أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، أن الإسلام جاء للتعايُش والسلام والمحبة لكافة بني الإنسان. وقال معاليه في كلمته خلال فعاليات أسبوع الوئام بين أتباع الأديان والثقافات المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا اليوم عندما نكون على مستوى هذا الوعي الروحي والثقافي والإنساني، الذي تقوده هذه النخب المتميزة، التي نراها هذا اليوم بكل شرف واعتزاز، فإننا بدون شك سنجعل الضميرَ العالمي أكثرَ وعياً، وأمام حالة مستدامة من السلم الروحي والثقافي والحضاري، وحتماً سيتلو ذلك السلم السياسي والاجتماعي، وذلك أن غالب صراعات الدول سياسياً، وتصادمَ الشعوب ثقافياً، يعود لتنافُر فكريٍّ، يفتقدُ أبسطَ متطلبات المنطق السليم، ومهاراتِ التواصل الحكيم. وأوضح أن الإسلام الداعي للتعايُش، والسلام والمحبة، والعطف والرحمة، جاء لكافة بني الإنسان، وليقرر أنه لا إكراه في اعتناق القناعات، وأنه يجب المساواةُ في الحقوق والواجبات، مع الجميع بغض النظر عن أديانهم، أو مذاهبهم، أو أفكارهم، أو أجناسهم، وأنه لا مجال للإخلال بهذه القيم العادلة تحت أي ذريعة. وأضاف معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي أنه عندما نستعرض التاريخ الإنساني، نقف على تلك الفصول المؤلمة، التي استُخْدِمَتْ فيها كافةُ الأديان كورقة لتمرير الأهداف، والأجندات، بعيداً عن القيم والأخلاق، ونُبل الرسالة الربانية. وبين العيسى, أن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، قد تعايش مع جميع الأديان، ولم يواجه إلا المعتدين على حريات الناس، في اختيار الدين، وأولئك الذي أشاعوا الظلم، والاضطهاد، والفوضى، ولقد أجاز الإسلامُ التصاهُرَ العائلي مع أهل الديانات السماوية، ليؤكد هذا التشريع مستوى الانفتاح والتعايُش، ومستوى إتاحة المجال لحُرية اعتناق الدين، دون إكراه أو إملاء، وكذلك مستوى الثقة بالآخرين، في أخطر الأشياء، وهو بناء الأُسرة. وأكد معاليه أنه لم يَنْتَشِرْ عبر التاريخ إلا صحيحُ الإسلام، أما التطرف الديني، فظل في كهوفه محارَباً محاصَراً يَذكره التاريخُ في فصوله المظلمة من حينٍ لآخر، مثلما يَذْكر حالاتِ التطرف في جميع الأديان، فلا يُوْجَد دينٌ في أصله متطرفٌ، كما لا يُوجَدُ دين يخلو من التطرف، ولا شك أن الدين جزء مهم، من ركائز الحل والسلم، في أي قضية تمَسُّ الشعوب. وأشاد معاليه بدور منظمة الأمم المتحدة، والمنظماتِ الدولية الأخرى، في تعزيز قيم الحوار، والتواصُل، بين أتباع الأديان، والثقافات، والمهام الكبيرة، التي يقوم بها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لتُكْسِبَنا هذه المؤسساتُ العالمية مزيداً من التعارُف والتعاوُن والاحترام والإثراء المتبادل. وأوضح أن رابطة العالم الإسلامي، لا تُفرّق في قيمها الرفيعة، والعادلة، ونشاطِها الإنساني الإغاثي، لا تُفرق لأي سبب ديني، أو مذهبي، أو فكري، أو عرقي، أو جغرافي، ومُهِمَّتُها جمعُ الرابطة الدينية الإسلامية، تُجَاه هذه الوجهة الرفيعة والتلاقي الإيجابي، نحو الخير والسلام والوئام الذي نتمناه للبشرية أجمع، كما هو هدفنا النبيل من اجتماعنا هذا.
مشاركة :