موسيقى الكاتالوني جوردي سافال ... حوار وسلام

  • 2/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار جولته في الشمال الأميركي، حطّ الموسيقي الكاتلوني جوردي سافال رحاله على مسرح «موزونوف» في «ساحة الفنون» في مونتريال أخيراً. وأحيا حفلة موسيقية كانت مفعمة برسائل الحب والسلام والتعايش ونبذ العنف والكراهية والإرهاب ومؤاساة ذوي الضحايا المسلمين الذين اغتيلوا أخيراً في مسجد كيبيك. شكلت الأمسية حدثاً موسيقياً كبيراً أقيم تحت اسم «بندقية الألفية – بوابة الشرق 770- 1797». وقدمها قائد الأوركسترا سافال الذي يضم رصيده 120 ألبوماً من تراث العالم الموسيقي. ورافقته ثلاث فرق مؤلفة من 33 عازفاً، جلسوا جنباً إلى جنب مع مطربي «الأرثوذكسية –البيزنطية» (سالونيك اليونان) و «جوقة نيوهورتيس» وأربعة ضيوف من العازفين المنفردين الوافدين من اليونان والمغرب وتركيا وأرمينيا. وسافر سافال بالحضور عبر الزمن، ناقلاً إياههم ألف سنة إلى الوراء، يوم كانت البندقية على مفترق طرق بين الشرق وأوروبا وجمعت كل ما كان له من تأثيرات موسيقية. وقدمها في برنامج غني بالألحان الروحية والعلمانية والتقاليد الأرثوذكسية -البيزنطية وتقاسيم إسطنبول والامبراطورية العثمانية والموسيقى اليونانية والفارسية والسفارديم، إضافة إلى ألحان الملحنين العباقرة في البندقية عاصمة الموسيقى النابضة بالحياة مثل كلاوديو مونتيفردي وأنطونيو فيفالدي وسواهما. وعلى خشبة المسرح أوحى سافال في عزفه أمام المشاهدين وكأنه يغوص في بطون التاريخ بحثاً عن الجذور الموسيقية، محاولاً أن يبني منها مشاريع موسيقية عالمية مع نخبة عازفين من ثقافات متنوعة، ويؤسس لحوار هادئ هادف إنساني يقرّب بين الشعوب على غرار المشروع الذي أنجزه أخيراً وضم موسيقيين من العرب واليهود والأتراك والصينيين تمحور حول رحلات ابن بطوطة، وجمع موسيقيين من 15 جنسية ينتمون إلى الصين وأفغانستان والهند وتركيا وأرمينيا واليونان وسورية والمغرب. الحفلة كانت رحلة موسيقية تاريخية بامتياز إلى ربوع البندقية أعظم المدن الموسيقية في العالم. وجال سافال بجمهوره في رحلة مشوقة عبر الزمان والمكان، مبحراً في الخزائن الموسيقية والمحفوظات الخالدة. وقام بمهمة استثنائيّة لتجديد التصور الموسيقي. وعزف ألواناً من الألحان كانت لقرون طي النسيان، فأعاد لمعانها وسحرها وقدمها على شكل صور حية تنقل المشاهد من تحفة إلى تحفة. وبدا كأنه يختصر ألف سنة من تاريخ الموسيقى المنسية بليلة واحدة. وقبل نهاية العرض، كشف سافال مشروعه الموسيقي المقبل الذي «يتتبع طريق الرقيق ومآسي الاتجار بالبشر والبحث عن الموسيقيين الأفارقة والبرازيليين والكولومبيين والمكسيكيين والكاريبيين والمغنين الأميركيين السود وكشف أسرارهم الموسيقية التاريخية التي لا تصدق». ويسجَّل أنه قلّما حظي فنان على المسارح الكندية بمثل المكانة الكبيرة التي احتلها الفنان جوردي سافال في وسائل الإعلام التي أجمعت على أنه من أعظم الفنانين في العصر الحديث لتعدد مواهبه الفنية وقِيمه الإنسانية. ونوهت به كفنان عالمي استثنائي وأعظم لاعب «غامبا» في العالم وقائد أوركسترا ومؤلف وعازف منفرد ومدرّس وباحث وداعية للسلام والحوار والتقارب بين الشعوب وثقافاتها الموسيقية.

مشاركة :