قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف اليوم (الإثنين) إن طهران وموسكو لديهما علاقات شراكة وتعتزمان تطويرها، وأن الكرملين لا يتفق مع «تصريح (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) بأن إيران الدولة الإرهابية رقم واحد» في العالم. وتابع قائلاً بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية «ليس سراً أن مواقفنا وواشنطن متباعدة حول عدد من القضايا السياسية الدولية والإقليمية، لكن على رغم ذلك لا يمكن ولا يجب أن يكون هذا الأمر عقبة أمام بناء اتصالات عادية وعلاقات واقعية وذات منفعة متبادلة بين البلدين». وأضاف في سياق تعليقه على ردة فعل الرئيس الأميركي على الاتهامات التي وجهت إلى بوتين من جانب الصحافي الذي وصف بوتين بـ «القاتل»: «نعتبر أن هذه الكلمات من قبل مراسل قناة (فوكس نيوز) غير مقبولة ومهينة، وبصراحة نفضل أن تقدم هذه القناة المحترمة الاعتذار للرئيس بوتين». وكان ترامب كتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن طهران «تلعب بالنار»، وهو يعتبر (منذ حملته الانتخابية) الاتفاق النووي الذي تم التوصّل إليه في حزيران (يونيو) 2015، «أسوأ اتفاق تفاوضي» على الإطلاق، وقال إنه «كان بالإمكان أن يخرج بصيغة أفضل». من جانبه وصف وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس طهران بـ «أكبر رعاة الإرهاب في العالم»، وفرضت إدارة بلاده عقوبات عليها بسبب تجربتها «الباليستية» الأخيرة، وبعد ساعات من تشديد العقوبات نفّذ «الحرس الثوري» الإيراني مناورات عسكرية، مهدداً بأن صواريخه «ستمطر الأعداء (واشنطن) فور ارتكابهم أي حماقة». وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس نصح أمس إيران بعدم «اختبار حزم» الإدارة الأميركية على خلفية تجربتها، ونسبت «وكالة تسنيم للأنباء» إلى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله اليوم إن «التجربة ليست رسالة إلى لحكومة الأميركية الجديدة»، وتابع أنه «لا توجد حاجة لاختبار السيد ترامب لأننا سمعنا آراءه في شأن قضايا مختلفة في الأيام الأخيرة... نعرفه جيداً». وذكر قاسمي أن الحكومة الأميركية «لا تزال في مرحلة عدم استقرار» وأن تصريحات ترامب «متضاربة»، مضيفاً: «ننتظر لنرى كيف ستتصرف الحكومة الأميركية في عدد من القضايا المختلفة على الساحة الدولية لنقيم توجهها». وكتب نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، حامد أبو طالبي في «تويتر» اليوم أن على الحكومة الأميركية أن «تنزع فتيل التوتر في المنطقة لا أن تؤججه». في سياق متصل أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعمه لسياسة ترامب تجاه إيران بدعوته اليوم خلال لقاء نظيرته البريطانية تيريزا ماي في لندن «الدول التي تتحلى بالمسؤولية» إلى اتباع مثال الولايات المتحدة والمطالبة بعقوبات جديدة ضد إيران، مؤكداً أن «إيران تسعى إلى القضاء على إسرائيل». وتابع نتانياهو خلال اللقاء أن «إيران تهدد العالم وتمارس استفزازاً تلو الآخر، لذلك أشيد بإصرار الرئيس ترامب على المطالبة بعقوبات جديدة ضد إيران (...) «أود أن أحدثكم عن الطريقة التي يمكننا فيها ضمان بقاء اعتداءات إيران من دون رد». من جهتها أوضحت ماي لنتانياهو أن بريطانيا تدعم الاتفاق النووي، لكن عليها أن تكون منتبهة لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة. وقالت الناطقة باسم ماي «أوضحت رئيسة الوزراء أننا ندعم الاتفاق النووي الذي تم الاتفاق عليه... ما يحدث الآن هو ضرورة تطبيقه (الاتفاق) في شكل صحيح كما ينبغي علينا أن نكون متيقظين لنشاط إيران الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة». أما الصين التي تعتبر نفسها أكثر المتضررين اقتصادياً من العقوبات على إيران فقدمت اليوم «احتجاجاً» لدى الولايات المتحدة في شأنها قائمة عقوباتها المفروضة على 25 شخصاً وكياناً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ إن بكين قدمت احتجاجاً لدى واشنطن وإن مثل هذه العقوبات، خصوصاً عندما تضر مصالح طرف ثالث، «لا تجدي» في تعزيز الثقة المتبادلة، وأضاف خلال إفادة صحافية دورية: «نعارض دائماً أي عقوبات أحادية الجانب».
مشاركة :