمثال أوسكار ثان إلى خزانتها بعد فيلمها «البجعة السوداء» (2010) للمخرجة دارين أرنوفسكي. تفاصيل دقيقة أحداث فيلم «جاكي» تركز على اللحظات الأولى التي عايشتها جاكلين كينيدي، عقب حادثة اغتيال زوجها جون كينيدي في 1963، وتعكس لنا الأجواء التي عاشتها آنذاك الولايات المتحدة الأميركية والبيت الأبيض، ما قدم لنا فيلماً غنياً بالأحداث والتفاصيل الدقيقة الخاصة بحياة زوجة سيد البيت الأبيض، مع مراعاة لسيرة المرأة التي وجدت نفسها في إطار لحظة تحول درامي تاريخي مرت به الولايات المتحدة، ما أسقطها في صراع قاس مع نفسها نتيجة لكم الأسئلة التي تطرحها، وتبحث عن إجابات عليها. وعلى خلاف فيلم «المرأة الحديدية»، فإن «جاكي» لا يعد من أفلام السير الذاتية البحتة، رغم توغله في حياة شخصية واحدة بحجم زوجة الرئيس الأميركي الأسبق، وهي نقطة تحسب للمخرج بابلو لارن، حيث تجنب الاصطدام في الـ «مطبات» التي تتعرض لها عادة أفلام السير الذاتية، فآثر تقديم فيلم درامي، تحمل مشاهده جرعة مكثفة من الصور الإنسانية، التي شكلها بطريقة درامية جميلة، قادرة على إقناع المشاهد. دراما متماسكة ورغم أن أحداث الفيلم تركز على مرحلة محددة من حياة جاكلين كينيدي، إلا أن المتابع للعمل يشعر أنه يدور في ثلاثة أزمنة تسير أحداثها معاً، نسجها لارن بطريقة لافتة، وقدمها بطريقة درامية متماسكة، ففي الوقت الذي نتابع فيه لحظة دخول جاكلين للبيت الأبيض برفقة زوجها كينيدي (الممثل كاسبر فيليبسون)، من خلال حوار تلفزيوني (بالأبيض والأسود) يُجرى معها، ويتضمن جولة داخل البيت الأبيض تبين التعديلات التي أجرتها داخله، نتابع لحظة اغتيال الرئيس كينيدي، وتلقيها للصدمة، كون الواقعة حدثت أمامها مباشرة، في حين أن الزمن الثالث يتمثل في مرحلة ما بعد خروجها من البيت الأبيض بأسبوع، وتظهر فيه خلال حوار صحافي، يجريه معها ثيودور وايت لحساب مجلة «لايف»، وسرعان ما يكشف لنا، هذا الحوار، عن الكثير مما تكتنزه جاكلين في قلبها، ويظهر مدى حرصها على تحصين إرث زوجها السياسي. بين الأزمنة الثلاثة، استطاعت الممثلة بورتمان أن تقدم واحداً من أجمل أدوارها السينمائية، لدرجة تشعر أن شخصيتها «الحقيقية» تلاشت تماماً أمام شخصية جاكلين بكل تقلباتها، ما أكسب الشخصية بعداً إنسانياً، ليبرز ذلك كم الصور الإنسانية الهائلة التي حملها السيناريو، قادرة على إثارة التعاطف مع الزوجة المكلومة، لا سيما وأنها تطرح في الفيلم الكثير من الأسئلة التي تشعر في لحظة ما أنها تتوغل في ذاتها وروحها، وتبين عبر واقعة اغتيال زوجها، مدى قساوة الاختبار الإنساني الذي وضعت أمامه، وهنا نجدها تتحدث كثيراً عن الحب والتضحية والسلام الداخلي، والزواج والرئاسة والعلاقات.

مشاركة :