يومًا بعد آخر، تتكشّف الأوراق لتبدو أوجه التشابه بين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح والجماعات الإرهابية، ومنها تنظيما «القاعدة» و«داعش»، إذ تسير كل تلك الجماعات على النهج ذاته في «الدموية»، وفي طرق نشر أفكارها، إضافة إلى أساليب تجنيد الموالين لها للقتال في صفوفها. وبحسب مصدر عسكري من قوات التحالف ووفق رصدٍ لأحداث عملية الانقلاب على الشرعية في اليمن، فإن الانقلابيين يحاولون توثيق عملياتهم «المفبركة» على أنها عمليات قرب الحدود السعودية وداخل «مدن سعودية» في محاولة لتحقيق أي انتصار ولو كان «معنويًا»، لتغطية خسائرهم الفادحة في الميدان. وبيّن أن النهج الإعلامي الذي تتبعه ميليشيات الانقلابيين في عملياتها كافة من توثيق وعرض يشبه إلى حد كبير نهج معظم التنظيمات الإرهابية، وخصوصًا «داعش»، إذ تحاول ميليشيا الحوثي البحث عن الشهرة والصدى الإعلامي من خلال عملياتها، ويتضح ذلك في الفيديوهات التي يتم توثيقها منذ التخطيط للعملية وحتى تنفيذها. ولا تنحصر أوجه الشبه بين الحوثيين و«داعش» في توثيق عملياتهم، بل امتدت إلى اعتماد النهج ذاته في العمليات «الانتحارية» التي يقوم بها «داعش» عبر أحزمته الناسفة، حيث كشفت مقاطع فيديو موثقة - عرضت على قنوات إعلامية - عن اضطلاع مدرب عسكري يتبع لـ«حزب الله» اللبناني بتدريب أفراد حوثيين على القيام بعمليات «انتحارية» تستهدف الجيش الوطني اليمني وقوات التحالف في اليمن. وتعتمد ميليشيا الحوثي في تجنيد الانتحاريين على أسلوب «داعش» ذاته، إذ إنها تجند أفرادها عبر إحدى طريقتين؛ إما بالتأثير العَقَدي أو عبر المخدرات وحبوب الهلوسة. كما قامت ميليشيا الحوثي بتجنيد الأطفال والزجّ بهم في ساحات القتال بشكل منهجي منذ بداية العملية الانقلابية، بعد غرس خطابات الكراهية والعنصرية بداخل أولئك الأطفال المجندين، وهو ما يسير عليه تنظيم داعش الإرهابي بتجنيد صغار السن والمراهقين لتنفيذ أجنداته التخريبية، إضافة إلى قيام ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بالاقتداء باستراتيجية إيران والتنظيمات الإرهابية الخاصة بتجنيد الفتيات والنساء بهدف الزج بهن في العمليات العسكرية على حدود وداخل المدن التي تسيطر عليها الميليشيا. وعلى منوال «داعش» ذاته بالصدح بالنبرة الإسلامية صوتيًا ومخالفتها واقعيًا وفعليًا، أقدمت ميليشيا الحوثي على تفجير وتدمير مساجد في اليمن بهدف إقامة «إمارة طائفية خالصة» لخلق صراعات دينية، وإحلال الفكر الخميني بدلاً من تعاليم القرآن والسنة النبوية، إضافة إلى استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي، على الرغم من الشعارات الكثيرة الخاوية التي ما فتئ الحوثيون وأنصارهم يرددونها كل حين، مثل «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام». كما أنه ليس بعسير على المتابعين ملاحظة المفارقات في آلية تعاطي النظام الإيراني مع حركة الانقلاب الحوثية وتنظيم داعش الإرهابي وبين بقية الثورات العربية، إذ لم تندد حكومة طهران بأي من عمليات الجماعتين الإرهابيتين، على الرغم من سفكها الدماء وإحلالها الدمار في عدة دول داخل المحيط العربي وخارجه، كما تعامل نظام الملالي مع الثورات العربية كحق مشروع في بعض الدول، بينما شارك في قمعها في دول أخرى مثل سوريا. من جهته، أفادت مصادر محلية يمنية، أمس الاثنين، بقيام مسلحي الحوثيين بتفجير منزل أحد مقاتلي المقاومة الشعبية الموالية للحكومة، في محافظة البيضاء (268 كلم جنوب شرق العاصمة صنعاء) . وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مسلحين حوثيين زرعوا متفجرات وقاموا بتفجير المنزل في قرية حمة صرار التابعة لمنطقة قيفة رداع في محافظة البيضاء. وأضافت المصادر أن «تفجير المنزل جاء بذريعة اشتراك مالكه مع أفراد المقاومة الشعبية التي تقاتل الحوثيين ضمن القوات الحكومية في عدة مناطق بمحافظة البيضاء». وسبق أن اتهمت القوات الحكومية اليمنية الحوثيين بتفجير عديد من المنازل التابعة لقيادات وأفراد في المقاومة الشعبية والجيش الوطني بعدة محافظات يمنية. ويسيطر الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، على معظم محافظة البيضاء التي تنشط فيها أيضًا بعض عناصر تنظيم القاعدة.
مشاركة :