كشف المعارض الإيراني أبو الحسن مجتهد زاده تفاصيل قصة اختطافه على يد السفير الإيراني في إسطنبول عام 1988م وهو منوشهر متكي، والذي أصبح وزير خارجية أحمدي نجاد. وقال زاده خلال حواره مع قناة الإخبارية: إن عملية اختطافه التي حدثت بعد عشرة أيام فقط من مجزرة السجناء السياسيين التي راح ضحيتها ثلاثين ألف إنسان بريء في سجون النظام، تمت عندما كان في طريقه إلى منزل عائلة إيرانية كان أحد أبنائها قد أعدم في المجزرة. وأضاف المعارض الإيراني: كنت بصدد اللقاء بهم وتصويرهم لإرسالها إلى قيادة المعارضة لأجل توثيق شهاداتهم حول ضحايا المجزرة وبينما كنت أقود سيارتي في منطقة يشيل كوي، وعند وصولي إلى دوار ذي خمسة مداخل أحسست أن هنالك سيارة صدمتني من الخلف، وعندما نظرت من المرآة رأيت شخصًا في السيارة التي خلفي يؤشر لي بالوقوف، واعتقدت أنه حادث عرضي فتوقفت ونزلت لمعرفة ما حدث، رأيت أن هنالك حافلة ذات طابقين توقفت وأغلقت المدخل نحوي فأصبحت في زاوية ميتة لا يراني أحد، وعند ذاك توقفت أمامي سيارة تشبه سيارة الإسعاف وفتح الباب ونزل منها سبعة أشخاص اعتقلوني عنوة وأدخلوني إلى السيارة، وكان فيها صندوق يشبه التابوت فوثقوني وأدخلوني في الصندوق، وتحركت السيارة ومشت لفترة زمنية ثم توقفت داخل مبنى وأنزلوني. وتابع المعارض الإيراني : عرفت أنه مركز احتجاز رقم واحد، وأنه منزل سري تابع للعناصر الأمنية للنظام، حيث تتم فيه عمليات الاعتقال للمعارضين في الخارج، ويتم تعذيبهم وإجراء التحقيقات معهم وحتى تصفيتهم كما حصل مع أحد أصدقائنا من أعضاء المنظمة واسمه علي أكبر قرباني تم اختطافه وتعذيبه حتى الموت، ثم رموا بجثته في الغابة، ومع الأسف أن هذه المراكز السرية للنظام موجودة في كل دول العالم، على العموم بقيت في ذلك المكان بحدود أربعة إلى خمسة أيام حيث كانوا يعذبونني كثيرًا حيث لا تزال الآثار النفسية والجسدية تلاحقني إلى يومنا الحالي. وقال :كانوا يجتمعون علي في غرفة واحدة ويضربونني إلى درجة الإغماء ثم يحققون معي بطرق شتى ويبلغونني بأن الحاج قد أمر بقتلي بعد أربعة وعشرين ساعة فلم يبق لدي سوى يوم واحد من الحياة وإذا رغبت في البقاء على قيد الحياة فيجب أن أخبرهم بمعلومات عن الأشخاص الذين يرتبطون معنا في الداخل، ومن أين نحصل على التمويل للمنظمة، وغيرها من هذه المعلومات وأردف :والحاج هو الشخص الذي كانوا يأتمرون به ويقودهم هناك أي المسؤول الأكبر عن المجموعة وهل تعرف من هو ؟ هو الدبلوماسي الأرفع درجة للنظام الإيراني في تركيا أي سفير إيران وهو منوشهر متكي، الذي ومن خلال الوثائق كان قائد المجموعة الإرهابية التي تقوم بعمليات الخطف والسجن والتعذيب هذه الصحف هي صحف تركية كشفت ونشرت هذه المعلومات لاحقًا بعد اكتشاف العملية وإطلاق سراحي، ولكن وبعد هذه الفضيحة الكبيرة مع الأسف الشديد في ظل تواطؤ بعض الدول الغربية وسكوت أمريكا على ممارسات النظام في الخارج تطاول النظام، وتشجع أكثر على القيام بالمزيد من تلك الممارسات والعمليات الإرهابية، حيث تم القيام بالمزيد من عمليات الاغتيال بحق عدد من أعضائنا في الخارج.. وأضاف :أعود إلى موضوعنا حيث وبعد عدة أيام من التحقيق والتعذيب لم يصلوا معي إلى شيء، وفي اليوم الآخر جاء منوشهر متكي بنفسه إلى هذا الوكر، وقام باستجوابي، ولم أكن أعرف أنه هو حيث أوقفوني أمامه ووجهي كان باتجاه الحائط، حيث قال لي: هل تعتقد أننا لا نعرف عنك كل شيء، بلى نحن نعرف كل شيء، والأفضل أن تقر وتعترف بما لديك لتنجو، ثم بعد ذلك نقلوني إلى مقر القنصلية الإيرانية في إسطنبول حيث هناك كان يشرف على تعذيبي والتحقيق معي لمدة أحد عشر يومًا، حيث كانوا بحاجة ماسة إلى أي معلومات عن المقاومة الإيرانية، كانوا يلحون علي بإفشاء أسماء المرتبطين مع المنظمة داخل إيران، وكذلك يسألونني متى يمكن أن يقوم الجيش الوطني للمقاومة بشن عمليات عسكرية ضد النظام، كانوا متخوفين جدًا من المقاومة آنذاك، وبعد محاولات متكررة لم يحصلوا على شيء، لجأوا إلى معاودة التعذيب بشتى الطرق وواحدة من هذه الطرق كانت تسمى بعقدة الرأس؛ حيث كان يتم ربط رأسي بقطعتين من القماش ويربطان معًا من طرفي رأسي ويتم تعقيدهما إلى أن يضغط القماش على أطراف رأسي ويقطع سريان الدم خلال الأوردة إلى بقية الرأس إلى أن أصل إلى مرحلة أفقد بعدها الوعي ثم يسكبون على الماء لإفاقتي، وطريقة أخرى للتعذيب كانت من خلال إدخالي في القفص حيث كنت أشعر بأن عظامي ستتكسر ومازلت أعاني من آثار ذلك إلى الآن. وقال : هذا القفص هو صندوق ممكن تصغيره وتكبيره من جميع الاتجاهات، وكانوا يدخلونني فيه، ويتم استجوابي، وفي حال عدم الرضا عن أجوبتي يتم تصغير حجم القفص وبذلك كنت أشعر أن عظامي تتداخل في بعضها ثم يخرجونني ويعيدون معي طريقة عقدة الرأس من جديد وهكذا، أيضًا كانوا يعطونني التمر فقط، ولم أكن أعلم السبب ثم يقدمون لي حساء العدس المالح من دون ماء ولأنني كنت جائعًا فاضطررت إلى أكل بعض منه ثم ولمدة يومين لم أشرب الماء حتى أحسست أن شفاهي نشفت ثم تمزقت وهذا كان أسلوبًا آخر من التعذيب لأجل إنهاك طاقتي وإذلالي كي أنهار وأعترف بما لدي من المعلومات، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل لذا قرروا نقلي إلى إيران وأبلغوني بأنه اليوم الأخير لي، وفعلًا دخل علي شخصان متنقبان لا ترى منهما سوى الأعين كبلوني مثل المومياء. وتابع زادة :قرروا نقلي بعد أن لم يتمكنوا من الحصول على أي معلومات مني، وكذلك أمر آخر دفعهم إلى نقلي بسرعة إلى إيران وهذا علمته بعد أن نجوت منهم؛ وهو أن رئيس منظمة مجاهدي خلق مسعود رجوي قد أبلغ وزير الدولة في تركيا شخصيًا بعملية اختطافي وهذا أدى إلى أن النظام بدا متخوفًا من انكشاف العملية، رغم أنه أعلن أنه لا شأن له في مسألة اختفائي، ولكن قيادة المنظمة كانت تصر على اتهام النظام بتدبير عملية اختطاف بحقي. وأضاف المعارض الإيراني :طوال فترة اعتقالي في أيدي أزلام النظام لم تكن تفارقني صورة الأخ مسعود رجوي، وكلمات الأخ الشهيد موسى خيباني في الصمود أمام هذا النظام، وكان تفكيري منصبًا في كيفية فضح هذا النظام، فقد كنت أطلب العون من الله في أن أفلح في الهروب من قبضتهم فقد حاولت وأنا داخل القنصلية الهرب في إحدى المرات التي كنت أنوي الذهاب إلى الحمام في الطابق العلوي من المبنى، حيث كانت هنالك واجهة زجاجية تطل على الشارع فعرفت بسرعة ورميت بنفسي على هذه الواجهة الزجاجية عسى أن تنكسر وأقفز إلى الشارع سواء بقيت حيًا أم لا، ولكن مع الأسف لم أعلم أن الواجهة عبارة عن طبقتين من الزجاج فانكسرت طبقة منهما بينما أعاقتني الطبقة الأخرى من الفرار، وإر ذلك أصبت بجروح كثيرة نتيجة الزجاج المنكسر في وجهي وجسدي، ومرة أخرى حاولت الهرب حينما كانوا يقتادونني في الطريق نحو إيران، حيث كانوا مرعوبين جدًا من انكشاف أمري، خاصة بعد أن علمت الجهات الأمنية في تركيا باختفائي والأمر الآخر أنهم كانوا يخشون أيضًا من أن افتضاح أمري سيمهد لفضائح أخرى للنظام في تركيا، فهم كانوا يخططون لعمليات إرهابية واغتيالات بحق دبلوماسيين هناك، وكنت أسمعهم رغم أنهم كانوا يضعون القطن في أذنيَّ، وقد سمعتهم مرة أنهم يخططون لاغتيال دبلوماسي عربي في تركيا، وفعلًا حينما نجوت منهم قلت ذلك للجهات الأمنية التركية وسألتهم ألم تقع أي حادثة اغتيال في الأيام الماضية وقالوا لي باستغراب: نعم حدث ذلك فعلاً ولذلك أزلام النظام قرروا أن ينقلوني إلى إيران، إنه كان إما قنصلًا أو سفيرًا عربيًا لم أكن واثقًا من ذلك لكنني أبلغت الشرطة التركية بعد إنقاذي مباشرة بتلك المحاولة، وأخبرني مدير الشرطة بنفسه أنه فعلًا تم اغتيال أحد الدبلوماسيين العرب في تركيا في ذلك التاريخ، وأعتقد أنه إما كان دبلوماسيًا سعوديًا أو كويتيًا أو عربيًا عمومًا، ويمكنك أن تبحث في ذلك التاريخ عن هذه العملية. وتابع : قرروا نقلي إلى إيران فقد عصبوا عيني وقيدوني جيدًا من خلال الحبال ثم شريط لاصق حول عموم جسدي وأدخلوني في كيس للنوم وحملوني إلى صندوق السيارة التي انطلقت نحو الحدود الإيرانية، وخلال الطريق كان الأمل لا يفارقني بأن أجد سبيلًا للخلاص منهم رغم صعوبة ذلك، وبعد مضي ساعات طويلة في الطريق توقفت السيارة وفتحوا الصندوق الخلفي، وجاء أحدهم وكان طبيبًا فمزق بعضًا من الشريط اللاصق حولي ليضع يده على قلبي ويتأكد هل مازلت على قيد الحياة أم لا، ثم أعادوا غلق الصندوق وعاودت السيارة مسيرها. وأردف زادة : كان الطبيب موجودًا في الرحلة، وكانت وظيفته فحصي باستمرار حيث في المرة الثانية التي توقفت السيارة فحصني الطبيب مجددًا قال لي كيف تشعر أيها المجرم فطلبت منه إعطائي فرصة لقضاء الحاجة فحلو وثاقي، وحذروني من أي محاولة للهرب بأنهم سيطلقون النار علي، وحينما ابتعدت قليلًا منهم لقضاء الحاجة اكتشفت أنهم كانوا يسيرون على طريق ترابي بالقرب من الطريق العام والوقت كان مبكرًا حوالي الساعة السادسة صباحًا ولاحظت من بعيد أضواء لسيارة قادمة على الشارع الرئيسي فهرعت بالهرب لأنني كنت مقتنعًا بأن هذه الفرصة هي آخر الفرص للخلاص منهم، ووصلت إلى قرب الشارع وكنت ألوح بيدي وأصرخ الموت للخميني والنجدة النجدة ولا أعرف إن كانوا قد شاهدوني أم لا ولكنني شعرت بالأمل أنه ربما قد شاهدني أحد، لم أكن أعرف أين هو ذلك الموقع، ولكن الشرطة التركية أخبرتني بعد ذلك أنه كان بالقرب من آخر بلدة حدودية بين تركيا وإيران، وأود أن أكمل القصة بأنني خلال محاولتي الهرب وجدت نفسي محاصرًا بين ثلاث سيارات وهي تابعة للخاطفين؛ أحاطوني وتمكنوا من اعتقالي ثانية، ولأنهم كانوا مرتبكين من الذي حدث فقد أدخلوني بسرعة إلى داخل السيارة على أرضية المقاعد الخلفية ووضع أحدهم حذاءه على رأسي، وصوب سلاحه نحوي مهددًا أنه سيطلق النار علي إن تحركت، وانطلقت السيارات مجددًا نحو الطريق، هذه المرة استقلوا الشارع الرئيسي وبعد فترة وجيزة سمعت أحدهم يقول (جندرمة جندرمة) وهي إشارة إلى نقطة تفتيش للقوات التركية، ولكن لأن السيارات كانت تحمل لوحات دبلوماسية فقد اجتازت نقطة التفتيش دون توقف، وهذا يدل على مدى استغلال النظام للقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية، خلاصة القول أنهم استمروا بالمسير إلى فترة زمنية أخرى حتى صرخ السائق بأن الوقود على وشك النفاد وأنه لم ينتبه لذلك بسبب الارتباك الذي حصل نتيجة هروبي منهم، وبعد ذلك أمر قائد المجموعة السائق بالتوجه إلى أقرب محطة لتعبئة الوقود وفعلًا بعد قرابة عشر دقائق كنت أشعر أنهم دخلوا إلى مكان خاص لتعبئة الوقود، وحينما توقفت السيارة سمعت بعض الأصوات بين أحد الخاطفين، وشخص كان يعمل في ذلك المكان، ثم شعرت أن أحدهم بدأ بتعبئة السيارة بالوقود، وحينذاك حاولت بكل ما لدي من قوة الخلاص من سيطرة الشخص الذي كان واضعًا قدميه علي حتى تمكنت من رفع رأسي والصراخ بطلب النجدة، وحينما رفعت رأسي شاهدني العامل الذي كان يعبئ الوقود للسيارة. وقد شاهدني الرجل وكان في الستينات من عمره، وقد شاهد أن على وجهي الكدمات والدماء، وأنا ناشدته بعبارات النجدة النجدة إرهابيون، وهنا حصل ارتباك بين الخاطفين وصرخ قائد المجموعة هيا تحركوا بسرعة تحركوا وفي هذه الأثناء أيضًا قدم مجموعة من الأطفال كانوا تلاميذ مدرسة سمعوا هذه الأحاديث فتوجهوا نحونا، وهنا أخرج قائد المجموعة رزمة من الدولارات ورماها باتجاه الأطفال لتشتيت انتباههم، بينما انطلقت السيارة مسرعة للهروب من المكان، وعلمت فيما بعد أن عامل المحطة قد اتصل بالشرطة التركية وأبلغهم بما جرى ولأن الشرطة التركية كانت على علم مسبق بأمر اختطافي وخاصة في تلك المناطق الحدودية فكان سيناريو اختطافي إلى إيران واردًا لذا تحركت الشرطة والمخابرات التركية باتجاه الحدود وملاحقة السيارات الثلاثة، وحتى تم استخدام الطائرات العمودية في البحث. على العموم بعد انطلاق السيارات من المحطة وبعد عشرة دقائق أو أكثر توقفت وأخرجوني منها بسرعة لتتم عملية توثيقي بإحكام من خلال الحبال، وكذلك الأشرطة اللاصقة كدمية المومياء، ووضعوني في صندوق السيارة، ووضعوا فوقي العجلة الاحتياط للسيارة، ثم انطلقوا بسرعة، وبعد محاولة مطاردة طويلة بين الشرطة والخاطفين استخدم الخاطفون عمليات تمويه محترفة نجحوا في تضليل الشرطة بعض الوقت، ولكن في النهاية اضطروا للعودة إلى الطريق العام لكي يصلوا إلى الحدود بأسرع وقت، ولحسن الحظ كانت الشرطة التركية قد نصبت نقطة تفتيش بالقرب من الحدود مما اضطر الخاطفين الدخول إلى النقطة بعد تعذر إمكانية تحويل مسارهم، وخلال هذه الأحداث كنت أسمع بعض الجمل والكلمات التي كان الخاطفون يرددونها فيما بينهم، وخاصة عندما دخلوا إلى نقطة التفتيش، وحدثت مشادات كلامية بينهم وبين عناصر الشرطة التي كانت تطلب الإذن منهم لتفتيش السيارات، ولكونها تحمل لوحات دبلوماسية كان الأمر فيه بعض الصعوبات، حيث كانت لديهم حصانة دبلوماسية من أية عمليات تفتيش أو مسألة، وفي هذه الأثناء حاولت أن أحل شيئا من وثاقي فنجحت في تحرير يد واحدة بل أصابعي فقط، وأصبحت أضرب بإصبعي على الجدار الداخلي للصندوق، ولحسن الحظ مرة أخرى كان يقف بجوار الصندوق عنصر أمني تركي وسمع هذه الطرقات فصرخ بقائده أن شخصًا داخل الصندوق، فأصبح لديهم مبرر لكي يفتحوا الصندوق، وهذا ما حصل فعلًا، وتم إخراجي من الصندوق، وحل وثاقي، ونقلي مباشرة إلى المشفى لتلقي العلاج، وهكذا نجوت منهم. اللقاء كان من إعداد وتنسيق فيصل الشمري، وعلاقات دولية عبدالله الحربي، وتقديم سامان فخري. رابط الخبر بصحيفة الوئام: المعارض الإيراني زادة يكشف تفاصيل اختطافه في تركيا .. ويفضح جرائم سجون طهران
مشاركة :