بازل (د ب ا) إذا ذكرت اسم كلود مونيه يرد على الذهن عادة في الحال «المدرسة الانطباعية في الفن»، ثم تتواتر في المخيلة لوحات ذلك الرسام الفرنسي، التي تصور على سبيل المثال زهور الزنبق المائية الطافية على بركة ببيته في بلدة جيفنري الكائنة بالقرب من باريس، وكذلك أشجار الحور التي تصطف على جانبي نهر إبتي، وهذه اللوحات تعد أعمالاً رائعة تنتمي للمدرسة الانطباعية التي راجت في القرن التاسع عشر، والتي تمت إعادة إنتاجها في أعداد لا تحصى من الملصقات، غير أن هذا الفنان الذي ولد عام 1840 في باريس ينظر إليه أيضاً على أنه مهد الطريق أمام «الحركة الحداثية» في الفلسفة والأدب والفن، التي انطلقت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي، والآن أقيم معرض يركز على هذا الجانب من أعمال مونيه بمقر متحف مؤسسة بيلر ببلدة ريهن بالقرب من مدينة بازل السويسرية. ويصف أولف كويستر مدير المتحف مونيه بأنه «ساحر الضوء»، ويضم المعرض 60 عملاً توضح ولع الرسام البالغ بالضوء والظلال والانعكاسات وصور المرايا، وتظهر الأعمال الفنية كيف طور مونيه بعد وفاة زوجته الأولى «الانطباعية»، ودفعها إلى آفاق جديدة في اتجاه الفن الحديث. ومن بين اللوحات المعروضة، أعمال نادرة تنتمي للفترة من عام 1880 إلى نحو 1920، وتمت استعارتها من مجموعات خاصة يمتلكها بعض الأفراد.
مشاركة :