كاتب أمريكي: "ترامب" يجمع شتات الحزب الديمقراطي

  • 2/7/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تساءل الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، عن مدى إمكانية أن يستعيد الديمقراطيون زمام السلطة من أيدي الجمهوريين إذا اكتفى الديمقراطيون بموقف الرفض لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ واستهل مكمانوس مقاله في صحيفة (لوس انجلوس تايمز) راصدًا التفاف الديمقراطيين في واشنطن الآن حول مهمة جديدة بعد قضائهم ثلاثة أشهر في حال من الشتات بعد الانتخابات الرئاسية، ويرجع الفضل في جَمْع شمل الديمقراطيين من جديد إلى الرئيس ترامب الجمهوري. ولفت مكمانوس إلى أن الديمقراطيين بدأوا في اتباع طريق المقاومة الذي بدأه التقدميون غداة انتخاب ترامب... وقد استهل الديمقراطيون في الكونجرس العام الجاري على نحو أقل حماسا حتى أنهم كانوا مستعدين للعمل مع ترامب لو أنه قرّب المسافات بينه وبينهم، ولقد أقر أعضاءٌ ديمقراطيون بمجلس الشيوخ تعيين ترامب لعدد من الوزراء دون إبداء الكثير من الاعتراض، لكن سرعان ما انفجرت قواعدهم وتغيرت الأمور. وقال مكمانوس إن آلاف المتظاهرات من ذوات القبعات الوردية نزلن إلى الشوارع احتجاجا على الرئيس ترامب وعلى كافة أعماله وطالبن الأعضاء الديمقراطيين بمجلس الشيوخ بالتوقف عن التصويت لصالح مرشحي ترامب ومقاومة ذلك... ويبدو أن الديمقراطيين سمعوا نداء الجماهير الغاضبة، حيث تراجعوا عن دعم مرشحي ترامب لحقائب وزارية أو للمحكمة العليا – إن الديمقراطيين بذلك يعيدون ترتيب أنفسهم في الكونجرس باعتبارهم الحزب الرافض. ونوه مكمانوس إلي أن هذا الموقف الرافض من جانب الديمقراطيين لن يوقف التعيينات الوزارية لأن ثمة 52 جمهوريا بمجلس الشيوخ ولا يحتاج الأمر لأكثر من 50 صوتا فقط؛ لكن هذا الموقف سيُصّعب الأمر على الحزب الجمهوري فيما يتعلق بالتقدم أكثر على صعيد التشريعات الجديدة كاستبدال برنامج الرعاية الصحية الذي وضعه الرئيس السابق أوباما لأن ذلك يتطلب 60 صوتا. ورصد الكاتب قول استراتيجيين ديمقراطيين إنه ليس ثمة سلبيات تكتنف موقف الرفض... إن المقاومة هي أمر سهل وفعال وواضح – وهو مع ذلك ليس أكثر من البداية في استراتيجية استعادة حظوظ الديمقراطيين؛ فمجرد الرفض ليس كافيا للفوز بالجائزة الحقيقية المتمثلة في استعادة الأغلبية في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ بعد عامين من الآن. ووصف مكمانوس الأمر بأنه تحّدٍ صعب؛ إن الديمقراطيين في حاجة للفوز بـ24 مقعدا إضافيا لاستعادة مجلس النواب، وهي مهمة ليست هيّنة بعدما تحولت العديد من المناطق إلى معاقل أحادية الحزب؛ فيما تبدو المهمة في مجلس الشيوخ أكثر صعوبة حيث أن عددا كبيرا جدا من الديمقراطيين بصدد إعادة الانتخاب، بينهم 10 في ولايات قد حقق فيها ترامب فوزا. واستطرد الكاتب بالإشارة إلى سابقة تاريخية في هذا الصدد تصبّ في صالح الديمقراطيين وهي أن الحزب الذي يفوز بالبيت الأبيض عادة ما يعاني انتكاسة في انتخابات الكونجرس التي تأتي بعد عامين من ذلك الفوز، على نحو ما حدث للديمقراطيين عام 2010 بعد تمرير الرئيس السابق أوباما خطته الخاصة ببرنامج الرعاية الصحية. ورأى مكمانوس أنه إذا كان لدى الديمقراطيين استراتيجية أكثر شمولا فإنها حتى الآن تتلخص في: العمل على جعل انتخابات 2018 بمثابة استفتاء على ترامب الذي تراجعت شعبيته بالفعل عن يوم تنصيبه... ومن بين العوامل المُغذية لآمال الديمقراطيين في هذا الصدد: ذلك الحماس ضد ترامب والذي يبديه المتظاهرون الذين اجتاحوا الشوارع في الأسابيع الماضية، وهي طاقة يحتاج الديمقراطيون إلى إيجاد طريق لاستغلالها لصالحهم. وأكد مكمانوس، على لسان الخبير الاستراتيجي الديمقراطي (جاي سيشيل)، أن "نجاح الديمقراطيين سوف يعتمد على مدى شعبية الرئيس دونالد ترامب"؛ وعليه فإن أهم شخصية في الحزب الديمقراطي الآن ربما هو ترامب: إنه شخصية جامعة لشمل الحزب... إن الديمقراطيين يأملون في أن تؤدي أخطاء ترامب إلى فوز حزبهم في الانتخابات المقبلة.

مشاركة :