دفع سوء التنظيم وعدم الوصول إلى الشريحة المستهدفة إلى انسحاب عدد من الشركات المشاركة في ملتقى التوظيف في مساره 25 والذي ينظمه برنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك وعدد من القطاعات الأخرى بالكلية التقنية والذي اختتم أعماله أمس بجدة. وأوضح عدد من مندوبي الشركات لـ “المدينة” “أن هناك عدة عوامل أدت إلى تدني إقبال الشباب الراغبين في الوظائف بالرغم من توفر الفرص المتاحة لديهم في عدد من المهن. ويقول علي ومحمد الغامدي وممدوح بن سلم، وهم مندوبو شركة مواد الإعمار للمقاولات: “إن الفرص الوظيفية المتاحة لدينا 200 وظيفة وعلى مدى 3 أيام مشاركة في الملتقى لم نسجل سوى 3 متقدمين لعدم الوصول إلى الشريحة المستهدفة (حملة الشهادة الثانوية فما دون)، بينما جُلّ المتقدمين كانوا من حملة الدبلومات” داعين إلى تلافي سلبيات هذا المسار عبر التركيز على توجيه الدعوة للفئة المستهدفة وتعزيز مشاركة عدد من الجهات ذات العلاقة بصفة مباشرة في الملتقى كوزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية”. وأضاف محمد - فيما بدت الطاولة المخصصة لهم شبه فارغة من المتقدمين: “عدم مناسبة الموقع وطريقة الإعلان للفئة المستهدفة”. أما المهندس منير محمد وهو مدير لإحدى الشركات المشاركة والمهتمة بنشاط تنقية المياه والبيئة، فقد قال: “قمنا بتسجيل أقل من نصف العدد المطلوب وهو 200 وظيفة، إذ سجلنا 51 شابًا مؤهلًا للعمل، و14 تدريبًا منتهيًا بالتوظيف في عدد من المهن الفنية والتي تتراوح بين كهربائي، ومشغل محطة، وميكانيكي، و6 آخرين في وظائف إدارية” مشيرًا إلى أن إحدى شركات المقاولة التي كانت طاولتها تجاوره انسحبت من اليوم الأول، بسبب أن المتقدمين ليسوا مستهدفين من الملتقى”. تأدية واجب كما أن سوء التنظيم لم يقتصر على انسحاب شركات فحسب، بل تجاوز ذلك إلى قيام شركات بالمشاركة في اليوم الأخير من الملتقى لساعات معدودة، كتأدية واجب. ففي إحدى الطاولات التي بدت خالية سوى من مندوب شركة مشاركة وجدنا أحمد باقرين - وهو مستشار الموارد البشرية لمجموعة القباني للإنشاءات- الذي قال: “فوجئنا بتوجيه دعوة للمشاركة لنا في الملتقى قبل انعقاده بيومين، وقدمنا أوراق المشاركة في اليوم الثاني للملتقى، وها نحن اليوم نشارك، في ظل توفر فرص متعددة، ولكن خرجنا خاليي الوفاض، ولم نسجل أي شاب”. أسباب فشل الملتقى وبعد أن حزمت الشركات المشاركة حقائبها وسلمت أوراقها للمسؤولين اتجهنا لمدير التدريب المشترك بمنطقة مكة المكرمة خالد الطواب الذي برر فشل الملتقى بقوله: “بعض الشركات انسحبت لأنها لم تجد مبتغاها في طالبي الفرص المتاحة، كما أن بعضها وعدتنا بالمشاركة ولكن أخلف وبعضها الآخر كان اسمها دون طموح المتقدمين للعمل، فعلى سبيل المثال هناك مهن عامل إنتاج، وميكانيكي سيارات، قد يرى بعض متقدمي العمل أنها ضعيفة مقارنة بمهن أخرى” مشيرًا إلى أن من أسباب الفشل أيضًا تزامن التقدم لعدد من الوظائف الحكومية في بعض القطاعات الأخرى”. وأضاف:“الفرص الوظيفية المعروضة في الملتقى متوفرة بعدد كبير جدًا لكن المشكلة التي واجهتنا هي ضعف إقبال الراغبين في العمل لهذه الفرص، فأغلب المتقدمين هم من خريجي الكلية التقنية بينما فرصنا الوظيفية المعروضة في الملتقى هي لمستوى حملة الشهادة الثانوية فما دون، وذلك لأن تنظيم برامج التدريب المشترك أنشئ لتهيئة الشباب السعودي غير المؤهل”. وأكد الطواب أنه بالرغم من أن التنسيق للملتقى كان منذ شهرين إلا أنه لم يُقرّ إلا من أسبوعين فقط، وزاد: “آلية اختيار الشركات واضحة، هي أن الدعوة توجه لجميع شركات القطاع الخاص ولا يتم تحديد شركات معينة ويتم توفير جميع المهن في مقر واحد هذه فكرة الملتقى وتصبح المسألة عرضًا وطلبًا حينئذ”. يشار إلى أن الملتقى أنهى أعماله بعد 3 أيام متواصلة حيث كان من المفترض مشاركة 12 شركة، فيما اقتصرت الشركات المشاركة في اليوم الأخير على نحو 6 شركات، لم يسجل فيها سوى 350 شابًا بينما الفرص الوظيفية المتاحة تتجاوز 1900 وظيفة تتراوح في السفر والسياحة، والمهن اليدوية والحرفية0 إضافة إلى بائعين في معارض، فيما كانت أغرب وظيفة معروضة هي صيد السمك والتي لم يتقدم لها أحد !!. المزيد من الصور :
مشاركة :