مع بلوغ ذروة الموجة الباردة على المناطق السعودية خلال الأيام الماضية، تفاجأ أصحاب مواش بنفوق بعضها برداً وتجمدها تحت طبقات الجليد المتراكمة، فيما أكلت إبل ثلجاً عوضاً عن الماء الذي تجمّد مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. وانتشرت على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» صور ومقاطع فيديو التقطها أصحاب أنعام وإبل تظهر رجلاً يرفع مواشيه النافقة من تحث الثلج في محافظة طريف التي انخفضت درجة حرارتها إلى 4-، فيما نقل فيديو آخر صوّره راع لإبل تأكل وتلعق الثلج من حوض متجمد للماء كانت تشرب منه عادة. وكان مختصون في الأرصاد الجوية حذروا أصحاب المواشي من موجة البرد، ودعوهم إلى الاستعداد لها بتدفئة معاطن الإبل ومرابض ومراح الغنم من خلال وضع مصدات من القش وسعف النخيل والخيش حولها. وطاولت أضرار العاصفة الثلجية المحاصيل الزراعية أيضاً، إذ تجمدت ثمارها وأوراقها، ويتوقع أن تنخفض مبيعات أسواق الخضراوات والفواكه التي تأثرت بصقيع الموجة الباردة. وأجاب أستاذ المناخ المشارك في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند عن سؤال: «كم بقي في فصل الشتاء؟»، قائلاً إنه «تبقى على انتهاء فصل الشتاء، وبداية فصل الربيع 47 يوماً». ونبّه عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق من «احتباس البرودة داخل الأبنية والمساكن»، مشيراً إلى انه «يستحسن خلال هذه الأيام فتح الأبواب والشبابيك في وقت الظهيرة لإخراج البرودة من طريق التهوية». وتعليقاً على تغريدة الزعاق، كتب مغرد: «إذا أرضية البيت سراميك ودور ثاني أو ثالث البرودة ستكون شديدة»، مضيفاً: «إذا ما حولها عمائر كثيرة سيكون البرد أشد». ورد مغرد مازحاً: «من عادات العرب يا الزعاق ما تطرد ضيوفها»، فيما كتبت أخرى «تخرج البرودة ويدخل الذباب... البرد أرحم منها». واعترض مغردون في «تويتر» على خروج عمال النظافة التابعين لشركات متعاقدة مع البلديات إلى العمل باكراً في المناطق التي سجّلت درجات حرارة دون الصفر، ونقل بعضهم فيديوات لعمال على رأس عملهم في تبوك التي بلغت أقل درجاتها 1-، ودعا متابعون إلى شراء البطانيات والأغطية الدافئة لرعاة المواشي وعمال المزارع من خلال الإعلان عن مشروع «بطانيات الشتاء لعمال النظافة والرعاة» التابع للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في محافظة سيمراء بمنطقة حائل. إلى ذلك، رصدت مواقع عالمية حال مطرية غزيرة على الجزيرة العربية والخليج العربي تبدأ من 6 شباط (فبراير) الجاري وتستمر حتى 11 يوماً، تكون غزارتها كبيرة على المنطقة الشرقية في السعودية، وقطر، والبحرين، والإمارات، وعمان بكميات فوق المعدل.