حوار: أنور داود توقع عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، أن تضيف مدينة دبي ما يقارب 34 ألف غرفة فندقية جديدة خلال عامي 2017 و2018، مشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية لفنادق دبي تجاوزت 102 ألف غرفة فندقية خلال العام 2016. وأكد كاظم في حوار مع الخليج، أن سياحة دبي استمرت في نموها، بالرغم من ظروف السوق المحفوفة بالتحدّيات، والفضل بهذا يعود إلى مرونة استراتيجية السوق المتنوعة لدينا، وتجاوب قطاعاتنا بطريقة موحدة، والخدمات التي تقدمها دبي، وفق أعلى معايير الجودة العالمية. ونهدف إلى مواصلة تنويع خدماتنا عام 2017؛ للحرص على تطبيق مبادرات دائرة السياحة واستراتيجيات تواصلها في دبي. وفيما يلي نص الحوار: كم عدد الغرف والفنادق التي تتوقعون افتتاحها في دبي هذه السنة؟ - تُعرف دبي بفنادقها الفخمة التي تعتمد أعلى معايير الجودة العالمية، سواء في الخدمات أو المرافق التي تقدمها للنزلاء. وقد شكّل الطلب المتزايد من المسافرين العالميين، ونموّ حجم السياحة ركناً سهّل الاستثمار لزيادة عدد الغرف؛ بحيث تجاوز المئة ألف عام 2016. ونتوقع أن يشهد عدد الغرف نمواً مماثلاً مستقبلاً، بأكثر من 30 ألف غرفة، ليبلغ 134 ألفاً بحلول نهاية 2018. كما يُتوقع أن يبلغ عدد الليالي المحجوزة في الفنادق والشقق الفندقية 35.9 مليون ليلة، بحيث يبلغ النمو السنوي 10.8% منذ نهاية 2015 وحتى نهاية 2018. رؤية دبي 2020 ما توقعاتكم بشأن عدد زوار دبي عام 2017؟ - استضافت دبي 14.9 مليون زائر عام 2016، حيث تصدرت الهند والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة لائحة الدول المصدّرة للسياح، مسجلةً نمواً ملحوظاً، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الذي سبقه. وسنعمل على تعزيز الأداء القويّ، من حيث عدد الزوّار للدول العشر الأولى المتصدّرة للائحة، بالإضافة إلى مواصلة استراتيجيتنا، والعمل على تحقيق رؤية دبي السياحية 2020، الهادفة إلى استقطاب 20 مليون زائر بحلول عام 2020. كيف تأثر عدد الزوار بتدهور سعر النفط وتغير توجهات السفر من مختلف المناطق وتقلب العملة وضعف النمو الاقتصادي؟ - بالرغم من تقلب الاقتصاد العالمي العام الماضي، ما زلنا نشهد تقدماً ثابتاً في السير نحو تحقيق هدف عام 2020، وذلك بفضل مرونة استراتيجيتنا لتنويع مصادر الزوار. ويتيح لنا هذا الحدّ من أثر تناقص أعداد الزوّار في بعض الدول، وتعزيز أداء المناطق ثابتة النمو في الوقت ذاته. ترسيخ مكانة دبي ما خططكم لاستقطاب المزيد من السياح في 2017 تماشياً مع رؤية دبي السياحية 2020؟ - تستمر سياحة دبي في بذل الجهود؛ للترويج لهذه الوجهة واستقطاب مجموعات وفئات متنوعة من المسافرين. وبالتالي، نصبّ جهودنا نحو مواصلة الاستثمار، لترسيخ مكانة دبي فيما نطور الترفيه العائلي والضيافة وتجارب السياحة الثقافية والبحرية؛ تماشياً مع أهداف 2020. ويشكل الترفيه العائلي مجالاً للاستثمار المتواصل بالنسبة إلى دبي، التي تواصل توفير هذا النوع من الترفيه والتجارب على المستوى العالمي. فنحن نحرز تقدّماً في ترسيخ مكانة دبي كالوجهة العائلية الأهم في العالم، وذلك من خلال توسيع محفظة التجارب الترفيهية في المدينة. فمن أهم المحطات التي شهدها عام 2016 افتتاح آي أم جي عالم من المغامرات ودبي باركس أند ريزورتس. ونتطلع لتدشين الإضافات الجديدة التي ستحتضنها المدينة عام 2017 مثل حديقة سفاري دبي، ولابيرل باي دراغون وغيرها. كذلك نعمل على تعزيز السياحة البحرية؛ لتشمل السوق العالمي وترسيخ شراكاتنا مع أبرز العاملين في هذا القطاع، ونتوقع وصول أكثر من 600 ألف زائر على متن السفن السياحية مع نهاية موسم 2016/ 2017، أي بزيادة نسبتها 18% مقارنة بموسم 2015/ 2016. ويدل هذا على رواج السفن السياحية لدى المسافرين الذين يرغبون بالاستفادة من موقع دبي وطقسها المشمس خلال الشتاء، ومما يزيد من سهولة الأمر اعتماد سياسة تأشيرة الدخول المتعدد، وإتاحتها أمام 47 جنسية عند الوصول. هذا إلى جانب نظام مبسّط لإصدار التأشيرات على الإنترنت، ما يتيح لنا توسيع حضورنا في أسواق مثل الهند والصين وأمريكا الجنوبية وروسيا. ونتوقع أن يستمرّ المنحى التصاعدي في موسم 2017/ 2018 ما يتيح لنا تحقيق هدفنا، باستقبال مليون زائر عبر السفن السياحية سنوياً بحلول عام 2020. بالإضافة إلى ذلك، تتركز جهودنا على تطوير مشاريع ومبادرات السياحة الثقافية في دبي، وبناء مدينة متنوعة وعالمية الطابع، ومن هنا فقد أنشأنا منطقة تراثية حول خور دبي؛ لتكمّل المعالم الثقافية للإمارة في دبي القديمة. تنويع الخدمات ما التحديات الأساسية التي قد تواجه السياحة في دبي عام 2017؟ - لقد واصلت سياحة دبي نموها، بالرغم من ظروف السوق المحفوفة بالتحدّيات، والفضل بهذا يعود إلى مرونة استراتيجية السوق المتنوعة لدينا، وتجاوب قطاعاتنا بطريقة موحدة، والخدمات التي تقدمها دبي، وفق أعلى معايير الجودة العالمية. كما واصلنا التطور والعمل على تكييف تجارب دبي مع التغيير في مزيج الزوّار، والتجاوب بسرعة مع الحاجة إلى خدمة السياح القادمين من الأسواق الأكثر حداثة بشكل أفضل. ونهدف إلى مواصلة تنويع خدماتنا عام 2017 للحرص على تطبيق مبادرات دائرة السياحة واستراتيجيات تواصلها في دبي. كيف تقيمون تعاون القطاع الخاص لجذب الزوار إلى دبي؟ - تعتبر قوة الجهات السياحية في القطاعين الخاص والعام أساسية في تعزيز سياسة دبي الهادفة إلى استقطاب الزوار، حيث يكتسب التعاون بين الدوائر الحكومية والقطاع الخاص أهمية كبرى. من جهتها، تلتزم دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بتسهيل إنشاء العلاقات التي تساعدنا على تحقيق رؤيتنا السياحية لعام 2020. ويشمل هذا التعاون والترويج لشركات الطيران الوطنية والفنادق ومزوّدي الخدمات الترفيهية والمطاعم ومزودي خدمات النقل العام والخاص ومتاجر التجزئة وغيرها العديد. وجهات الترفيه كيف تساهم وجهات الترفيه الجديدة في تعزيز السياحة في دبي؟ - عملنا على إدراج وجهات ترفيهية جديدة، إلى جانب محفظة المرافق الترفيهية الحالية في دبي؛ تحقيقاً لطموحنا المتمثل بجذب العائلات والباحثين عن تجارب فريدة من نوعها. ومن بينها آي أم جي عالم من المغامرات ودبي باركس آند ريزورتس الذي يضمّ حديقة LEGOLAND(r) دبي، وحديقة LEGOLAND(r) المائية، وبوليوود باركس، وموشن جيت دبي. ونتطلع للإضافات الجديدة التي ستحتضنها المدينة، مثل حديقة سفاري دبي، ولابيرل باي دراغون، ولافتتاح Six Flags Dubai في أواخر 2019. ومن خلال افتتاح دبي أوبرا أيضاً في 2016، إننا نسعى بذلك إلى تعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي للفنون والثقافة وللفعاليات العالمية، إذ نستمر في دعوة فنانين مشهورين عالمياً؛ ليقدّموا أعمالهم في المدينة. ما عدد فنادق ال3 و4 نجوم، التي تستفيد من برنامج الحوافز، الذي أعدّته دائرة السياحة في دبي (إلغاء رسم البلدية البالغ 10%) لدعم قطاع فنادق السوق المتوسط؟ - تعرف دبي بجودة معاييرها وفنادقها الراقية التي جذبت عدداً كبيراً من الزوار، لكن بما أننا نحاول تنويع خدمات الضيافة لاستقطاب كافة فئات المسافرين، فنحن نواصل تشجيعنا لنموّ فنادق السوق المتوسط؛ حيث أطلقنا حوافز لهذه الفنادق والشقق الفندقية، والتي رحّب بها قطاع الاستثمار في الفنادق وتطويرها، فانعكس الأمر بافتتاح عدد كبير من فنادق السوق المتوسط، أو الإعلان عن افتتاح بعضها خلال العام المنصرم. وفي هذا الإطار، وصل عدد الفنادق من فئة النجمة الواحدة إلى 3 نجوم، والشقق الفندقية متوسطة المستوى 407 بنهاية 2016، وهي مناسبة لمن يريدون الإقامة لفترة طويلة في المدينة بميزانية محدودة، وتتوزع على وسط مدينة دبي وديرة وحيّ الفهيدي التاريخي. عام حافل بالفعاليات كيف تقيّمون سياحة الأعمال والفعاليات في دبي عام 2017؟ وكم من فعاليات ومعارض ومؤتمرات ستستضيف المدينة هذه السنة؟ - سيكون عام 2017 حافلاً بالفعاليات المرتبطة بالأعمال، إذ تستعد المدينة لاستضافة عدد من المؤتمرات والاجتماعات، إلى جانب رزنامة المعارض التي ستقام في مركز دبي التجاري العالمي. يشار إلى أنّ هذا النموّ يلقى دعماً من فنادق الإمارة، التي توفر أكثر من مئة ألف غرفة، ومن شركات الطيران وشركات إدارة الوجهات، ومنظمي المؤتمرات المحترفين. وإلى جانب رؤية دبي السياحية 2020 التي تهدف إلى استقطاب 20 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2020، هناك دعم كبير لتحويل دبي إلى اقتصاد عالمي تنافسيّ قائم على المعرفة، والمجيء بأهمّ الخبراء في العالم من أهم محفزات نقل المعرفة والتعاون والابتكار. وقد جعلنا سياسة استقطاب المؤتمرات متماشية مع استراتيجية الابتكار الوطنية للحكومة الإماراتية، والتي تركّز على سبعة ميادين أساسية هي: الطاقة المتجددة، والنقل، والتعليم، والصحة، والتكنولوجيا، والماء، والفضاء. ما دور وأهمية حضور دائرة دبي للسياحة والتسويق التجاري في أسواق دولية لناحية السياسة الترويجية؟ - يتيح لنا الترويج السياحي لدبي، على الصعيد العالمي، التفاعل مع ممثلين أساسيين عن قطاع السفر النابض بالحركة. فتسليط الضوء على التجارب المترفة والوجهات العائلية والفعاليات الثقافية الممتدة على مدار العام يجذب السياح والمسافرين من مختلف دول العالم. افتتاح فنادق جديدة إن النتائج التي حققتها دبي على مدار 12 شهراً لا تعكس فقط كفاءة دبي في التعامل مع الأحداث، بل حرصها على تعزيز ما لديها من مقومات سياحية، وما تقدمه من خيارات ترفيهية وثقافية، ومساهمتها في زيادة المعروض من الغرف الفندقية بنسبة 5%، لتصبح ضمن المدن العشر الأولى في توفير أكثر من 100 ألف غرفة فندقية، والتي بلغ عدد الغرف الفندقية بها مع نهاية العام الماضي 102845 غرفة. وقد احتفلت المدينة بافتتاح عدد من الفنادق الفخمة مثل: سانت ريجيس دبي، ودبليو دبي، وويستن دبي الحبتور سيتي، وبالاتزيو فرساتشي، وجميرا النسيم. وهناك اهتمام كذلك بتدشين مجموعة فنادق الفئة المتوسطة الجديدة لتمنح المزيد من الخيارات أمام السياح والعائلات. وانعكاساً لهذه الاستراتيجية، شهد عام 2016 زيادة في أعداد الفنادق من فئة 3 و4 نجوم، حيث شهد عدد غرف فنادق الثلاث نجوم نمواً بنسبة 24 بالمئة، بينما نما بنسبة 8 بالمئة عدد غرف فنادق الأربع نجوم. وقد قامت ماركات مميزة مثل فنادق روف بتعزيز تواجدها في السوق. جوائز وألقاب عالمية حصدت دبي العديد من الألقاب والجوائز العالمية نتيجة للجهود المتواصلة التي يبذلها القطاعان العام والخاص لتنمية وتطوير ما تقدّمه المدينة على صعيد الأعمال والترفيه والمهرجانات والاجتماعات والمؤتمرات، بما يعزّز مكانتها كوجهة لاستضافة مختلف الفعاليات، حيث نالت الإمارة للمرة الخامسة على التوالي منذ عام 2011 جائزة أفضل مدينة للمهرجانات والفعاليات العالمية لعام 2016 من الاتحاد الدولي للمهرجانات والفعاليات IFEA، الهيئة الدولية المتخصصة في دعم وتطوير وتقييم المتخصصين في الفعاليات والمهرجانات في كافة أنحاء العالم، وذلك في الاجتماع السنوي الحادي والستين للاتحاد الذي أقيم في مدينة توكسون بولاية أريزونا الأمريكية، كما نالت دبي جائزة أفضل وجهة عالمية للمهرجانات والفعاليات في الحفل السنوي لتوزيع جوائز السفر العالمية الذي أقيم في جزر المالديف. هذه الجوائز حصلت عليها المدينة عن جدارة، وهي نتاج عمل من جميع الشركاء الذين ساهموا في تحقيق نجاحات كبيرة في المهرجانات التي تنظمها دبي مثل مهرجان دبي للتسوّق في دورته ال22، ومفاجآت صيف دبي، وتسليط الضوء على فنون الطهي في مهرجان دبي للمأكولات، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة الأخرى.
مشاركة :