لاحظت صحيفة "إيزفيستيا" وجود مؤشرات للتعاون العسكري بين دمشق وأنقرة في حلب، ولفتت إلى الدور الروسي في هذا الصدد، والضرورة التي تحتم مثل هذا التعاون لمكافحة الإرهاب. جاء في المقال: في الأيام الأخيرة، اقترب الجيش الحكومي السوري من القوات التركية وأصبح ملاصقا لها، بل إنه سيطر على عدة قرى في محافظة حلب، كانت سابقا تحت سيطرة الجيش التركي وحلفائه من فصائل المعارضة السورية المسلحة. واتضح أن الدولتين الجارتين، اللتين كانت علاقاتهما بعيدة عما هو مطلوب، أصبحتا مضطرتين إلى محاربة الإرهاب معا. ولقد أصبح تحقيق ذلك ممكنا بفضل الجهد، الذي بذلته موسكو، كما يعتقدون في مجلس الاتحاد الروسي. يقول النائب الاول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد فرانتس كلينتسيفيتش إن "موسكو هي بالذات من لعب دور الوسيط بين دمشق وأنقرة، الأمر الذي جعل من الممكن تجنب الصدام المسلح بين الجانبين. حيث تشرف روسيا على التواصل الناشئ بين القوات السورية والتركية في حلب". ويضيف السناتور: "نحن نعمل على الأراضي السورية، وملزمون بتنفيذ هذا التنسيق بين تحركات الطرفين، وهذا بحد ذاته عمل شاق، ولكنَّه يعود بنتائج إيجابية"، ويوضح عضو مجلس الاتحاد: "في الأيام الاخيرة واصلت القوات السورية تقدمها إلى الشمال-الشرقي من مدينة حلب، وخرجت إلى الأراضي، التي كانت تحت سيطرة القوات التركية و"الجيش السوري الحر" المعارض. وإضافة إلى ذلك، أحكم الجيش السوري الحكومي سيطرته على عدد من القرى، التي طهرها الجيش التركي وحلفاؤه من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي. والأهم في ذلك، هو أنه لم يحدث بين الجانبين أي صدامات، ما يفسح المجال للحديث عن وجود تنسيق للعمل بين روسيا وتركيا من جهة، وروسيا وسوريا، من جهة أخرى". ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ودمشق قطعت منذ مارس/ آذار 2012. وخلال فترة الأزمة السورية جرت صدامات بين الطرفين، سواء على الارض أو في الجو. وفي إطار عملية "درع الفرات"، اجتاحت القوات التركية أراضي جارتها الجنوبية مع "الجيش السوري الحر" الذي يقف ضد السلطات في دمشق. وكانت أنقرة قد أعلنت رسميا أن هدفها من عملية "درع الفرات" هو مكافحة التنظيم الإرهابي "داعش"، و "وحدات حماية الشعب" الكردية العاملة في شمال سوريا. ويعتقد خبير رابطة المحللين العسكريين، أستاذ علوم السياسة والاجتماع في معهد بليخانوف، أوليغ غلازونوف أنه على الرغم من كل التناقضات بين دمشق وأنقرة، فإن الطرفين التركي والسوري مضطران الآن إلى العمل في إطار جبهة واحدة ضد "داعش". ودعا غلازونوف إلى الاستفادة من الوضع من أجل المصلحة المشتركة. وأضاف إنها "تلك الحالة، عندما يجب طرق الحديد وهو ساخن". ويوضح غلازونوف: "في الوقت الراهن، روسيا في الواقع هي الشريك الوحيد لتركيا. إذ إن البلدان التي لديها تأثير في مسار النزاع السوري كافة ابتعدت عنها. ولا يوجد لدى أردوغان أي مبرر الآن للشجار معنا. وإضافة إلى ذلك، فإن اهتمامه منصب أكثر على الكرد، الذين يعدُّهم الرئيس التركي إرهابيين. كما علينا أن ندرك أننا نتحدث هنا عن الأراضي السورية، وفي حال الالتزام بمبدأ الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، فإن على القوات التركية بأي حال من الاحوال الانسحاب من هناك. وانطلاقا من هذه الحيثية، فمن الممكن استخلاص أن التنسيق بين الطرفين، بهذا الشكل أو ذاك، أصبح قائما في الواقع.
مشاركة :