نفذ أطباء تونس اليوم الأربعاء (8 فبراير/ شباط 2016) إضرابا عاما في القطاعين الخاص والعام للدعوة إلى إصلاحات. وقام الأطباء بوقفات احتجاجية اليوم أمام مقرات الولايات في أنحاء البلاد وأمام كلية الطب بالعاصمة كما احتشدوا أمام قصر الحكومة. ورفع المحتجون لافتات من بينها أطباء "مضطهدون ومهاجرون" و"متحدون لإنقاذ مهنتنا" و"أطباء تونس شرف لتونس". وتأتي الاحتجاجات في أعقاب جدل واسع في وسائل الإعلام بسبب تدني الخدمات في القطاع الصحي العام إلى جانب اهتراء بنيته التحتية وتواتر التقارير في وسائل الاعلام عن الأخطاء الطبية. واهتز الرأي العام الأسبوع الجاري مع قضية وفاة رضيع في المستشفى العمومي بمدينة سوسة في ظروف مريبة . وكان الإطار الطبي أفاد في تقرير له بأن الرضيع ولد ميتا بعد إجراء عملية قيصرية للأم التي أنجبت في الشهر السادس لسوء حالتها الصحية. لكن تقارير إعلامية أوردت بأن الأب اكتشف بأن أبنه ما زال حيا حينما عاد لاستلامه بعد اتمام إجراءات دفنه. وأجرى الأطباء محاولات انعاش ثانية لإنقاذ الرضيع لكنه توفي في وقت لاحق من نفس اليوم. وتحقق النيابة العامة للاشتباه في وجود اهمال وتدليس للتقرير الطبي للتغطية على خطأ طبي. والعام الماضي ضج القطاع بشكل عام بقضايا فساد مدوية من بينها صفقة لوالب قلبية اصطناعية تم ضبطها في العشرات من المصحات الخاصة إلى جانب استخدام مواد تخدير فاسدة في عدد من المستشفيات العمومية أدى الى وفاة ثلاثة مرضى بحسب وزارة الصحة. وأفادت الوزارة بأن القضاء باشر تحقيقات قضائية في ذلك. ومنذ استلامها لمهامها في أغسطس/ آب الماضي تعهدت حكومة يوسف الشاهد الحالية بإجراء اصلاحات اجتماعية وتحسين الخدمات في القطاع الصحي وباقي القطاعات العامة التي تعاني من الاضرابات المتكررة وتدني الخدمات والتجهيزات.
مشاركة :