أكد أمين عام مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن بناء الجسور بين مختلف الشعوب والأديان أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. وقال في كلمة له بمناسبة أسبوع الوئام بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا إن الناس أصبحوا اليوم يعبرون عن مخاوفهم تجاه أمنهم ومستقبلهم، أكثر من أي وقت مضى، مبيناً أن الحوار هو أفضل وسيلة لإيجاد القيم المشتركة والاحترام بين الجماعات المختلفة. وأوضح أن التشارك في الأهداف والمبادئ يدعم التلاحم المجتمعي، وكذلك التلاحم المجتمعي يحقق المجتمعات الصامدة التي تقاوم التمييز والتحيز على أسس دينية أو عرقية. وأضاف: نحن الآن نعيش زمن التغيرات التي لا يمكن توقع مآلاتها، فنحن نعرف جيداً هؤلاء المتطرفين الذين استغلوا الدين عمداً لتبرير أعمالهم الإرهابية المجرمة، مشيراً إلى وجود ظاهرة متطرفة جديدة وهي الشعبوية السياسية. وأكد أن هذين النوعين من التطرف تتنافس فيما بينها، ما يزيد الأمر سوءاً، موضحاً أن تصاعد جدران الخوف وعدم الثقة بالآخر في عدد من الدول. وأبان أنه -وللأسف- أصبح الخوف وعدم الثقة في الآخر من سمات الحياة اليومية للكثير من الناس في مناطق متعددة من العالم. كما بين أن التمييز العنصري والديني، والتعصب، وظهور الحركات الشعبوية أصبحت واقعاً يهدد العالم، وكان من المفترض أن يكون انتهى مع نهاية الحرب العالمية الثانية، مطالباً بتفعيل الحوار بين أتباع الثقافات والأديان المختلفة، وخبرات رواد الحوار. وفي موضوع ذي صلة اختتم المنتدى الاستشاري لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات أعمال دورته الثانية التي عقدت في مقر المركز بالعاصمة النمساوية فيينا، على هامش أعمال أسبوع الوئام العالمي للأديان. وقد شكل المنتدى خلال اجتماعاته -التي استمرت يومين- أربع لجان متخصصة وفرق عمل تتولي كل منها قضية محددة وما يتعلق بها من مهام، وهي لجنة الحوار بين الديانات والثقافات وتأهيل المجتمعات على ثقافة الحوار واحترام التعددية الثقافية، ولجنة الحوكمة والمواطنة المشتركة، ولجنة المصالحة وفض النزاعات في الدول التي تشهد توترات، ولجنة بناء القدرات في مجال الحوار خاصة بين الشباب ووسائل الإعلام لمكافحة التعصب. وعقدت اللجان المشكلة عدة اجتماعات وضعت خلالها أهدافها خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وخطط عملها بالتنسيق مع عمل المركز وأنشطته الميدانية مع التركيز في أربع دول وهي جمهورية أفريقيا الوسطى، وميانمار، ونيجيريا، وسورية، والعراق.
مشاركة :