في وقت دخل قرار الاتحاد الاوروبي إدراج الجناح العسكري لـ»حزب الله» حيز التنفيذ غداة نشره في الجريدة الرسمية للاتحاد، يسعى المسؤولون في لبنان لحصر تداعيات هذا القرار وتأثيراته. وأعرب رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب فؤاد السنيورة عن قلقه وأسفه للأسباب التي ادت بالاتحاد الأوروبي لاتخاذ هذا القرار»، وقال: «لا أحد منا كان يتمنى أن يحصل مثل ما حصل، ولكن هذا الأمر تجلى في هذا الانفلاش من قبل ما يسمى الجناح العسكري لحزب الله الى خارج لبنان وتدخله في الشؤون الداخلية لعدد من الدول والأمر صحيح، انه لم يقتصر فقط على عملية في بلغاريا التي سمعنا انه سيصار الى تزويد الرأي العام الدولي بكل المعلومات في هذا الخصوص، ولكن هناك أموراً أخرى يبدو انه قد تمت في دول اخرى». وأمل السنيورة بأن يصار الى «التنبه لهذا الأمر، وبالتالي الى الامتناع عن هذا التدخل غير المفيد، بل المضر، لمصلحة لبنان، وأن يصار الى هذه المعالجة من قبل حزب الله من جهة وأيضاً من الدول الأوروبية اذا كان هناك من عودة عن هذه الممارسة وهذا الأسلوب الذي يتبع والذي له نتائج سلبية على جميع اللبنانيين. صحيح انهم يقولون ان هذا القرار هو فقط كرسالة سياسية لكن جل ما نتمناه أن يصار الى التنبه لأن في ذلك مخاطر شديدة على لبنان». وكان السنيورة وفق مكتبه الإعلامي قام بزيارة تضامنية لمستشفى حمود الجامعي في صيدا في اعقاب الحملة الإعلامية التي تعرضت لها أخيراً. والتقى في مكتبه في الهلالية مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، ووفداً من الصليب الأحمر اللبناني في صيدا. ورأى النائب بطرس حرب ان «لبنان يمر اليوم بأسوأ حالاته»، قائلاً: «هناك أمران يسقطان في لبنان وعلينا أن نتعاون لمواجهتهما، وهما إستعادة الأخلاق والقيم بعد أن أصبحنا في زمن لا يقيّم به الإنسان باخلاقه بل بما يملك من المال، والأمر الآخر هو الدولة التي تنهار وإذا إنهارت الدولة لا يعود هناك سقف يحمينا وبات كل مسؤول فاتحاً مزرعة على حسابه، إضافة الى الصفقات والسمسرات». وأكد حرب خلال إحتفال أقامه معهد «تنمية قضاء البترون الفني» الرسمي بتخريج الدفعة الأولى من طلابه، ان «معركتنا هي إسترداد الدولة التي تحترم أبناءها، وتؤمن للمواطن الأمن والأمان ولا يحتاج فيها أي مسؤول الى أخذ تدابير أمنية كلما أراد التحرك، وإذا لم نبن نحن الدولة بالعدالة واحترام المؤسسات والقضاء والأمن والجيش والسلطة لن نعيش بكرامة». واذ شدد على «وجوب إعادة بناء الدولة على هذه الأسس»، قال: «سيبقى صوتنا عالياً مهما هددوا ومهما اعتدوا علينا، ومهما حاولوا قتلنا سنبقى نناضل مؤمنين بشعبنا لبناء المستقبل والبلد الذي يطمحون للعيش فيه بكرامة». واعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا أن مشروع «حزب الله ليس لبنانياً، ولا أمرته ولا سلاحه ولا تطلعاته، وافراده فقط لبنانيون بالولادة والهوية، ونتطلع الى استردادهم الى الولاء للبنان ولمشروع لبنان الدولة والوطن». ولفت إلى أن «حزب الله يحاول تخويف الناس من الأصوليات الأخرى كي يتبين في النتيجة أنهما(حزب الله والاصوليين) وجهان لعملة واحدة يبرر كل منهما الآخر ووجوده». وأضاف: «في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سمح الحزب لنفسه بتقديس المتهمين، والدولة اقرت بعجزها، والآن المتهمون في تفجير بلغاريا هل هما من الأولياء الصالحين؟ وهل ممنوع ان يسأل احد ما هو موقف حكومة لبنان والأجهزة التي ستطالب رسميا بتسليمهما؟». واعتبر الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري «أننا نواجه اليوم مشكلة كبيرة إسمها حزب الله الذي سياسته وقراره خارج لبنان»، وقال: «أوصلنا الى مكان بات فيه الحوار متعذراً». واعتبر الحريري خلال افطار أقامه قطاع الشباب في «تيار المستقبل»، إلى أن «هذا الحزب، يسبب لنا المشاكل مع الكثير من الدول الصديقة، بدليل القرار الأخير الذي صدر عن الاتحاد الاوروبي بوضعه على لائحة الارهاب، وما يعنيه ذلك من تداعيات تصيب صورة البلد». وأضاف: «نحن في تيار المستقبل لدينا هدف واحد، وهو أن نمرر هذه المرحلة من دون أن نسمح بإنتقال الاحداث السورية الى الاراضي اللبنانية. وانتم الشباب باستطاعتكم تمرير هذه المرحلة بعكس ما يشتهي بشار الأسد الذي يريد نقل الفتنة الى لبنان وإلى كل دول الجوار السوري».
مشاركة :