حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تكثيف الضغط بشأن خطورة التهديد الإرهابي، متهما القضاء ووسائل الإعلام بالتقليل من أهميته، وذلك قبل ساعات من جلسة حاسمة بشأن مصير مرسومه المثير للجدل حول الهجرة. وشدد ترامب لدى استقباله الثلاثاء في البيت الأبيض المسؤولين الأمنيين، على أن مرسومه الذي يعلق مؤقتا دخول مواطني سبع دول مسلمة هي العراق وليبيا والسودان وسوريا واليمن والصومال وإيران، وجميع اللاجئين، وثيقة «منطقية» و«مهمة جدا للبلاد» لحمايتها من الإرهاب. وقال، إن القضية يمكن أن تصل إلى المحكمة العليا مع تأكيده أنه يأمل في أن لا يكون ذلك ضروريا. وستنظر محكمة استئناف اتحادية في سان فرنسيسكو الثلاثاء عند الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي (23,00 ت غ)، في المرسوم. وقال ترامب، «أنا أفهم أكثر من أي شخص آخر عدم النزاهة التامة لوسائل الإعلام». وكان ترامب اتهم الإثنين، وسائل الإعلام بأنها تكتمت في الماضي على هجمات نفذها «إرهابيون إسلاميون متطرفون». ونشر البيت الأبيض، بعيد ذلك ملخصا عن 78 اعتداء نفذت في العامين الأخيرين، معتبرا أن معظمها «لم يلق الاهتمام الإعلامي الذي يستحق». وتشمل اللائحة عددا من الاعتداءات التي شكلت حدثا عالميا لأيام مثل اعتداءات باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، واعتداء نيس في يوليو/ تموز 2016، واعتداء سان برناردينو بكاليفورنيا في ديسمبر/ كانون الأول 2015. غير أن ترامب قال الإثنين متجاهلا، إنها شكلت حدثا عالميا، «وصل الأمر إلى حد عدم تغطية وسائل الإعلام هجمات، وفي حالات عدة لا تريد الصحافة غير النزيهة بالمرة تغطيتها»، معتبرا أن «لديها أسبابها»، ولكن من دون تقديم أدنى تفسير لكلامه وما يرمي إليه. ورد العديد من وسائل الإعلام بينها «واشنطن بوست» و«لوموند» و«بي بي سي» و«الغارديان»، بنشر روابط تحيل إلى تغطياتها للهجمات التي تحدثت إدارة ترامب عن عدم تغطيتها. في الأثناء ثبت مجلس الشيوخ على رأس وزارة التربية الجمهورية الثرية بيتسي ديغوس، التي تطلب تعيينها تدخل نائب الرئيس مايك بنس، الذي توجه إلى مبنى المجلس للتصويت، كما ينص القانون في حال تعادلت الأصوات، وترجيح الكفة، بعد أن حصلت على تأييد 50 عضوا، ورفض خمسين بينهم جمهوريتان. «ما يسمى بقاض» .. وبعد أن اتهم مباشرة «من يسمى بقاض»، في إشارة إلى القاضي الفيدرالي جيمس روبارت، الذي علق مرسومه، سعى ترامب إلى تحميل روبارت مسؤولية أي هجوم يقع مستقبلا في الأراضي الأمريكية. وقال في تغريدة الأحد، «إذا حدث شيء ما، حملوه المسؤولية هو والنظام القضائي». واعتبرت وزارة العدل في وثيقة أحالتها الإثنين على محكمة سان فرنسيسكو، أن «المرسوم ممارسة قانونية لسلطة الرئيس حول دخول الأجانب إلى الولايات المتحدة ولقبول اللاجئين». من جانبها تقدمت 130 شركة معظمها مقرها في سيليكون فالي بينها «فيس بوك» و«غوغل» و«مايكروسوفت» و«تويتر» و«آبل»، ليل الأحد الإثنين، بالتماس قضائي نددت فيه بـ«الأضرار الكبيرة التي يلحقها المرسوم بالتجارة الأمريكية والابتكار والنمو». وفي حال أكدت محكمة الاستئناف في سان فرنسيسكو تعليق المرسوم وأحيل الأمر على المحكمة العليا، سيتطلب الأمر أغلبية خمسة قضاة من ثمانية لقلب قرار محكمة الاستئناف. وهذا أمر صعب المنال حاليا بسبب انقسام المحكمة العليا حاليا بين أربعة قضاة تقدميين وأربعة محافظين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن»، أن 53% من الأمريكيين يعترضون على المرسوم الرئاسي حول الهجرة (في مقابل 47%)، كما كشف استطلاع لشبكة «سي بي إس»، أن 51% يعارضون المرسوم، بينما يؤيده 45%. إلا أن ترامب يعتبر هذه الاستطلاعات خاطئة. وقال في تغريدة الإثنين، «كل استطلاعات الرأي السلبية معلومات خاطئة مثل استطلاعات سي إن إن، وإيه بي سي، وإن بي سي، خلال الانتخابات». وتابع، «آسف لكن الناس يريدون الأمن على الحدود وفرض إجراءات تدقيق مشددة». من جانبه، وجه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، انتقادا شديدا إلى ترامب الثلاثاء. وقال في خطاب أمام عسكريين في طهران، «نشكر هذا السيد دونالد ترامب، لأنه سهل المهمة بإظهار الوجه الحقيقي للولايات المتحدة». وأضاف، «ما نقوله منذ أكثر من 30 عاما بشأن الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي داخل النظام الأمريكي، كشفه هذا السيد أثناء الحملة الانتخابية وبعدها».
مشاركة :