وجد الأطفال في اليمن ومئات غيرهم من الفتية أنفسهم مضطرين للتسول من أجل تأمين الطعام لعائلاتهم بعد مقتل أولياء أمورهم أو فقدانهم مصدر رزقهم جراء الحرب الدائرة في البلاد. وقال أحمد القرشي، رئيس منظمة سياج المستقلة التي تعمل على تعزيز وحماية حقوق الطفل ومقرها صنعاء، إن الأطفال هم أكثر من يدفع ثمن الحرب، مشيرا في حديث وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن هناك ارتفاعا كبيرا في عدد الأطفال المتسولين في العاصمة. وتحولت شوارع المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى ما يشبه منازل ثانية لهؤلاء الأطفال الذين يأكلون ويشربون فيها خلال فترة تسولهم المال والطعام. ويتجمع معظمهم أمام المساجد والمطاعم، وتبدو على وجوههم وأجسادهم النحيلة آثار التعب والإرهاق جراء قلة الغذاء. ويجلس بعضهم قرب أمهاتهم اللواتي يبعن المحارم الورقية أو يمسحن زجاج السيارات. وحذر برنامج الأغذية العالمي من تدهور وضع الأمن الغذائي وتزايد معدلات سوء التغذية لدى الأطفال في اليمن. ويخشى البرنامج أن جيلا كاملا يمكن أن يصاب بالعجز بسبب الجوع. وطلبت الأمم المتحدة الأربعاء 2.1 مليار دولار لتؤمن مساعدات هذه السنة لنحو 12 مليون شخص متضررين من النزاع في اليمن، أي قرابة نصف عدد سكان هذا البلد. وقال مسؤول العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين إن سنتين من الحرب ألحقتا الخراب باليمن وبملايين الأطفال والنساء والرجال الذين هم بحاجة ماسة لمساعدتنا. ومن دون دعم دولي، فإنهم يواجهون خطر التعرض لمجاعة عام 2017. وذكر طبيب الأطفال أحمد يوسف الذي يعمل في أحد المراكز الصحية في صنعاء أن سوء التغذية ظهر بشكل مفاجئ وبدأ يتصاعد. واليوم، لا الدولة ولا منظمات المجتمع المدني قادرة على توفير ما يلزم لمعالجة هذه الكارثة. المصدر: وكالات