تبشر دراسة نشرت بمجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن المركب الكيميائي سكوالاماين الموجود بأحد أنواع سمك القرش، له المقدرة على تقليل تكوّن البروتينات السامة المرتبطة بمرض الشلل الرعاش. واهتمت الأبحاث بمرض الشلل الرعاش(مرض باركنسون) لإيجاد طريقة علاجية له، بعد أن بلغت أعداد المرضى المصابين به في الولايات المتحدة وحدها قرابة مليون شخص، مع تشخيص سنوي يصل حوالي 60.000 حالة، وهو مرض يصيب الإنسان تدريجياً، ولم تتضح حتى الآن أسباب بعينها وراء الإصابة به. ومن أعراضه البادية صعوبة الحركة، وارتعاش الأطراف وتيبسها، وصعوبة التوازن أثناء الوقوف، مع صعوبة التآزر الحركي. أما الدراسة الحالية التي قام بها علماء من جامعة جورج تاون، فقد وجدت أن مركب الاسكولاماين ساعد على وقف تراكم وسمية البروتين الفا سينوكلين في أحد أنواع الديدان المصابة بالشلل الرعاش، وبالخلايا العصبية البشرية المختبرية التي أجريت عليها الدراسة. ووجدت نتائج دراسات سابقة أن تراكم ذلك البروتين بالدماغ يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالشلل الرعاش؛ إذ إنه يؤدي إلى موت خلايا الدماغ؛ لذلك تجرى الأبحاث على قدم وساق لاكتشاف مادة يمكن أن توقف ترسب ذلك البروتين، لعلاج المرض أو الوقاية منه، وهو ما تم الآن بعد اكتشاف مركب الاسكولاماين، وهو مركب مستخرج من أنسجة سمكة القرش المعروفة بـكلب البحر، وله خصائص مضادة للميكروبات بقوة. وبهدف اختبار كيفية تأثيره في تجميع البروتين الفا سينوكلين والحد من سميته؛ قام الباحثون أولاً باختباره داخل المختبر لمعرفة كيفية تفاعله مع البروتين والحويصلات الدهنية، التي تلعب دوراً رئيسياً في تجمع تلك البروتينات بالعصبونات، ليجدوا أنه يوقف تجمع البروتين ويمنعه من الارتباط بالحويصلات الدهنية سالبة الشحنة، التي يتجمع بها. أما في الخطوة الثانية فقد قام الباحثون بتطبيق المركب على العصبونات البشرية التي تجمع بها البروتين، ووجدوا أنه منع تكوّن البروتين بالغشاء الخارجي لتلك الخلايا، وبالتالي أوقف سميّته. وأراد الباحثون بعد ذلك تجربة استخدام المركب عن طريق الفم، وكانت التجربة على الدودة المصابة بالمرض، ما أدى إلى وقف تجمع البروتين وتأثيره السمي، ليتبين من ذلك مفعول المركب حتى وإن تم إعطاؤه عن طريق الفم.
مشاركة :