هناك فرق كبير بين السياسة والرياضة وبين الانتماء لفصيل والانتماء لوطن وحتى بين معنى الوطن والدولة. الخلاف الحالي والاستقطاب الحاد الحالي في مجتمعنا المصري أساسه هو الخلاف على من يقود المجتمع (الشعب) نحو مستقبل أفضل للجميع.. إذاً فالعميل المستهدف للجميع الذي يبتغي رضاه وأن يؤمن بمبادئه و يدعمها ويروج لها هوالشعب.. إذن فالشعب هو الحاكم وهو الداعم وهو المحلل لأعمالك وتوجهاتك السياسية، بالمناسبة النـظام الحالي في مصر كان مدخله للوصول للحكم حاضنة شعبية وتأهيل شعبي لدعمه وتقبله وجوده تتفق أو تختلف مع ذلك لكن هو واقع حدث بغض النظر عن المخطط له منتصف ٢٠١٣ وبغض النظر عن من كان يدير المؤامرة وما هو رد فعل فريقك على المؤامرة وكيف تعامل معها لكن خط البداية كان الشعب. هل هي معركة صفرية في مصر الآن ولازم فريق ينتصر والآخر يباد للنهاية؟؟ بالطبع لا ولن يحدث. تاريخ الحروب الأهلية أو النزاعات أو حتى مجرد الاختلافات السياسية، وبالمناسبة بما فيها النزاعات التي كانت من نتايجها ملايين وأقول ملايين حتى مش آلاف الضحايا وسيول دماء.. كل هذه الأحداث تنتهي باتفاقيات تعايش واندماج مجتمعي وإنهاء لحالات الانقسام والاستقطاب حتى ولو بعد عقود من الزمن مثلما حدث في جنوب أفريقيا ورواندا والجزائر ولبنان.. فلماذا الإصرار على خوض التجربة كاملة بكل مراحلها.. لماذا لا نستفيد من دروس الماضي ومن تاريخ باقي الأمم. أهل فلسطين محاصرون ومغتصبة أرضهم وبيفرحوا وبيلعبوا ويقاوموا المحتل الغاشم في نفس الوقت ولا يعتبروا الكره ملهاة لهم عن قضيتهم ولا إذا حصل منجز فلسطيني من أي مواطن أو فريق يمثلهم في محفل دولي ينسب للرئيس محمود عباس في الضفة أو الرئيس إسماعيل هنية في غزة.. ما تداول خلال كأس الأمم الأفريقية من فريق المعارضين في مصر أن الكرة ملهاة للشعوب عن الأكل والشرب والغلاء ولذلك نحن نعاديها ونعادي الفريق ونتمنى الخسارة لفريق بلدنا.. هذا منطق معيوب صدقني لأن من تدافع عن قضيته وتنادي بانخفاض الأسعار من أجله عايز أسعار منخفضة ورفع ظلم وعايز كورة وفن وثقافة وحياة أيضاً وعايز يفضل منتمي لوطنه بغض النظر عن الأنظمة السياسية.. فإنت احتقارك واتهامك للشعب بكل الاتهامات دي لمجرد أنه بيفرح لكرة أو لفوز فريق وطنه فيه امتهان لفكرة الانتماء للوطن.. تخيل معي لو إن البطولة والمنتخب يلعب في ظل نظام سياسي إنت تدعمه هل كنت ستقف نفس الموقف من منتخب بلدك > الأمر أكبر من خلاف سياسي وعميلك الداعم لك وهو الشعب يرغب في هذه البضاعة وشاريها مش تفاهة منه على فكرة أو عدم وعي كما تعتقد ولكن لأنه يريد كل شيء يريد أن يحصل على متطلباته الأساسيه ويريد عدلاً ويريد حرية و كرامة و يريد رياضة وانتصارات ويريد فن وترفيه وهكذا. عايز تشوف كلامي خيانة لدماء الشهداء شوفه كده براحتك لكن أنا شخصياً لي أحباب ماتوا غدراً في رابعة وغيرها من الأحداث ولي أحباب في غيابة السجون من سنوات بلا تهم إلى الآن.. ولا أرى هذا هو الطريق للوصول لحقوقهم ولا الدور المطلوب تجاههم وتجاه قضيتهم.. ليس بالمزايدة واحتقار الشعب واللا انتماء للوطن تصل إلى مبتغاك شجع مصر.. شجع بلدك ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :