ابتكار طابوق ذكي يقلل من الانبعاثات بنسبة 90%

  • 2/9/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - عبدالحميد غانم: كشف الدكتور محمد سيف الكواري، مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية، بوزارة البلدية والبيئة أنه تمّ إطلاق اسم الطابوق الذكي على الطابوق الذي تمّ ابتكاره باستخدام الزيوت النباتية المستعملة بدلاً من الإسمنت؛ لأنه يقلل من الانبعاثات الغازية بنسبة 90 % عن الطابوق العادي المصنوع من الإسمنت، بخلاف العائد الاقتصادي من ورائه، حيث يوفر ثلث قيمة الطابوق العادي أي 35 % من قيمة التكلفة، وهنا يوجد توفير اقتصادي وفي نفس الوقت المحافظة على البيئة وتعزيز حمايتها. وأضاف د. الكواري في تصريحات خاصة لـ الراية إن هذا الطابوق بحقّ براءة اختراع لدولة قطر، صحيح نحن اعتمدنا على معطيات سابقة لكننا عدلنا التجربة التي بدأت في المناطق الحارة، وعندما بدأنا قمنا بإدخال تعديلات على المعادلات لتناسب البيئة القطرية، وأطلقنا عليها اسم الطابوق الذكي. وأشار إلى أنه يتمّ استيراد 70 مليون لتر زيت نباتي سنوياً يتمّ حرقها وإلقاؤها في مياه الصرف الصحي دون الاستفادة منها. وأوضح أن البحث حالياً في مراحله النهائية، وخلال شهر سيتمّ الانتهاء منه، لكنّ البحث مستمر في هذا المجال بالنسبة للباحثين الشباب لتطويره، خاصة أننا نتوقّع أن يكون عمره الافتراضي أكبر من العمر الافتراضي للطابوق العادي الذي يعيش 25 سنة بدون أي تدهور. 35 سنة عمر الطابوق توقّع د. الكواري، أن يصل العمر الافتراضي للطابوق الذكي إلى 35 سنة بدون أي تدهور، ولن تؤثّر فيه أي رطوبة أو تفاعلات لخلوّه من الإسمنت عكس الطابوق العادي المصنوع من الإسمنت والذي يصل عمره الافتراضي إلى 25 سنة فقط. وقال: نحن نشجّع القطاع الخاص على الدخول في تصنيع الطابوق الذكي؛ لأنّه بذلك سوف يوفر اقتصادياً ويحمي البيئة، وهذه الزيوت النباتية المُستعملة موجودة ويمكن تجميعها من الفنادق والمحلات، وهي مسألة سهلة، لأن الجميع يريد التخلص من هذه الزيوت بطريقة آمنة وسليمة، ولذلك نحن نشجّع القطاع الخاص ومصانع الطابوق باستخدام تقنيات حديثة في صناعة الطابوق. حماية البيئة من التلوث قال د. الكواري إنّ وزارة البلدية والبيئة تسعى إلى تنمية وتعزيز البحث العلمي تحقيقاً لرؤية قطر 2030 التي تهدف إلى تحويل قطر إلى دولة مُتقدمة قادرة على تحقيق التنمية المُستدامة، وإستراتيجية التنمية الوطنية التي تهدف إلى الحفاظ على الوطن والبيئة واستغلال موارد البلاد الاستغلال الأمثل، لذلك قامت الوزارة ومركز أبحاث النقل البريطاني (TRL) وبإشراف الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بمؤسسة قطر وبالتعاون والتنسيق مع هيئة الأشغال العامة (أشغال) والهيئة العامة القطرية للمواصفات والتقييس، بإجراء بحث علمي حول استغلال زيوت الطعام المُستعملة في صناعة الطابوق (البلوك) بديلاً عن الإسمنت. 4 عناصر في الخلطة الجديدة أوضح د. الكواري، أن نتائج البحث العلمي التي أظهرتها الاختبارات قد بيّنت أن الخلطة الجديدة المُبتكرة التي تمّ تنفيذها تتكوّن من الأحجار والرمل والزيوت النباتية المُستعملة بعد مُعالجتها بطرق فنية دقيقة لنحصل على منتج جديد مُبتكر أطلقنا عليه اسم (الطابوق الذكي - Smart Block) والذي لم يتمّ استخدام الإسمنت في صناعته، وقد أطلقنا على هذا الطابوق هذا الاسم لأنه يقبل الأحجار المعاد تدويرها أو الأحجار غير المنتظمة الحبيبات أو مخلفات المحاجر أو غيرها، وكذلك الرمال المُستخرجة من المُخلفات الإنشائية والرمال غير النقية، ويمكن استخدام المياه المعالجة في الخلطة، وبالتالي اعتبرت مؤسسة قطر أن هذا المنتج الجديد يستحقّ براءة اختراع. د. خالد حسن: الطابوق الجديد يناسب البيئة القطرية قال د. خالد حسن، المدير الإقليمي لمعهد أبحاث الطرق والمواصفات البريطانية "TRL": نحن أمام طابوق ذكي مكوناته من المواد المستعملة مثل زيت الطعام المُستخدم والمواد غير المطابقة للمواصفات، هذه المواد يتمّ تجميعها ومعالجتها وننتج منها الطابوق الذكي. وأكّد على عدم وجود أي خطورة ناتجة عن استخدام هذه المواد الخام في صناعة الطابوق الذكي سواء المخلفات الإنشائية التي نجلبها من روضة راشد أو الزيوت النباتية المستعملة، وهذا من أهمّ مميزات الطابوق الذكي. وقال: أجرينا العديد من البحوث والتجارب لتحديد أنواع الزيوت التي يمكن استخدامها في هذا المجال، وكذلك المخلفات الإنشائية، ووجدنا الأفضلية في الزيت المستخدم بعد مُعالجته حرارياً، وهنا لاتكون هناك حاجة للإسمنت في صناعة الطابوق. وأكّد أن الطابوق الجديد يناسب البيئة القطرية والخليجية ويتحمل درجات الحرارة الشديدة جداً، خاصة المواد الزيتية التي تدخل في صناعة الطابوق الذكي لا تتأثر بالأملاح ولا الحرارة ولا المياه الجوفية كما هو الحال في الطابوق العادي المصنوع من الإسمنت، ولذلك تمّ تصميم الطابوق الجديد ليتناسب مع الأجواء الحارة. وأشار إلى أن مشروع التجارب والأبحاث على صناعة هذا الطابوق استمر 3 سنوات، لافتاً إلى إقامة حائط من هذا الطابوق منذ عام بهيئة المواصفات والتقييس تمّ تعريضه للعوامل الجوية سواء الحرارة العالية أو الأمطار، ولم يتأثر تماماً بأي عوامل جوية خلال عام، ولذلك نحن نتوقع أن العمر الافتراضي لهذا الطابوق الذكي سيكون أطول من العمر الافتراضي للطابوق العادي المصنوع من الاسمنت وشدّد د. حسن، على عدم وجود أي مخاوف من استخدام الزيت المستعمل في صناعة الطابوق خوفاً من الرائحة، خاصة أن الزيت يتحلل تماماً أثناء عملية المعالجة وعدم تأثره بالحرارة، وهو ما أكّد لفريق البحث أن هذا الطابوق يتوقّع أن يكون أقوى من الطابوق الإسمنتى.

مشاركة :