عيون وآذان (مع القراء من اميركا الى سورية)

  • 2/7/2017
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

القارئ ن. ص. حداد يقرأ ما أكتب بانتظام ويعلق على بعض المعلومات والآراء في زاويتي هذه. تلقيت منه قبل أيام رسالة بالغة التهذيب، إلا أنه يطلب مني فيها إهمال دونالد ترامب، والأيام المئة الأولى له في الحكم لأنه لا يستحق الاهتمام. أفهم أن يضيق قارئ عربي بترامب وأخباره، إلا أنني أجد أن نصف ما أتلقى من أخبار الميديا وآراء دور البحث أو أكثر هو عن الإدارة الجديدة في واشنطن. وأحاول أن أكتب بتهذيب، إلا أن كتـّاباً اميركيين اتهموه بالجنون، لا مجرد الحمق أو التطرف. لن أعود الى شيء كتبته ولكن أذكّر الأخ القارئ الذي بدأت به وكل القراء معه بعدد القرارات التنفيذية التي وقعها ترامب منذ دخوله البيت الأبيض. هو تحدث خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه عن «إرهابيين إسلاميين» ثم منع دخول زوار أو لاجئين من سبع دول مسلمة لا مصالح تجارية له فيها وفق قول الميديا الأميركية. قضاة اميركيون في 16 ولاية ألغوا قراره منع دخول المواطنين من هذه الدول. وقد علق بعض المسافرين في مطار كنيدي في نيويورك ومطارات غيره. عشرات المسافرين المسلمين الذين يحملون تأشيرات دخول صالحة مُنِعوا من ترك المطارات، وترامب يريد إعادتهم من حيث جاؤوا. على الأقل الولايات المتحدة بلد ديموقراطي وهناك سلطة تنفيذية وأخرى تشريعية، وأيضاً سلطة القضاء فوق الجميع. طبعاً أكتب عن القضية الفلسطينية باستمرار، فقد قضيت العمر وصفتي لنفسي «ابن القضية». ما يفعل ترامب عن طريق التطرف أو الجنون، فعله مجرم الحرب بنيامين نتانياهو عمداً. وهو وجد في دخول ترامب البيت الأبيض فرصة لبناء 650 وحدة سكنية في القدس وأكثر من ألفي وحدة سكنية أخرى في الأراضي المحتلة (كل اسرائيل أرض فلسطينية محتلة). بعض الإرهابيين في حكومة النازيين الجدد في اسرائيل يطالبه بضم هذه المستوطنة أو تلك، أو الضفة الغربية كلها. وقد قرأت مثل هذا الكلام نقلاً عن وزير التعليم نفتالي بنيت وهو في الأصل مهاجر من الولايات المتحدة. لن أستبق أي قرار لترامب، فهو عارض الاستمرار في الاستيطان، ونقل السفارة الأميركية الى القدس لا يزال خياراً له. إذا نفذ وعوده بنقلها من تل ابيب أعلن حربي الشخصية عليه. ما يشجعني في التعامل مع القراء قلة منهم تحتج على ما أكتب عن سورية. كنا نسمع أن سورية «قلب العروبة النابض»، إلا أن هذا لقب حديث، وقد بحثت وبحثت ووجدت من ألقاب الدول العربية التالي: مصر: أم الدنيا، أو أرض الكنانة. المغرب: أرض الأساطير. الجزائر: أرض المليون شهيد. موريتانيا: بلد المليون شاعر. العراق: بلاد الرافدين. لبنان: بلد الأرز. اليمن: السعيد. عُمان: أرض اللبان. الكويت: أم الخير. البحرين: بلاد المنامة. المملكة العربية السعودية: أرض الحرمين. الأردن: النشامى. الإمارات العربية المتحدة: دولة الاتحاد. سورية: مهد الحضارات. فلسطين: أرض الأديان. ليبيا: بلد المليون حافظ للقرآن. تونس: الواحة الخضراء. لا أعتقد أن كل هذه الألقاب صحيح، وإن كان صحيحاً عندما قيل فقد أتى عليه الذي أتى (المثل العربي القديم هو: أتى عليهم ذو أتى، وذو بمعنى الذي). اليمن ليس سعيداً، وإنما يعاني من ظلم بعض أهله. كل من العراق وليبيا بلد انقسم على نفسه ولا حل قريب. سورية مهد الصراعات اليوم لا الحضارات. السوري من أذكى المواطنين العرب في السياسة والاقتصاد لكن حال به الحال، ونصف الشعب مشرد داخل بلده أو خارجه، والنصف الآخر يعاني، ونحن لا نفعل شيئاً غير فرك الأيدي، والبكاء على دمشق والغوطة وحلب وقرى إدلب. هل من سلطان باشا الأطرش جديد؟ ربما كنت أهذي أو أرفض الاعتراف بما أصبحوا يسمّونه حقائق على الأرض.

مشاركة :