جدار من الرمال والألغام يقسم الصحراء الغربية ويفصل بين عائلاتها

  • 2/7/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خلال ثمانينيات القرن الماضي، قامت المملكة المغربية بتشييد جدار فاصل بين المناطق التي تسيطر عليها في الصحراء الغربية، ومناطق سيطرة جبهة البوليساريو. ويعبر هذا الجدار المستعمرة الإسبانية السابقة من شمالها لجنوبها، بطول 2700 كلم وبارتفاع ثلاثة أمتار. وأدى تشييد الجدار إلى فقدان التواصل بين عائلات تعيش على جانبيه، كما تأثرت حياة البدو الرحل لفقدانهم مناطق يرعون فيها ماشيتهم ويتزودون منها بالماء. تكاد أنزوغة محمد أحمد تفقد الأمل بالعبور يوما ما إلى الجهة الثانية من الجدار الفاصل بين الجزء الأكبر من الصحراء الغربية الذي يسيطر عليه المغرب، والأراضي الواقعة تحت سيطرة البوليساريو الحدودية مع الجزائر. وتقول لوكالة فرانس برس أنا كبرت خلف هذا الحائط، وأولادي ولدوا في ظله. وتعيش أنزوغة (36 عاما) في أحد المخيمات الصحراوية بتندوف في أقصى جنوب غرب الجزائر، على بعد 90 كلم من حائط العار كما يصفه الصحراويون، بينما يعتبره المغرب حائط دفاع. وقام المغرب في الثمانينيات بتشييد حائط من الرمال والحجارة بارتفاع ثلاثة أمتار وبطول 2700 كلم، وهو يعبر الصحراء الغربية من الشمال إلى الجنوب. ويسيطر المغرب على الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية سابقا، بكاملها تقريبا منذ 1975. وتقترح الرباط، التي تعتبر الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من أراضي المملكة المغربية حكما ذاتيا لهذه المنطقة الشاسعة تحت سيادتها. بينما تطالب بوليساريو المدعومة من الجزائر باستفتاء حول حق تقرير المصير. وتم إقرار وقف لإطلاق النار في 1991 بعد حرب استمرت 16 عاما، نشرت الأمم المتحدة على إثره بعثة لحفظ السلام وتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو). لكن تنظيم الاستفتاء تأجل مرات عدة بسبب الخلاف بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بوليساريو والمملكة المغربية حول عدد الناخبين الذي يحق لهم المشاركة في الاستفتاء. وفي رده على سؤال لوكالة فرانس برس، رأى الأمين العام لجبهة بوليساريو إبراهيم غالي أن الجدار يقسم أرضا ويفصل بين عائلات. وللوصول إلى موقع الجدار انطلاقا من تندوف، يجب عبور صحراء شاسعة وقاحلة تقطعها بين وقت وآخر مساحات فيها نباتات صحراوية أو بحيرات بيضاء من الملح. وبعد ثلاث ساعات من القيادة في معابر وعرة، يظهر الجدار في منطقة المحبس محاطا بخندق عميق وبأسلاك شائكة وحقول ألغام. في الجهة المقابلة، يمكن رؤية جنود مغاربة. وكانت زغيلة (45 عاما) تزور المنطقة مع ابنها عبد الله (14 سنة)، محدثة إياه عن الحائط الذي يعيش خلفه أفراد من أسرته الذين لم يرهم قط. نريد إزالة الحائط وتتذكر دماها لبشي (66 عاما) التي تعيش مع 165 ألف لاجئ آخرين في مخيمات تندوف، بمرارة زيارة نظمتها المفوضية العليا للاجئين مرة للعائلات الصحراوية إلى الجهة الأخرى. وتقول سمحوا لنا بخمسة أيام فقط، وهي مدة قصيرة. وصلنا والدموع تغمرنا وغادرنا بالدموع أيضا، مضيفة نريد إزالة الحائط. بين 2004 و2014، أشرفت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على 20 ألف زيارة عائلية من هذا النوع، بحسب ممثل بوليساريو لدى بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية. بينما كان البعض يخاطر بالانتقال من مكان إلى لآخر عبر معابر سرية. ويروي المهندس محمد الهيبة أحمد فال لوكالة فرانس برس كيف خاطر بحياته للعبور عبر الحائط الرملي والألغام في 2001. وقال رافقني أحد أصدقائي إلى الحائط والمكان الذي يمكن العبور منه. كنت أرتعش خوفا من أن ينفجر لغم فيّ، لكني واصلت السير لأنه لم يكن لدي خيار آخر. ومنذ عشر سنين، سمح الإنترنت وتقنيات التواصل للعائلات بالاتصال ببعضهم بشكل أفضل. لنزرع ورودا وزرعت ألغام مضادة للأفراد على عرض مئات الأمتار في محيط الجدار، ما يجعل الصحراء الغربية من أكثر المناطق تلغيما في العالم. وبحسب مصدر صحراوي، زرع المغرب ما بين خمسة إلى عشرة ملايين لغم. وفي أسفل الجدار بمنطقة المحبس من الجهة التي تسيطر عليها بوليساريو، وضعت منظمة غير حكومية إسبانية ورودا من القماش والورق تحت شعار لنزرع ورودا بدل الألغام. ويقول القائد العسكري للقطاع شيخ بشري محمد أن توجيهات أعطيت لسكان المنطقة بأن يقوم كل شخص يكتشف مكان وجود لغم في الأرض بإحاطته بحجارة وإبلاغ رجاله به، حتى يتم تفادي أي حادث. ويقول مسؤول الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام عزيز حيدر منذ وقف إطلاق النار قتل وجرح 300 شخص بسبب انفجار الألغام والقنابل العنقودية، والسبب أن الأمطار تجرف الألغام إلى مناطق يفترض أنها آمنة. وتأثرت حياة الصحراويين البدو الرحل بفعل فقدانهم لمناطق يرعون فيها ماشيتهم ويتزودون منها بالماء. وبحسب شهادات مختلفة، قتلت الألغام آلاف الجمال، كما أثرت على حياة النبات والحيوان في المنطقة. وبحسب إبراهيم غالي، فإن هذه الألغام تم زرعها بطريقة منظمة وعشوائية في الوقت نفسه، أقدمها يعود إلى 40 سنة، بينما يشكل تآكل المواد المصنوعة منها خطرا على محيط الإنسان والحيوان. وبالنسبة إليه، فإن وجوده يشكل جريمة ضد الإنسانية. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 07/02/2017

مشاركة :