دمشق - وكالات - شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أن عائلته لا تملك البلاد، مؤكدا أن لكل مواطن الحق في أن يكون في منصب الرئيس. وفي مقابلة مع وسائل إعلام بلجيكية، نشرت، أمس، شدد الأسد على أنه لم يكن يشغل أي منصب في الحكومة في عهد والده الراحل حافظ الأسد، مؤكدا انه لم يكن للرئيس الراحل أي علاقة بانتخابه في منصب الرئاسة. وأوضح ردا على سؤال حول بقاء عائلة الأسد في السلطة منذ عام 1970 «بالطبع، فنحن لا نملك البلد، وعائلتي لا تملك البلد، قد يكون هذا من قبيل المصادفة، لأن الرئيس الأسد لم يكن له وريث في المؤسسة ليكون خليفة له، توفي الرئيس الأسد، وتم انتخابي من دون أن يكون له أي علاقة بانتخابي عندما كان رئيسا، أنا لم أكن أشغل أي منصب في الحكومة، لو أرادني أن أخلفه، لكان وضعني في منصب ما وأعطاني مسؤولية، بينما لم تكن لدي أي مسؤولية في الواقع، وبالتالي فإن الأمر ليس كما كان كثيرون في وسائل الإعلام الغربية يقولون منذ انتخابي، (لقد خلف والده) أو (وضعه أبوه في ذلك المنصب)، إذن، سورية يملكها السوريون، ولكل مواطن سوري الحق في أن يكون في ذلك المنصب». وتابع الأسد أنه «إذا اختار الشعب السوري رئيسا آخر، فلن يكون علي أن أختار أن أتنحى، سأكون خارج هذا المنصب». وقال: «هذا بدهي، لأن الدستور هو الذي يأتي بالرئيس وهو الذي ينحيه وفقا لصندوق الاقتراع وقرار الشعب السوري. هذا طبيعي جدا، ليس فقط بسبب صندوق الاقتراع، بل لأنك إذا لم تكن تحظى بالدعم الشعبي، فإنك لا تستطيع تحقيق شيء في سورية، خصوصا في حالة الحرب، في حالة الحرب، أكثر ما تحتاجه هو أن تتمتع بالدعم الشعبي كي تستعيد بلادك، تستعيد الاستقرار والأمن، دون ذلك لا تستطيع تحقيق شيء». وأكد الأسد أنه كإنسان «لابد لي من ارتكاب الأخطاء كي أكون إنسانا، وإلا، فإني لست إنسانا». لكنه أعرب عن قناعته بأن القرارات الثلاثة الأساسية التي اتخذها منذ بداية الأزمة السورية، كانت صائبة، موضحا أن تلك القرارات هي محاربة الإرهاب، إجراء الحوار بين السوريين، والاستجابة إلى كل مبادرة سياسية «سواء كانت صادقة أم لا». من ناحية أخرى، انتقد الرئيس السوري، السياسة التي انتهجتها غالبية الدول الأوروبية تجاه الحرب التي تشهدها بلاده منذ بداية الأزمة «غير واقعية»، لافتا إلى أن ذلك أثر وانعكس على شعوبها. ونقلت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية على لسان الأسد أن «هذه السياسات الأوروبية أدت بدولها إلى عزل نفسها وقضت على أي دور يمكن أن تلعبه في هذا المجال كما أنها تسببت بإلحاق الضرر بمصالح شعوبها من خلال دعم تنظيمات مارست مختلف أنواع الإرهاب بحق الشعب السوري». واستبعد الرئيس السوري إمكانية السماح بمشاركة الدول الأوروبية في إعادة الإعمار، وقال إنه لا يمكن أن «يدمروا وأن يبنوا في الوقت نفسه». وتابع: «لا تستطيع أن تلعب ذلك الدور بينما تقوم بتدمير سورية، لأن الاتحاد الأوروبي يدعم الإرهابيين في سورية منذ البداية وتحت عناوين مختلفة، إنسانية، مقاتلون، معتدلون، وما إلى ذلك... لا يمكنهم أن يدمروا وأن يبنوا في الوقت نفسه». واشترط أن تتخذ الدول الأوروبية «موقفا واضحا جدا في ما يتعلق بسيادة سورية، وأن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين، حتى يقبل السوريون بأن تلعب تلك الدول دورا في هذا الصدد». واعتبر أن ما أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية وبعدها «واعد في ما يتعلق بأولوية محاربة الإرهابيين، وفي شكل أساسي داعش». وعن إمكانية قيام محكمة العدل الدولية في لاهاي بعد الحرب بملاحقة بعض المسؤولين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ضد الشعب السوري، وأجاب: «نعرف جميعا أن مؤسسات الأمم المتحدة ليست حيادية... وبالنسبة لي كرئيس، عندما أقوم بواجبي، والأمر نفسه ينطبق على الحكومة وعلى الجيش، في الدفاع عن بلدنا، فإننا لا ننظر في هذه القضية ولا نكترث لها، علينا أن ندافع عن بلدنا بكل الوسائل».
مشاركة :