السياسة تتسلل إلى «السوبر بول».. إعلانات تدعو للتعددية وليدي غاغا تغني للتسامح

  • 2/6/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اختارت شركات عديدة، في مقدمتها «إير بي إن بي»، تضمين إعلاناتها التلفزيونية خلال مباراة السوبر بول مساء الأحد رسائل سياسية تدعو للتعددية وتقبل الآخر، وذلك في غمرة الانقسام حول قرار الرئيس دونالد ترامب حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة. وشكل هذا الاختيار مفاجأة للكثيرين لانطوائه على تحديات مالية كبيرة كون هذه المباراة التي تعتبر أهم مناسبة رياضية في الولايات المتحدة ويتابعها أكثر من مئة مليون مشاهد (111,9 مليون مشاهد في 2016) هي في العادة في منأى عن المواضيع الخلافية وبالتالي السياسية. ولكن هذه السنة كان الوضع مختلفاً إذ فوجئ مشاهدو المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأميركية «سوبر بول» بسلسلة اعلانات تنطوي على رسائل سياسية. وكان أقوى هذه الإعلانات على الاطلاق ذلك الذي اختار موقع «إر بي إن بي» أن يبثه في هذه الأمسية والذي تضمن رسالة سياسية مباشرة رداً على الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب قبل عشرة أيام وحظر بموجبه دخول اللاجئين ورعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة مؤقتاً. والإعلان الذي بثه الموقع العملاق المتخصص بتأجير الشقق المفروشة يقول «نحن نعتقد أنه بمعزل عن من أنت أو من أين أنت أو من تحب أو من تعبد فنحن جميعاً لدينا مكانتنا، كلما قبلتم الآخر أكثر كلما كان العالم أجمل». وأرفق «اير بي ان بي» إعلانه باطلاق وسم «#وي اكسيبت« (نحن نقبل) على موقع تويتر. وكي لا يكون هناك شك بأن الرسالة لم تصل إلى إدارة ترامب، غرد مدير عام «اير بي ان بي» براين تشيسكي على تويتر بعيد لحظات من بث الإعلان، قائلاً «سنقدّم أربعة ملايين دولار على مدى أربع سنوات إلى لجنة الانقاذ الدولية (آي ار سي) لمساعدتها على سد احتياجات المهجرين في العالم». من جهتها، خصصت شركة بادوايزر للجعة إعلانها خلال سهرة السوبر بول لعرض سيرة حياة أحد مؤسسَيها ادولفوس بوش وكيف أنه هاجر من ألمانيا إلى الولايات المتحدة بهدف تحقيق حلمه وانتاج هذه البيرة في وطنه الجديد. ولكن بادوايزر، البيرة الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، سارعت إلى اطفاء فتيل السجال حول هذا الإعلان عبر التأكيد على أن فكرته تقررت قبل تسلم ترامب مهامه وبالتالي فإن أي ربط بين فكرته وبين مرسوم الهجرة ليس في مكانه. بدورها بثت شركة 84 لامبر المتخصصة بمواد البناء اعلاناً يصور رحلة العذاب التي تقاسيها امرأة مكسيكية وابنتها أثناء محاولتهما الوصول إلى الولايات المتحدة عن طريق الهجرة غير الشرعية، ويظهر في نهايته جدار ضخم كالذي يعتزم ترامب بناءه على الحدود مع المكسيك، فتنهار أحلامهما بالعبور إلى الولايات المتحدة قبل أن يعود الأمل ويظهر من خلال بوابة في هذا الجدار تفتح أمامهما وتعبران منها إلى الولايات المتحدة حيث «إرادة النجاح هي دوماً موضع ترحيب هنا»، كما يقول الإعلان. ولكن خلال أمسية السوبر بول اقتصر الإعلان الذي شاهده المتفرجون على القسم الأول من رحلة الهجرة إلى الولايات المتحدة مع رسالة في نهايته تدعو المشاهد إلى متابعة نهاية الرحلة على موقع الشركة على الانترنت. والسبب في هذا هو أن شبكة فوكس نيوز رفضت بث الإعلان بصيغته الأصلية تجنباً لأي جدل يمكن أن يثيره مضمونه. ولم تقتصر الاعلانات ذات المضامين السياسية في الأمسية الرياضية بامتياز على هذه الشركات، إذ أن موقع اكسبيديا الإلكتروني لحجوزات السفر بث إعلاناً تظهر فيه امرأة تجوب العالم من أجل انقاذ لاجئين ومساعدة محتاجين. وكانت الشركة بثت الإعلان نفسه يوم تنصيب ترامب في 20 يناير الفائت. ليدي غاغا من جانبها، وجهت نجمة البوب الأميركية ليدي غاغا رسالة تسامح خلال العرض التقليدي بين استراحة الشوطين في مباراة السوبر بول النهائية لكرة القدم الأميركية مساء الأحد في هيوستن (تكساس في جنوب الولايات المتحدة). وبدأت ليدي غاغا عرضها بتأدية اغنيتين وطنيتين بامتياز هما «غود بليس أميركا» و«ذيس لاند ايز يور لاند» التي يرد في كلامهما خصوصاً أن الولايات المتحدة «بلد الحرية والعدالة للجميع». وقد تدلت المغنية بواسطة خيوط من سقف ملعب «ان ار جي» ومن ثم قفزت في الجو لتصل بعد حركات بهلوانية إلى المسرح المقام على أرضية الملعب حيث كان يتواجه قبل دقائق لاعبو «اتلانتا فالكونز» و«نيو انغلند باتريوتس». وغنت بعد ذلك وسط مؤثرات صوتية ضخمة بعض أنجح أغانيها ومنها «بوكر فايس» و«بورن ذيس واي وجاست دانس». وقالت للجمهور وقد جلست امام البيانو «مرحبا هيوستن مرحبا للجميع نحن هنا لجعلكم تشعرون بالسعادة والراحة». وبعد عرض دام 13 دقيقة زخر بالمؤثرات الخاصة لكن مع غياب الملابس الغريبة التي اشتهرت فيها الفنانة، ختمت ليدي غاغا وصلتها وهي واقفة على سلم رامية المذياع وقافزة مرة جديدة. ويعتبر عرض ما بين الشوطين في مباراة السوبر بول العرض الذي يحُظى بأكبر نسبة متابعة في العالم مع أكثر من 110 ملايين مشاهد في الولايات المتحدة فقط. وكانت ليدي غاغا التي باعت أكثر من 27 مليون البوم عبر العالم، أوضحت قبل أيام «التصريحات الوحيدة التي سأدلي بها خلال عرضي هي نفسها التي أقوم بها بشكل متواصل منذ بداية مسيرتي». وتعتبر الفنانة من كبار مناصري المثليين جنسياً والمغايرين لهويتهم الجنسية في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة توتراً كبيراً بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً.

مشاركة :