مع انطلاق الانتخابات الداخلية لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بعيدا عن الإعلام وبلا حملات دعاية، تثار العديد من التساؤلات حول طريقة إجراءها والنتائج التي ستسفر عنها. ولا تزال الحركة تعتمد السرية التامة في إجراء انتخاباتها، حيث تكتفي بالإعلان عقب انتهائها عن نتائج انتخابات المكتب السياسي. ويسود اعتقاد كبير من قبل المراقبين والمحللين السياسيين أن زعامة الحركة أو رئاسة المكتب السياسي ستكون من نصيب إسماعيل هنية قائد الحركة في قطاع غزة ونائب رئيس مكتبها الحالي. ولا يحق لخالد مشعل -الذي يترأس حاليا المكتب السياسي لحماس- بحسب قوانين ولوائح الحركة الداخلية الترشح لولاية ثالثة، وهو ما يجعل هنية «الأوفر حظا» بحسب المراقبين. وكان مصدر مقرب من الحركة قد كشف لوكالة الأناضول في وقت سابق أن حماس بدأت في إجراء انتخاباتها نهاية الأسبوع الماضي. وتبدأ العملية الانتخابية من المناطق وصولا إلى رئاسة المكتب السياسي وتشمل كافة المستويات الإدارية بالحركة. وتجري العملية الانتخابية في حماس دون أي «دعاية انتخابية». وبحسب مصادر في الحركة فإن ثمة لائحة داخلية تضبط العملية الانتخابية، والتشديد في تطبيقها إضافة إلى لجنة عليا للانتخابات الداخلية، غالبيتها من الكوادر القانونية، إضافة وجود محكمة مستقلة للفصل في الشكاوى إن وجدت. وتختار المناطق مجلس الشورى لحركة «حماس»، فيما يقوم المجلس باختيار أعضاء المكتب السياسي. وبدوره قال مصدر مقرب من حركة «حماس» رفض الكشف عن اسمه للأناضول: «لا يوجد شروط للترشح في الانتخابات الداخلية بحماس للفوز بقيادة مناطق أو مناصب في القيادة العامة». وفيما يتعلق بقيادة قطاع غزة قال المصدر: «إن أبرز الشخصيات التي نتوقع أن تفوز بقيادة غزة هي خليل الحية أو نزار عوض الله أو يحيى السنوار». ويقول أحمد يوسف، رئيس مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات (غير حكومي)، للأناضول، إن آلية العملية الانتخابية داخل حركة «حماس» سرية لأن الحركة لا تزال تعتبر نفسها «مشروعا مقاوما»، وهو ما رفضه داعيا إلى أن تكون في العلن. وأما خارج قطاع غزة فيتوقع يوسف أن تعود الحالة لما كانت عليه في السابق، أي قبل اغتيال الشيخ أحمد ياسين (مؤسس الحركة) عام 2004، حيث كانت أنشطة الخارج ذات طبيعة «إعلامية وإغاثية» داعمة للحركة في الضفة الغربية وغزة. ويقول الكاتب حسام الدجني والباحث الفلسطيني في مقال اطلعت الأناضول على نسخة منه: «إن حركة حماس أعدت لنفسها قانونا انتخابيا سريا غير معلن، تشرف عليه لجنة انتخابات داخلية خاصة». وتابع: «يقتضي قانون الانتخابات الداخلي إلى تقسيم النظام الانتخابي في فلسطين إلى مناطق انتخابية». وعن آلية العمل في المناطق الانتخابية يقول الدجني: «يتم طرح كل الأسماء الذين لديهم مرتبة تنظيمية معينة، من ثم يتجه جميع من هم في حماس للتصويت لشخص واحد لقيادة تلك المنطقة، والشخص الذي يحصل على أكثر الأصوات يكون ضمن الهيئة الإدارية التي في مجموعها تنتخب مجلس الشورى العام». ويوكل إلى «مجلس الشورى العام مهمة انتخاب أعضاء المكتب السياسي، وهؤلاء الأعضاء هم من يتولون مهمة انتخاب رئيس حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، كما قال. ويقول المحلل السياسي حمزة أبوشنب إن انتخابات حركة حماس تجرى على ثلاثة مراحل، يتم في البداية اختيار قيادات المناطق وهذه المهمة تجرى على مرحلتين، ومن ثم يتم اختيار أعضاء مجلس الشورى العام. وأشار إلى أن النظام الداخلي الانتخابي لحركة «حماس» يقسم لثلاثة مناطق «قطاع غزة، والضفة الغربية، وخارج فلسطين».;
مشاركة :