القاهرة: الخليج رحلة طويلة، يراها، القاص والروائي محمد عبد النبي، موضوعاً شيقاً لكتاب صغير، تلك التي قطعها لتكوين مكتبته الخاصة، يلخص عبدالنبي رحلته في عناوين سريعة على رأسها: سور الأزبكية، الإصدارات الحكومية الرخيصة، كتب مكتبة الأسرة، شراء (بدم القلب) من المكتبات المكيفة، ولا يعرف الروائي الشاب كيف يصف مكتبته الآن، فمنذ عامين ونصف العام فقط، قبل انتقاله إلى بيته الجديد، كانت متفرقة بين الأرفف والكراتين، والسحارات، غير أنه يحاول قدر الإمكان أن يضع الكتب المتماثلة معاً، وثمة كتب أخرى تبقى دائماً عصية على التصنيف، تجبره على كسر تلك القواعد ومنها - بحسب ما ذكر- أعمال بورخيس. ويرى أن الكتب الجميلة التي لم يقرأها تطارده وتشعره بالذنب. متى بدأت علاقتك بالمكتبة؟ إذا كان المقصود هو المكتبة العامة، وليس مكتبة المرء الخاصة، فقد بدأت مبكراً، مع طلب إحدى المعلّمات في بدايات المرحلة الابتدائية منا شراء قصص أطفال وتكوين مكتبة. ثم توالت مكتبات عامة أخرى، صغيرة وكبيرة، بعضها كان متنقلًا مع مشروع القراءة للجميع.. وكان على المكتبة الشخصية أن تنتظر بعض الوقت. كيف أسست مكتبتك الخاصة؟ الحقيقة أنها رحلة طويلة، ربما تكون موضوعًا شيّقًا لكتاب صغير أو على الأقل نص متوسط الطول. يجب ألا يوحي هذا أن لديّ آلاف الكتب المخزنة في شقق منفصلة عن بيتي، فالأمر كله لا يتجاوز جدارين عريضين من الأرفف الممتدة حتى السقف. أمّا كيف كوّنت هذه المكتبة، فيمكن أن نضع عناوين سريعة عابرة: سوق الأزبكية، الإصدارات الحكومية الرخيصة وكتب مكتبة الأسرة، باعة الكتب القديمة، هدايا الزملاء كتابا وناشرين، شراء (بدم القلب) من المكتبات المكيفة، سرقة بعض الكتب المرتفعة الثمن (أيام ثانوي وجامعة فقط) من بعض دور النشر العربية في معرض القاهرة للكتاب بصحبة عصابة من مدمني القراءة المفلسين، سفريات لدول مختلفة وجمع ما تيّسر ثمنه من كتب مستعملة بالذات، وربما هناك مصادر أخرى لا أذكرها الآن. ما الذي تمثله المكتبة بالنسبة لك.. هل تطاردك الكتب؟ عن مسألة ما الذي تمثّله لي المكتبة يمكن أن يكون هنا أيضا كتاب صغير أو نص متوسط الطول، ويمكن الرجوع هنا إلى كتب ألبرتو مانغويل الذي نجح في التحدث بلسان ملايين من محبي الكتب والقراءة. لا أعرف كيف يمكن أن تطاردني الكتب، ولكن الكتب الجميلة - أي التي أعرف أنها جميلة بحكم الإجماع والتاريخ - ولم أقرأها بعد بالتأكيد تطاردني وتجلدني بالإحساس بالذنب نحو نفسي لا نحوها هي. هل تقرأ كتب الأصدقاء؟ هذا واجب، أحياناً يكون واجباً ممتعاً أو ثقيلاً، أحياناً نقرأ قبل النشر من باب إبداء مقترحات وأحياناً بعد وقوع الفأس في الرأس، ومع ذلك فأنا مقصّر للغاية في متابعة عدد كبير ممن أعتبرهم أصدقائي أو زملائي على الأقل.
مشاركة :