واشنطن – الوكالات: صرح مسؤولون أمريكيون بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبحث اقتراحا قد يؤدي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة التنظيمات الارهابية. وقال المسؤولون انه تم أخذ رأي عدد من الوكالات الأمريكية بشأن مثل هذا الاقتراح الذي سيضاف إذا تم تنفيذه إلى الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. والحرس الثوري هو أقوى كيان أمني إيراني على الاطلاق وهو يسيطر أيضا على قطاعات كبيرة من اقتصاد إيران وله نفوذ قوي في نظامها السياسي. ولم تطلع رويترز نسخة من الاقتراح الذي قد يجيء في شكل أمر تنفيذي يحمل توجيهات لوزارة الخارجية ببحث تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة ارهابية. ومن غير الواضح ما اذا كان ترامب سيوقع أمرا كهذا. ولم يرد البيت الابيض على الفور على طلب التعليق. وتداولت وكالات أمريكية عددا من مسودات أوامر بشأن قضايا أخرى لكن ادارة ترامب رفضتها أو أجلتها. وذكرت رويترز الاسبوع الماضي أن المسؤولين تناقشوا في تصنيف جماعة الاخوان المسلمين كجماعة إرهابية، لكن تم ارجاء القرار الى اجل غير مسمى فيما يبدو. ويحث بعض أكثر مستشاري ترامب في البيت الابيض تشددا الرئيس على زيادة العقوبات على إيران منذ أن بدأت تتضح ملامح ادارته. وبعد تشديد العقوبات على إيران الاسبوع الماضي ردا على اختبار صاروخ باليستي قال مسؤولون بالبيت الابيض ان الإجراء خطوة «مبدئية». ويحبذ حلفاء الولايات المتحدة في الخليج منذ وقت طويل اتخاذ موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه إيران التي يتهمونها بالتدخل في شؤون المنطقة. لكن المسؤولين قالوا ان عملية اصدار الاوامر التنفيذية التي قد تثير الجدل تباطأت كثيرا في أعقاب الغضب السياسي والقانوني من الامر الذي أصدره ترامب بحظر دخول مواطني سبع دول -غالبية سكانها من المسلمين- إلى الولايات المتحدة والذي أصبح في الوقت الحالي موضع معركة قضائية في محكمة استئناف اتحادية. وأدرجت الولايات المتحدة بالفعل عشرات الكيانات والاشخاص على قائمة سوداء بسبب ارتباطها بالحرس الثوري. وفي 2007 صنفت وزارة الخزانة الأمريكية فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسؤول عن عملياته في الخارج كجماعة ارهابية «لانه يدعم الارهاب» وقالت انه ذراع إيران «الاساسية لتطبيق سياستها بدعم الارهاب والجماعات المتمردة». وتصنيف الحرس الثوري بأكمله كجماعة ارهابية قد تكون له تداعيات أوسع بكثير بما في ذلك على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى في 2015. وقالت رويترز الاسبوع الماضي ان تصنيف الحرس الثوري الإيراني من بين الاقتراحات قيد البحث في اطار مراجعة ادارة ترامب للسياسة تجاه إيران. وسيكون الهدف هو صرف اهتمام الاستثمار الاجنبي عن الاقتصاد الإيراني بسبب مشاركة الحرس الثوري في قطاعات كبيرة من بينها النقل والنفط. وكثيرا ما تكون هذه المشاركة ملكية مستترة. وقال مسؤول أمريكي كبير يشارك فيما وصفه بأنه مراجعة واسعة للسياسة تجاه إيران «تعتبر الادارة الجديدة إيران أوضح خطرا على المصالح الأمريكية وتبحث عن سبل للضغط». وأضاف أنه بدلا من تمزيق الاتفاق النووي فإن البيت الابيض قد يتجه إلى معاقبة إيران على دعمها لجماعة حزب الله اللبنانية والمقاتلين الحوثيين في اليمن وبعض القوى الشيعية في العراق وكذلك تدخلها في البحرين وهجمات إلكترونية على السعودية وأهداف خليجية أخرى. لكن المسؤول حذر من أن معاقبة الحرس الثوري قد تكون لها نتائج عكسية. فقد تقوي شوكة المحافظين وتضعف الزعماء الاكثر اعتدالا مثل الرئيس حسن روحاني وتشجع قوى تدعمها إيران في العراق وسوريا على الحد من أي جهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في البلدين وربما رعاية جهود ضد قوى تدعمها الولايات المتحدة أو القوات الأمريكية التي تحارب التنظيم المتشدد بالعراق. وقال المسؤول «لن يقبل الإيرانيون أي تصرف أمريكي باستسلام. قد لا يتصرفون بسرعة أو في العلن، لكن هناك خطر نشوب صراع متصاعد». وتشمل العقوبات الأمريكية الحالية جزاءات على الشركات الأجنبية التي تعلم أنها تجري معاملات «كبيرة» مع الحرس الثوري الإيراني أو كيانات إيرانية أخرى تشملها العقوبات، لكن شركات كثيرة يملكها الحرس الثوري أو له مصالح فيها غير مدرجة على القائمة السوداء واستطاعت عقد صفقات خارجية.
مشاركة :