استقرت أسعار النفط أمس، إذ وازنت الدلائل المتزايدة على انتعاش إنتاج الخام الصخري الأميركي وتباطؤ الطلب، خفض إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» 15 سنتاً إلى 55.57 دولار للبرميل، وفي العقود الآجلة أول من أمس 1.09 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي 15 سنتاً إلى 52.86 دولار للبرميل بعدما أنهى تداولات أول من أمس بانخفاض 82 سنتاً. وتلقت الأسعار دعماً من محاولة «أوبك» والمنتجين المستقلين خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الأول من السنة، لكن على رغم أن إجمالي الخفض في «أوبك» وروسيا بلغ 1.1 مليون برميل يومياً على الأقل حتى الآن، تهدد زيادة الإنتاج الأميركي وكذلك مؤشرات على تباطؤ نمو الطلب بتقويض هذه الجهود. من جهة أخرى قال وزير النفط الإيراني بعد اجتماع أمس مع نظيره العماني في طهران، إن إيران وسلطنة عمان اتفقتا على تغيير مسار خط أنابيب بحري مزمع لتصدير الغاز لتفادي مروره بالمياه التي تسيطر عليها الإمارات العربية المتحدة. وسيربط خط الأنابيب بين احتياطات الغاز الضخمة في إيران والمستهلكين العمانيين إضافة إلى محطات للغاز الطبيعي المسال في السلطنة تمكنها إعادة تصدير الغاز. وفي 2013 وقعت الدولتان اتفاقاً لتوريد الغاز إلى سلطنة عمان من خلال خط الأنابيب الجديد في صفقة قيمتها 60 بليون دولار على مدى 25 سنة. وبعد رفع العقوبات الدولية عن طهران في كانون الثاني 2016 جدد البلدان الجهود الرامية لتنفيذ المشروع لكنه تأخر بسبب خلافات على السعر والضغوط الأميركية على مسقط لإيجاد موردين آخرين. ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قوله: «اتفقت الدولتان على أن يتفادى خط أنابيب تصدير الغاز المياه التي تسيطر عليها الإمارات العربية المتحدة ويمر عبر المياه العميقة». وتابع: «تغيير مسار خط الأنابيب عبر المياه العميقة ليس له أثر اقتصادي على مشروع تصدير الغاز». وأضاف أن ممثلين عن «شل» و «توتال» وشركة «كوريا غاس كورب» (كوجاس)، حضروا أيضاً الاجتماع في طهران وعرضوا مقترحاتهم. وقال إن المشروع بأكمله سيحتاج استثمارات بنحو 1.2 بليون دولار. وأفادت مصادر من شركة «نفط الجنوب» العراقية الحكومية بأن مرفأ التصدير العراقي الرئيس قبالة سواحل مدينة البصرة سيوقف عمليات التحميل لمدة 24 ساعة بدءاً من منتصف ليل أمس بسبب أعمال تركيب خط أنابيب جديد يغذي المنشأة. وتقدر طاقة التحميل في المرفأ بنحو 1.8 مليون برميل يومياً. وصدر العراق، ثاني أكبر منتج للنفط داخل (أوبك) بعد السعودية، كميات قياسية من الموانئ الجنوبية بلغت 3.51 مليون برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر). وفي مصر قال مسؤول في شركة الشرق الأوسط لتكرير البترول (ميدور)، أكبر معمل لتكرير النفط في مصر والأكثر تطوراً بين مصافي البلاد، إن المصفاة رفعت طاقتها التكريرية بنحو 15 في المئة نهاية كانون الثاني لتبلغ 115 ألف برميل يومياً. وتسعى «ميدور» للوصول بطاقتها التكريرية إلى 160 ألف برميل يومياً بعد الانتهاء من كامل التوسعات. وتعمل «ميدور» في مصر منذ نحو 16 سنة وهي الأولى في مصر وأفريقيا بين معامل تكرير البترول من حيث التعقيد التكنولوجي كما أنها المصفاة الوحيدة في مصر التي تمتلك ميناء خاصاً بها في الدخيلة بالإسكندرية. وتغطي المصفاة الواقعة على مساحة 500 فدان في غرب مدينة الاسكندرية الساحلية نحو 25 في المئة من الاستهلاك المحلي لمصر من المواد البترولية.
مشاركة :