فقر الدم يحمي الأولاد من الملاريا!

  • 2/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يشكّل نقص الحديد إحدى أكثر المشاكل الغذائية شيوعاً في العالم، ويعطي آثاراً سلبية لدى الأولاد على المدى الطويل. لكن تستمر المخاوف بشأن سلامة مكملات الحديد ويشتدّ القلق تحديداً على الأولاد في بلدان ينتشر فيها وباء الملاريا وتعجز عن تلقي الخدمات الصحية المناسبة. أثبت الباحثون في جامعة كارولاينا الشمالية في «تشابل هيل» أن تلك المخاوف مبررة. اكتشف باحثون أن فقر الدم المرتبط بنقص الحديد يحمي الأولاد من الملاريا المنجلية في إفريقيا، فيما تؤدي معالجة الملاريا بمكملات الحديد إلى تلاشي ذلك الأثر الواقي. الباحثون من جامعة كارولاينا الشمالية الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة «إي بيو ميديسين»، تعاونوا مع زملائهم من «وحدة مجلس البحوث الطبية» في غامبيا بإفريقيا، و«كلية لندن للصحة والطب الاستوائي». درسوا خلايا الدم الحمراء لدى 135 طفلاً مصاباً بفقر الدم، تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و24 شهراً، في منطقة موبوءة بالملاريا في غامبيا حيث كانت سمة الخلية المنجلية شائعة أيضاً. تلقى الأولاد الحديد عبر مسحوق من المغذيات الدقيقة طوال 84 يوماً كجزءٍ من تجربة حول مكملات الحديد. وخضعت خلايا الدم الحمراء لديهم للتحليل استناداً إلى المعطيات الأولية، في اليومين التاسع والأربعين والرابع والثمانين. فيما أثبتت دراسات سابقة وجود أثر واقٍ للملاريا لدى الأولاد الذين يحملون سمة الخلية المنجلية، اكتشف الباحثون الآن أن فقر الدم خفّف المرحلة الدموية من الملاريا بنسبة 16% بينما اكتفت سمة الخلية المنجلية بتخفيفها بنسبة 4%. أشرف الدكتور مورغان غوهين على الدراسة، وهو خرّيج قسم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة كارولاينا الشمالية. قال حول الاكتشاف: «تشير نتائجنا إلى أن فقر الدم يحمي طبيعياً من عدوى الملاريا في مرحلتها الدموية أكثر من سمة الخلية المنجلية، وقادتنا هذه النتيجة إلى صياغة فرضية مثيرة للاهتمام مفادها أن شيوع فقر الدم لدى الناس المتحدرين من أصول إفريقية يُعتبر بصمة وراثية للملاريا». محاولة منهجية مهمة انقلبت نتائج عدم نمو الملاريا المنجلية في مرحلتها الدموية حين تلقى الأولاد المصابون بفقر دم مكملات الحديد طوال سبعة أسابيع. في هذا السياق، كان بحث سابق أجراه الفريق نفسه أشار إلى أن زيادة معدلات الغزو والنمو بعد أخذ مكملات الحديد تنجم عن ميل الطفيليات القوي إلى تفضيل خلايا الدم الحمراء الشابة. قالت الدكتورة كارلا سيرامي، عالِمة أساسية في مشروع «وحدة مجلس البحوث الطبية» في غامبيا: «هذه الدراسة أنيقة في بساطتها لكنها تبقى واحدة من أهم المحاولات المنهجية للكشف عن العلاقة القائمة بين فقر الدم ومكملات الحديد وبين خطر الإصابة بالملاريا على المستوى الخلوي». تؤكد هذه النتائج الميدانية الجديدة أن مكملات الحديد تزيد خطر التقاط عدوى الملاريا المنجلية، وتؤيد استعمال تدابير الوقاية من الملاريا عبر برامج مكملات الحديد، تحديداً خلال المراحل الحساسة الأولى من تعافي الكريات الحمراء.

مشاركة :