أطلقت الأمم المتحدة أمس مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاجها 12 مليون شخص في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة بعد عامين على الحرب. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي مكجولدريك في وثيقة المناشدة الوضع في اليمن كارثي ويتدهور بسرعة. وتابع نحو 3.3 ملايين شخص بينهم 2.1 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وكان وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح قد أكد أن مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تواصل احتجاز القوافل الإغاثية المخصصة للمناطق الأكثر تضرراً. ووفقاً للمعنيين بالإغاثة في اليمن، تطور الوضع من احتجاز المساعدات إلى مصادرتها وإعادة توظيفها في تغذية السوق السوداء لتأمين مصادر دخل إضافية للمليشيات وتغذية نزعة الإثراء التي تسيطر على قادتها إلى حد تحولت معها إلى ظاهرة مستفزة لآلاف اليمنيين ممن يرقبون سلوكهم ونمط حياتهم والتغير الهائل الذي طرأ عليها خلال عامين من الحرب على اليمنيين. وعلى الصعيد العسكري، يمهد الانتصار الذي حققته قوات الجيش الوطني والمقاومة بسيطرتهما الكاملة على مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر، الطريق للتقدم صوب مدينة الحديدة الساحلية التي تضم الميناء الرئيسي للبلاد. ويعزز التقدم سيطرة الحكومة الشرعية على قطاع كبير من ساحل البحر الأحمر من مضيق باب المندب الإستراتيجي وحتى المخا ويمهد الطريق أمام التقدم صوب الحديدة التي تقع على بعد نحو 185 كلم إلى الشمال. وتضم الحديدة الميناء الرئيسي لواردات الغذاء للبلد البالغ عدد سكانه 26 مليون نسمة. وقالت مصادر ميدانية إن القوات الحكومية انتشرت في جميع أحياء مدينة المخا بعد تطهيرها من مليشيات الحوثي وصالح، وتواصل الفرق الهندسية نزع الألغام. كما انتشرت في المدخل الشمالي للمدينة، ونصبت النقاط في الخط الساحلي الذي يربط المدينة بمنطقة يختل شمال المديرية ومديرية الخوخة جنوبي الحديدة. وتقدمت عشرات المدرعات شرقا باتجاه مديرية موزع تمهيدا للتحرك نحو معسكر خالد بن الوليد، وتحريره من المليشيات، بحسب المصادر. وأعلنت المنطقة العسكرية الخامسة في بيان أمس عن مقتل 15 انقلابياً في غارات شنتها مقاتلات التحالف على مواقع المليشيات في مدينة ميدي بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن). وأكدت أن من بين القتلى القائد الميداني للانقلابيين حسين الحجيري ريبان في قصف لمدفعية الجيش الوطني بمنطقة المخازن شرق مدينة ميدي. إلى ذلك، أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن اليمن سحب موافقته على قيام الولايات المتحدة بعمليات برية خاصة ضد أهداف يشتبه في أنها إرهابية على أراضيه. وأرجعت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، القرار إلى الغضب الذي تسبب فيه سقوط ضحايا مدنيين في أول عملية يعطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضوء الأخضر لها، والتي نفذتها قوات خاصة الشهر الماضي. وذكرت أنه بينما يصر البيت الأبيض على التأكيد على أن العملية كانت ناجحة، فإن تعليق العمليات البرية يعد انتكاسة لترامب الذي قال بوضوح إنه يعتزم القيام بالمزيد من الجهود لمحاربة الإرهابيين.
مشاركة :