كابول - (أ ف ب): مع تكثف القتال وترسخ وجود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في افغانستان، يبدو ان العام 2016 شهد سقوط اكبر عدد من المدنيين منذ ان بدأت الامم المتحدة احصاء هؤلاء الضحايا العام 2009. واورد التقرير الثامن لبعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في افغانستان أمس الاثنين ان 11 الفا و418 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح بينهم 4498 قتلوا و7920 جرحوا العام 2016 ثلثهم من الاطفال (أكثر من 3500 بزيادة نسبتها 24 في المائة). وللمقارنة، كانت أول حصيلة من هذا النوع نشرتها الامم المتحدة تتحدث عن اقل من ستة آلاف شخص في 2009, ومع ارتفاع هذه الاعداد باستمرار، بلغ عدد القتلى المدنيين 24 الفا و841 افغانيا وجرح 45 الفا و347 آخرون منذ تلك السنة. وقال الممثل الخاص للأمين العام تاداميشي ياماموتو ان «هذا التقرير يكشف الواقع القاسي للنزاع بالنسبة للرجال والنساء والاطفال الافغان الذين يعانون بلا توقف سنة بعد سنة». ودعا «كل الاطراف» إلى «اتخاذ إجراءات عملية فورية لحماية» المدنيين. وصرح ياماموتو «اوقفوا القتال في المناطق المأهولة والاماكن المدنية مثل المدارس والمستشفيات والمساجد». بما ان النزاع امتد إلى الولايات الـ34 في البلاد، صرحت مديرة الحقوق الانسانية في البعثة دانيال بيل ان البعثة «سجلت عددا قياسيا من الضحايا في المعارك البرية والهجمات الانتحارية والمتفجرات المتروكة، وكذلك اسوأ حصيلة لضحايا العمليات الجوية منذ 2009». وأوضحت البعثة ان القوات الافغانية مسؤولة عن «43 بالمائة من هؤلاء الضحايا». وبما ان استراتيجية الحكومة الافغانية وحلفائها الغربيين تقضي بمنع المتمردين من الاستيلاء على عاصمة اي ولاية، تكثفت المعارك في محيط مراكز المدن في مناطق سكنية. واسفرت الضربات التي تشنها القوات الافغانية وحلفاؤها الأمريكيون عن 590 ضحية مدنية بينهم 250 قتيلا، اي ضعف عدد الضحايا في 2015. واعترفت القوات الأمريكية الشهر الماضي بانها تسببت في سقوط «33 قتيلا و27 جريحا» في غارات شنتها في اطار «الدفاع عن النفس» على حد قولها، في الثالث من نوفمبر في قرية بوز قندهاري بالقرب من قندوز. اما الامم المتحدة فتتحدث عن «32 قتيلا بينهم عشرون طفلا وست نساء، و36 جريحا بينهم 14 طفلا وتسع نساء». ونقلت عن شاهد قوله «سمعت دوي انفجار رهيب وفتحت فجوة في سقف غرفتي. كانت شقيقة زوجتي تصرخ وعندما اقتربت منها وجدت انها تنزف ثم ماتت. ابنتها فقدت ساقيها». وشدد التقرير على ان «الشهود قالوا انهم سمعوا الضربات طوال الليل ما منع القرويين من الذهاب لجلب فرق الانقاذ». تنسب الامم المتحدة سقوط الجزء الاكبر من الضحايا المدنيين (61 بالمائة) إلى «العناصر المعادية للحكومة» وخصوصا مقاتلي طالبان وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي الذي ارتفعت حصيلة ضحايا هجمات «عشرة اضعاف» خلال عام. تشير الامم المتحدة إلى تأثير آخر للحرب على المدنيين وهو نزوح السكان الفارين من المعارك. خلال السنة الماضية اضطر أكثر من 623 ألف افغاني لمغادرة بيوتهم، اي بزيادة 30 بالمائة عن عددهم في 2015، حسب مكتب الشؤون الانسانية للأمم المتحدة (اوشا). هذا الوضع الذي تدهور انعكس ايضا خسائر جسيمة في صفوف القوات المسلحة الافغانية التي ارتفعت بنسبة 35 بالمئة خلال 2016, وقد قتل 6800 شرطي وجندي وجرح 12 الفا آخرون بين يناير ونوفمبر.
مشاركة :