واصلت القوات النظامية السورية و «حزب الله» التقدم قرب مدينة الباب شمال حلب، في وقت اندلعت معارك بين فصائل «درع الفرات» التي تدعمها أنقرة و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية في ريف حلب الشمالي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «لا تزال قوات النظام تواصل عمليات تعزيز حصارها لمنطقة الباب ومحيطها في ريف حلب الشمالي، وذلك بمساندة من قوات النخبة في حزب الله اللبناني والمسلحين الموالين للنظام وبتغطية من كتائب المدفعية والدبابات الروسية». وتسعى قوات النظام بعد قطعها للطريق الرئيسية الواصلة بين منطقة الباب وريف حلب الشرقي ومحافظتي الرقة ودير الزور، إلى تعزيز تمركزاتها ونقاط تواجدها في ريف الباب الجنوبي، حيث تمكنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على موقعين كان تنظيم «داعش» يسيطر عليهما. وجاء هذا التقدم بعد قصف واشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين، بحسب «المرصد». الذي كان أشار إلى أنه «مع دخول عمليات النظام العسكرية في ريف الباب الجنوبي يومها الـ 20، استكملت قوات النظام مدعمة بقوات النخبة من حزب الله اللبناني وبإسناد من كتائب المدفعية والدبابات الروسية، عملية إطباق الحصار على مدينة الباب ومحيطها، أكبر معاقل تنظيم «داعش» المتبقية تحت سيطرة الأخير في ريف حلب». وتمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية من إنهاء اليوم الـ 19 من عملياتها العسكرية، بالتقدم إلى تل عويشية الذي يقع على بعد مئات الأمتار من الطريق الواصل بين منطقة الباب وريف حلب الشرقي ومحافظتي الرقة ودير الزور، ذلك بعد سيطرتها بساعات على قرية عويشية. وقال «المرصد» إنه «بذلك تكون قوات النظام أطبقت الحصار على تنظيم «داعش» في مدينة الباب وبلدات بزاعة وقباسين وتادف، بالتوازي مع عملية القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في «درع الفرات» في شرق بزاعة وجنوبها الشرقي والواقعة إلى الشرق من مدينة الباب، وسيطرت بذلك -قوات النظام- على الطريق الواصل بين منطقة الباب وبقية المناطق السورية». وجاء هذا التقدم، بحسب «المرصد»، بعد نحو 24 ساعة من فشل القوات التركية وقوات «درع الفرات» بتثبيت سيطرتها على بلدة بزاعة التي خسرتها، ليعود تنظيم «داعش» ويسيطر على البلدة مجدداً، بعد هجمات معاكسة نفذها «انغماسيون» من عناصر التنظيم، استهلوها بتفجير مفخخة استهداف موقعاً لقوات «درع الفرات» والقوات التركية الداعمة لها، وخلفت خسائر بشرية في صفوف الأخير. في غضون ذلك، قال «المرصد» إن «هدوءاً حذراً عاد إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية (الكردية - العربية) والواقعة على تماس مع مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية ومواقع تواجد القوات التركية الداعمة لعملية «درع الفرات» بريف حلب الشمالي». وجاء هذا الهدوء بعد اشتباكات ليلية دارت بوتيرة عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، ومقاتلين من الفصائل والقوات التركية من جانب آخر في محور الشيخ عيسى، ومحور منغ-عين دقنة، الواقعين في شرق بلدة تل رفعت وشمالها بالريف الشمالي لحلب. وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف من قبل القوات التركية استهدف مواقع لـ «قوات سورية الديموقراطية» ومناطق سيطرتها في الشيخ عيسى وتل رفعت ومرعناز ومنغ وعين دقنة، ورافقت المعارك العنيفة بين الجانبين، التي استهدف فيها مقاتلو «القوات»، آليات وتمركزات للقوات التركية و «درع الفرات»، ما أسفر عن إعطاب آلية لمقاتلي الفصائل والقوات التركية، فيما وردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الجانبين. وأشار «المرصد» إلى أن المعارك جاءت بعد «أنباء عن تعزيزات استقدمتها القوات التركية إلى الأراضي السورية، لتعزيز قواتها المتواجدة في سورية وتوسيع نطاق سيطرتها». كما تصاعدت الاشتباكات بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء، إثر استقدام «قوات سورية الديموقراطية» لتعزيزات عسكرية عاجلة إلى محاور القتال بالريف الشمالي لحلب. على صعيد آخر، دارت اشتباكات في محور سويدية كبيرة بريف الطبقة الشمالي الواقعة غرب مدينة الرقة، بين «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، إثر هجوم نفذه الأخير على المنطقة، بالتزامن مع استمرار «الاشتباكات في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي، بين قوات سورية الديموقراطية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من طرف، وعناصر تنظيم داعش من طرف آخر، وتتركز الاشتباكات في محيط منطقة بئر فواز أو ما يعرف بمنطقة مشرافة، التي تقدمت إليها قوات سورية وتمكنت من السيطرة عليها، والاستيلاء على كميات من الأسلحة والذخيرة»، وفق «المرصد». وتأتي هذه المعارك وعمليات التقدم ضمن المرحلة الثالثة من عمليات «غضب الفرات» التي تسعى فيها العملية لعزل تنظيم «داعش» في مدينة الرقة، تمهيداً لطرده منها والسيطرة عليها. على صعيد متصل، واصلت «السلطات التركية تنفيذ أعمال الحفر ورفع السواتر وبناء الجدار بينها وبين سورية، حيث توغلت مجدداً القوات التركية برفقة آليات وجرافات وبدأت أعمال حفر وبناء جدارها في منطقة سليب قران بالريف الغربي لمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي»، وفق «المرصد».
مشاركة :