وجدت دراسة حديثة نشرت بمجلة علم الأعصاب، أن تتبع خريطة دماغ الطفل الخديج يساعد في الكشف المبكر عن الإعاقات التي سيتعرض لها في مرحلة الطفولة لاتخاذ الاحتياطات الواقية. ويكون الطفل الذي يولد قبل الأسبوع الـ37؛ أي قبل اكتمال الحمل بـ3 أسابيع، عرضة للإعاقات التي تظهر منذ مرحلة الطفولة. كما تعتبر مضاعفات الولادة المبكرة السبب الرئيسي لوفاة الأطفال قبل سن الخامسة؛ لأن الطفل يحتاج أن يقضي فترة الحمل بكاملها داخل الرحم حتى ينمو بالطريقة الصحيحة. فعلى سبيل المثال تحتاج الأعضاء الحيوية، مثل الرئتين، والكبد، والدماغ، إلى التواجد داخل الرحم حتى الأسبوع الأخير، كي تكتمل بصورة طبيعية. وفي كثير من الأحيان يبقى الخديج على قيد الحياة، لكنه يجد بعض المشاكل الصحية مثل صعوبة التنفس، والتغذية، وصعوبات التعلم، أو ضعف النظر، أو السمع. والسبب وراء تضرر الدماغ الذي يعانيه الطفل الخديج يعود إلى نقص إمداد الأكسجين إلى الدماغ، ما ينتج عنه تلف بالمنطقة البيضاء في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن إيصال مختلف مناطق المادة الرمادية ببعضها بعضاً، ويؤدي الخلل في ذلك النظام إلى مشاكل التواصل، وضعف انتقال الإشارات، ما يؤثر بدوره على جسم الإنسان بكامله؛ لذلك قام العلماء من مستشفى الأطفال في تورنتو بكندا، بالبحث عن العلاقة بين تضرر المادة البيضاء لدى الطفل الخديج، وبين الإعاقات التي يتعرض لها في مرحلة الطفولة. وشملت الدراسة مجموعة من الأطفال الخدّج الملحقين بقسم العناية المركزة لحديثي الولادة، ممن شخصت حالتهم بإصابات المادة البيضاء بالدماغ، وتم إخضاعهم لفحص الدماغ بواسطة التقنيات الحديثة وتحديد الضرر، كما تم بعد ذلك تقييم مهاراتهم الحركية وقدراتهم اللغوية والمنطقية عند بلوغهم 18 شهراً، ثم متابعتهم إلى عمر7 سنوات. ووجد الباحثون علاقة بين الإصابات المبكرة داخل المادة البيضاء، وبين الإعاقات الحركية وصعوبات التفكير بعد ذلك. ويقول الباحثون إن الأعداد الكبيرة للإصابات بالمنطقة البيضاء بغض النظر عن موقعها، تعطي توقعاً دقيقاً عن المشاكل الحركية التي ستواجه الطفل عند بلوغه 18 شهراً، إضافة إلى أن الأعداد الكبيرة من الإصابات بالمنطقة البيضاء بالفص الجبهي تنبئ عن مشاكل بالمهارات المنطقية لدى الطفل.
مشاركة :