بعد سنوات من امتلاك حصة مؤثرة في البنك العربي، أحد أكبر المصارف وأقدمها في المنطقة، أنجزت عائلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل، رفيق الحريري، صفقة بيع لأسهمها في البنك لصالح مجموعة استثمارية يرأسها رئيس مجلس إدارة المصرف نفسه، لقاء مبلغ تجاوز مليار دولار. وبحسب بيان البنك فإن الصفقة جرت الأربعاء عبر بيع أسهم شركة «أوجيه ميدل ايست هولدنغ» والمملوكة من قبل عائلة الحريري في البنك العربي إلى مجموعة من المستثمرين الأردنيين والعرب، بقيادة صبيح المصري، رئيس مجلس إدارة البنك العربي نفسه. ونقل بيان البنك عن ما وصفها بـ«المصادر المطلعة على مجريات الصفقة» فإن حصة عائلة الحريري التي تشكل ما يقارب 20% من أسهم البنك العربي انتقلت ملكيتها مقابل 1.12 مليار دولار إلى مجموعة تضم ما يقارب 40 مستثمراً يترأسها صبيح المصري والذي قاد عملية التفاوض مع عائلة الحريري. وبحسب ما نقلته شبكة «سي إن إن» عن المصادر فإن صبيح المصري قام بجهود حثيثة خلال الأسابيع الماضية لتلبية المتطلبات والاجراءات الخاصة بإتمام صفقة شراء الأسهم، مضيفة أن المصري «تمكن من حشد الاستثمار المطلوب في زمن قياسي»، وبإتمام الصفقة تنتقل ملكية أكبر حصة مؤثرة في البنك العربي والتي كانت متركزة في يد عائلة الحريري منذ ما يزيد عن عقد من الزمن إلى مجموعة أوسع من المستثمرين والذين شكل الأردنيون منهم نسبة تصل إلى ما يقارب 70%. واعتبر المصرف في بيانه أن الصفقة «جاءت بوقت في غاية الأهمية للاقتصاد الأردني، والذي يشكل البنك العربي أحد روافعه الأساسية حيث من شأن هذه الصفقة أن تعزز من استقرار الجهاز المصرفي في المملكة بما تضمنته من مؤشرات ايجابية حول متانة القطاع وجاذبيته الاستثمارية». وكانت الشائعات حول مصير حصة آل الحريري في المصرف مدار شائعات عديدة خلال السنوات المقبلة، باعتبار أنها واحدة من أبرز الاستثمارات لأسرة رئيس الوزراء اللبناني الراحل، رفيق الحريري، خاصة في ظل المصاعب المالية التي واجهتها مجموعة «أوجيه» وأثرت على سيولتها مؤخراً.
مشاركة :