خاض فريق المهمات الصعبة في شرطة دبي تحدياً كبيراً في عملية اخراج جثة عامل فني رافعات توفي أثناء محاولته فك التصاق رافعتين ببعضهما بعضاً على ارتفاع يقارب 15 طابقاً، ومنع سقوط الرافعتين وحدوث كارثة. وقال رئيس قسم المهمات الصعبة في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، الرائد خالد ابراهيم الحمادي، إن الفني عاد إلى العمل في اليوم التالي للعاصفة التي شهدتها البلاد، يوم الجمعة الماضي، فوجد أن رافعة تحركت من مكانها جراء العاصفة والتصقت بالرافعة التي قربها، فصعد على الفور إلى مكان الالتصاق لتلافي سقوط الرافعتين، وشرع في قصّ الجزء الملتصق، لكن وزن الرافعة الثقيل زاد من ميلانها وضغطت على جسده، فتوفي على الفور. وأضاف الحمادي أن الشرطة تلقت بلاغاً عن الحادث، فتوجهت إلى مكانه، وكان يجب التعامل بحذر شديد مع الحالة خوفاً من سقوط الرافعتين معاً، ما يعني إمكانية التسبب في كارثة، فانتقل فريق المهمات الصعبة بداية إلى تأمين المنطقة، ومنع تواجد أي أحد فيها لعدم تعريض حياته للخطر، ومن ثم استدعى مهندسين مختصين وخبراء لتقييم وضع الرافعتين من الناحية الهندسية، فأكدوا أن أي حركة ستؤدي إلى سقوط جزء من إحداها، وبالتالي خطورة ذلك ستكون عالية جداً، كون التصاق الرافعتين كان على ارتفاع كبير، وأن أي خطأ في التعامل مع الحادث سيتسبب في كارثة. وأشار إلى أن فريق الإنقاذ والمهندسين وضعوا خطة وجلبوا رافعتين كبيرتين، وجرى تركيبهما في المكان نفسه على ارتفاع يعلو ارتفاع الرافعتين الملتصقتين، ومن ثم تم تثبيت أجزاء من الرافعتين الملتصقتين وإبعادهما عن بعضهما بعضاً بحذر، وإخراج جثة المتوفى، وتثبيت الرافعتين ومنعهما من السقوط. وأكد الرائد الحمادي أن عملية الإنقاذ كانت صعبة واحتاجت إلى مجهود كبير من فريق المهمات الصعبة، مثمناً شجاعة وخبرة فريق المهمات الصعبة في شرطة دبي، داعياً فنيي الرافعات إلى أخذ الحيطة والحذر اللازمين أثناء العمل في مثل تلك الأجواء، والاستعانة بذوي الاختصاص من المهندسين وخبراء الرافعات حفاظاً على حياتهم.
مشاركة :