الرياض يوسف الكهفي قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق الدكتور برهان غليون لـ «الشرق»: إن هناك مصالح متعددة تمنع الغرب من إيجاد مخرج سريع لإنهاء معاناة الشعب السوري، وأن الدول الغربية ليست لديها الرغبة أن تحسم المعركة، فهي مازالت تفاوض على البديل الذي سيحل مكان بشار الأسد ويخدم مصالحها، كما أن جزءا من استمرار الحرب هو المفاوضات، مثلما حصل في جنيف وغيرها من أجل استنزاف إيران والمتطرفين الذين يشكلون خطرا على مصالحهم، وكذلك تحطيم القوة السورية، حتى أنهم وقعوا في أخطاء بحسابات وطريقة ضرب المتطرفين والإرهابيين والنتيجة كانت العكس تحولت سوريا مسرحاً لتفريخ الإرهابيين. وأوضح غليون: نحن لا يمكن أن نراهن على تغيير الموقف الروسي أو الصيني، ولكن المهم العرب ماذا سيفعلون؟ أكثر من ثلاث سنوات مرت على الشعب السوري وهو في مواجهة نظام مجرم استخدم كافة أدواته الإجرامية في القتل والدمار والإبادة، دون وجود استراتيجية عربية منظمة في مواجهة هذه التحديات، الأمر اقتصر فقط في دعم معارضين وكتائب متفرقة، حتى أصبحت ترى أن رموز تلك الكتائب والمعارضين «قلوبهم شتى» والسبب أن «جيوبهم شتى»، فماذا تنتظر من أشخاص أمضوا خمسين عاماً من حياتهم تحت القمع والظلم والتهجير، كل واحد منهم في بلد، ولم يجدوا من يساهم في توحيدهم ويساهم في بلورة عملهم، هؤلاء المعارضون يتوحدون ويتفقون أكثر لو كانت هناك استراتيجية عربية ودولية تنظم عملهم وتبلوره. ضعف موقف الائتلاف والثوار والمعارضين السوريين ناجم عن ضعف الموقف العربي وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نركز عليها، العرب أصحاب مصلحة رئيسة ولابد أن تكون هناك استراتيجية عربية متفقة وصحيحة وسليمة تجاه التوسع الإيراني والذي يخوض معركته الرئيسة في سوريا، الدول العربية يجب أن تنظم قوتها وتنسق مع الائتلاف والثوار والمعارضة. المعارضون السوريون وضعهم مرتبط بالوضع العربي، وحالياً حتى الائتلاف مفتت لأن الدول العربية لم تتفق مع بعض ولم تكن هناك جامعة عربية توحد الصفوف. وأضاف: إمكانية التفاهم الدولي في الوقت الحالي في سوريا صعب، المشكلة الأوكرانية خلقت مصدرا جديدا للتوتر بين روسيا والغرب، إضافة إلى بروز الكتائب المتطرفة التي ظهر بشكل جلي في الفترة الأخيرة أنها فصائل تحارب في صفوف قوات النظام ضد الشعب والثوار، والدليل ما تقوم به هذه الأيام عناصر «داعش» وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الموالية لإيران ونظام بشار الأسد في فتح معركة بالمنطقة الشرقية «محافظة دير الزور» و «منطقة البوكمال، من أجل تشتيت جهود الثوار في الساحل ودمشق. وفي سياق متصل دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ظهر أمس مجلس الأمن الدولي إلى سرعة التحرك والتحقيق في ما تردد عن استخدام النظام السوري للغازات السامة ضد المدنيين العزل في قرية كفر زيتا في ريف حماه السورية. وقال إن استمرار صمت المجتمع الدولي عن الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري الشقيق، شجع هذا النظام الفاقد للشرعية على التمادي في استخدام مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة بما فيها الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، والإمعان في انتهاك القانون الدولي والقيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان.
مشاركة :