كلما تقدم الزمان أدركنا حقيقة لم تكن بالحسبان مانشاهده في مواقع التواصل الاجتماعي وما يُحكى لنا يجعلنا ندرك حقيقة قلة العمل بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) متفق عليه. في سبيل التطور الذي نشاهده قل استشعار المسؤولية العُظمى من بعضنا، ويقف قلبي متعجباً من رعيةٍ ضيعت رعاياها، فهل يُعقل أن طفلاً لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره يمتلك جهازاً خاصاً به وفي كل برنامج له صفحة وحساب؟! نتألم عندما نشاهد بعض صفحاتهم أو مقاطعهم التي تصل إلينا، أتصل غفلة بعض الآباء والأمهات إلى هذه الدرجة؟! أين هؤلاء الآباء والأمهات من الاقتداء بالرسول، صلى الله عليه وسلم، ففي السيرة والهدي النبوي مايُغني ويكفي في تربية الأبناء والبنات. وأين هم من الاقتداء بالسلف الصالح يقول ابن الجوزي رحمه الله وقد كان السلف إذا نشأ لأحدهم ولد ؛ شغلوه بحفظ القرآن وسماع الحديث ، فيثبت الإيمان في قلبه . كما أن الشافعي يقول حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر . كما أن سهل بن عبدالله حفظ القرآن وهو ابن ست سنين، والنماذج كثيرة. لم نعهد نماذج للإهمال والغفلة في دستورنا فمن أي دستور إتخذوها المقصرين ؟! كما أننا لم نعهد ذلك في عصر آبائنا وأجدادنا على الرغم من انشغالهم في البحث عن متطلبات الحياة إلا أن الواحد منهم كان مصاحباً لأبنائه وكذلك كانت الأم. لاتقولوا لي إن الزمان يختلف وإن الحياة في تطور، أنا لا أنكر هذا الاختلاف، أنا أتساءل أين رقابة بعض الآباء والأمهات؟! وأين استشعار تلك المسؤولية العُظمى التي على عاتق كل واحد منهم؟! كما أنني لست ضد التطور، واكب التطور لكن ليس على حساب دينك وآخرتك، واكب التطور لكن ليس على حساب وطنك، واكب التطور لكن ليس على حساب مبادئك وأخلاقك، واكب التطور لكن ليس على حساب صلاح أبنائك وبناتك. لاتتعذر بقلة رقابتك وتقصيرك في رعيتك بأشغال الدنيا ولايتكل كل واحد منا على الطرف الآخر فالتربية مشتركة والمسؤولية على عاتق كل واحد منا. كما أنني لا أدعو إلى تشديد الرقابة والحرمان ولكني مع الوسطية والاعتدال التي أمر بها الإسلام فلا إفراط ولاتفريط. أدِّب ابنك فإنك مسؤول عن ولدك ماذا أدبته ؟ وماذا علمته ؟ وأنه مسؤول عن بِّرك وطواعيته لك . ابن عمر رضي الله عنه. وقد قال الشاعر وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه. رابط الخبر بصحيفة الوئام: حقيقة لم تكن بالحسبان
مشاركة :