الموصل (العراق) - يسعى سكان شرق الموصل حاليا لإعادة بناء بيوتهم وأعمالهم التي دُمرت في تفجيرات السيارات الملغومة التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية منذ بدء العملية العسكرية العراقية لاستعادة المدينة من متشددين قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وطردت القوات العراقية الآن مقاتلي التنظيم من شرق الموصل الأمر الذي جلب شعورا بالراحة والأمل للسكان الذين عاشوا أكثر من عامين تحت الحكم المتشدد للدولة الإسلامية. لكن الكثير من المنازل سُوِيت بالأرض أثناء الحملة العسكرية التي دعمتها الولايات المتحدة وذلك بسبب هجمات بسيارات ملغومة في إطار محاولات تصدي المتشددين للجيش العراقي. ويجتهد جنود عراقيون حاليا لإبطال مفعول السيارات الملغومة والقنابل التي لم تنفجر. وقال الملازم بالقوات الخاصة ولاء عبدالحسين الخضير من فوج الدعم والإسناد للقيادة الأولى في جهاز مكافحة الإرهاب إن بعض السيارات الملغومة فجرها مهاجمون انتحاريون في حين تمكن الجيش من إيقاف بعضها قبل بلوغ أهدافها. وأضاف "أقوى سلاح لداعش هي سلاح العجلات المفخخة. أقوى سلاح عندهم. العجلات المفخخة ما تؤثر علينا بشكل مباشر. الحمد لله عندنا القدرة على التخلص منها وضربها ومعالجة الأهداف الحيوية. هذه هما أقوى وأكبر الإمكانيات عند داعش". وأضاف الخضير "لا نقدر نستطيع إحصاء عدد ممكن. الإحصائيات أكبر من المئات. واللي قمنا بتدميره أكثر من المئات. كل قطاعاتنا باليوم الواحد إذا ما أقدر أحصي لك بالعدد الممكن يعني أكثر من خمس عجلات مفخخة يتم تدميرها." وعن متشددي الدولة الإسلامية قال أحد سكان شرق الموصل ويدعى فتحي "يعني ما عندهم أي وسيلة يقاومون بالقتال غير السيارات المفخخة والانتحاريين مالتهم الخاص بهم. هم طبوا الجيش وصلوا عند حي الأندلس ودزوا دفعوا السيارات المفخخة وفجروها علينا وعلى الجيش. مو علينا وفجروا وأذوا العالم كثير وأذوا المناطق وأذوا الأفراد". وفي حيي الأندلس والشرطة بالموصل تُذكر هياكل السيارات المتفجرة المنثنية والملقاة على جوانب الطرق والدمار الذي أحدثته الناس يوميا بالثمن الباهظ الذي دفعوه للصراع في بلدهم. وقال رجل يقف في فناء منزله المهدم إن ما تبقى هو مجرد هيكل للبيت. وقال أبو كرم "الشبابيك والأبواب والأسقف والحيطان يعني ما يبقى شي بالبيت. البيت أعتبره هيكل ظاهري. البيت صار هيكل". ووسط الأنقاض يعيد بعض السكان بناء بيوتهم المهدمة. ويحاول بعض السكان توفير خصوصية لأنفسهم بتعليق ملاءات وأغطية مع ما تبقى من الجدران. ويصف أحد سكان شرق الموصل ويدعى محمد غانم سعيد هجوما وقع بسيارة ملغومة على بيته يوم 16 يناير/كانون الثاني فيقول "اللي تأذت بها البيوت. الناس تأذت بها. دمار بجميع الجهات. ما ظل شي واقف تقريبا بالمنطقة اللي طقت انفجرت بيها. خراب بجميع الجهات. وعدة مفخخات هي طقت. بس هاي المفخخة الوحيدة اللي قريبة علينا مع البيت صارت. حتى الأشجار اشتعلت هينا حيطان حتى الحيوانات بداخل الأقفاص ماتت". ويستعد الجيش العراقي حاليا للمرحلة الثانية من معركته حيث يقول قادة عراقيون إنهم عازمون على اجتثاث الدولة الإسلامية وإعادة الاستقرار للبلد.
مشاركة :