القفطان المغربي.. تراث تقليدي بين الأناقة والموضة

  • 2/10/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: علي داوود يعتبر القفطان واحداً من اللباس التقليدي المغربي، بطابعه التراثي والعصري، حيث إنه يمثل مجموعة الألبسة التراثية والشعبية، التي مازال يحافظ عليها المجتمع المغربي منذ القدم، فهو إلى اليوم لباس الحفلات والمناسبات، لا ينازعه في المكانة أي زي آخر، وقد اتجه كثير من الفنانات الشهيرات، اللاتي يتواجدن في دولة الإمارات وخارجها، إلى ارتدائه في الكثير من المناسبات والأعياد. حيث يظهر حب الناس، لمختلف الألبسة التقليدية، خاصة في الأعراس والمناسبات الدينية على اختلاف الأعمار والمهن، كما أصبح الزي التقليدي المغربي جزءاً لا يتجزأ من التراث، ويعتبر أداة تعريف الأمم، ورمزاً لتميزها وتفردها. يتخذ القفطان شكل جلابة واسعة ذات كمين، من غير غطاء رأس ولا طوق مفتوح من الأمام إما على طوله أو إلى منطقة الحزام، ويخيط القفطان خياط متخصص، حيث يقوم بتطريزهما بالخيوط الذهبية أو الفضية أو بهما معاً. وتشير المصممة فوزية المعناوي إلى أن القفطان المغربي، يتميز بالحشمة، وأنه شبيه جداً بالزي الهندي والخليجي من ناحية التطريز والكريستال، ويختلف من مناسبة لمناسبة على حسب الألوان والتطريز والتقشيطة المغربية، وتؤكد أن الإقبال عليه جيد، خاصة في مناسبات الأعياد والأعراس في كامل الدول العربية، كما أن كثيراً من الفنانات يقمن بزيارتنا ويرتدينه، وتضيف: الأساس في التصميم، إضافة إلى المشاركة في اختيار الألوان، وبعض الموديلات الحديثة، على شكل تنورة وبنطلون. رحمة العروسي، مكلف بالتواصل في المكتب الإقليمي المغربي للسياحة بأبو ظبي، تقول إن المغاربة يعتزون بالقفطان كثيراً، كأحد رموز الثقافة والتراث المغربي الأصيل، ومهما تعددت أنواع الثياب وجودتها، تبقى للتقشيطة خاصيتها التي لا محيد عنها، وهي مفخرة النساء من جميع الطبقات، حيث تجد أن المغربيات ما زلن يفضلن اللجوء إلى الخياط، عوضاً عن التصميمات الحديثة. وفي منتصف التسعينات ظهرت مجموعة من المصممين البارعين، الذين كان لهم دور مهم في ازدهار صناعة الأزياء المغربية، وأصبحوا من ألمع سفراء البلاد في مجال التألق والأناقة. وتؤكد أن الزفاف المغربي، يعبر عن عمق التاريخ، وأصالة الماضي، بحفاظه على اللباس التقليدي المتوارث عبر الأجيال، وبتنوع الأطباق المقدمة خلال هذه الليلة، وحتى المراحل التي يضمها حفل الزفاف، تقول رحمة: أول محطة هي الحناء، حيث تجتمع العروس في بيتها مع صديقاتها، وبنات العائلة في حفل صغير، وعادة ما ترتدي فيه لباس يسمّى لباس الحناء. وتلي مرحلة الحناء، محطة جديدة وحاسمة في حياة العروس، وهي ليلة الزفاف، وقد كان المغاربة من قبل لا يقيمون حفلة واحدة، وإنما يستمر العرس لمدة سبعة أيام، ثم تقلص ليصبح ثلاثاً، وبحكم مشاغل، وأعباء الحياة، والتكاليف الباهظة التي يتطلبها الزفاف المغربي تحديداً، فقد تقلصت المدة ليوم واحد، ولكن بقيت العادات ذاتها، والحاضرة في أذهان المغاربة والعرب والأجانب. وتشير المختصة في عرض الأزياء، صوفيا بنبراهيم، إلى أن القفطان المغربي، مهم لدى كل النساء في المجتمعات المغربية، خاصة في مناسبات الأعراس، حيث تتميز الخياطة التقليدية للقفطان المغربي، بانتمائها إلى مناطق مغربية مشهورة، فالخياطة الفاسية تتميز بأصالة عريقة تمزج بين أصالة الإتقان والخيوط الصقلية المترقرقة باللمعان، والتي لا ترضى المرأة الفاسية عنها بديلاً، بالإضافة إلى ذلك نجد أن هناك الخياطة الرباطية، التي يطلق عليها أيضاً الخياطة المخزنية، لأنها تجعل من الثوب قفطاناً فضفاضاً، كما كانت تلبسه نساء القصر في الماضي. وتضيف: القفطان قد يتنوع ويتعدد في الأشكال والألوان، فهو بمثابة جلابة بدون غطاء الرأس، ويفوقها أيضاً من حيث جودة الأثواب، وكثرة ورونق التطريزات الحريرية، ما يجعله يرتدى غالباً في الأعراس والحفلات. وتقول: هنالك لبس يسمّى التقشيطة، وهذه التقشيطة، لباس تقليدي طويل مكون من قطعتين، تلبسه المرأة المغربية، وخاصة في الأعراس والأفراح، وتتميز أزياء التقشيطة بنوعية الأقمشة الفاخرة، التي تستخدم في صناعتها، وألوانها الجريئة والمتناغمة، إضافة إلى ذلك يتم التطريز بشكل كثيف أحياناً، والتصميم الذي يراعي عنصر الاحتشام من دون أن يؤثر في الجمال العام للزي، بل قد يضفي في كثير من الأحيان نوعاً من الوقار والتألق. وتشير بنبراهيم إلى أن اللون الأبيض أو الأحمر، هما المحببان للعروس في يوم زفافها، وتضيف ثوب الزفاف في الماضي، كانت ترتديه العروس لمدة أسبوع، لكن في الوقت الحالي يتم ارتداؤه ما بين 3 4 أيام، وتؤكد أنه من عادات وتقاليد المجتمع المغربي، ويجب على جميع النساء ارتداء فستان القفطان في يوم العرس، لمشاركة العروس فرحتها، وتقول: إن سعر ثوب زفاف العروس في المغرب باهظ التكاليف، ربما يصل إلى 6 آلاف و500 دولار أمريكي، حيث يرافق العروس أفراد العائلات من قريباتها، وصديقاتها إلى الحمام في زيها الخفيف، وهي تعتبر آخر جلسة للزينة قبل العرس، وترتدي العروس قفطاناً مصنوعاً من المخمل الرفيع، المزين بالسفيفة والعقاد وحزام المجدول. وتؤكد أن لبس العروس دائماً يقوم بخياطته الرجل، حيث نجد فيه الذوق والأناقة، والجمال والستر، وتشير إلى أن المجتمع المغربي يحمل التنوع الجميل في اللبس، الذي يجمع بين طياته تشكيلة متنوعة من الثقافات المغربية، التي تظهر تاريخه وتراثه وحضاراته العريقة. ويرتدي الرجال الجلابة في مناسبات مختلفة، أحياناً مع الطربوش المغربي الأحمر، أو العمامة والخف الجلدي الأصفر، المسمّى بالبلغة، بالإضافة إلى كونها لباس عرس بامتياز، إذ يرتديها العريس المغربي ليلة الزفاف، كما يرتديها عامة الرجال أيضاً عند خروجهم لأعمالهم أو للسوق أو للصلاة. رمز الصفاء تقول صوفيا بنبراهيم: قبل أن توقع العروس على عقد الزواج، تخرج في قفطان رائع، معقد التصميم، ذي لون أبيض.. رمز الصفاء والطهارة، ويتكون من قطعتين، ويسمى اللبسة، ويصنع من الحرير، ويطرز في ناحية الصدر باللؤلؤ، وبلورات بيضاء، مع أزرار يرتدى معها حزام ملائم. وتشير إلى أن كل مدينة من المدن الكبرى لها زيها الخاص، حيث إن لباس حفل الزفاف لمدينة فاس، يسمى الدورة الفاسية، ومصنوع من الديباج، والحرير المزركش، وتوضع معه أشكال معينة من المجوهرات المصنوعة من الذهب المطعم باللؤلؤ. و في الرباط، الزي التقليدي للعروس، يعرف بمجوهراته الفريدة والمنظمة بشكل خاص، وعادة ما يكون باللونين الأحمر أو الأخضر، ولباس العروس الرباطي، يطلق عليه اللبسة الرباطية، ويصنع من الحرير المزركش والمزين بالسفيفة والعقاد، كأزرار، ويلبس مع مجوهرات خاصة، ومعينة من الذهب المطعم بالزمرد والياقوت واللؤلؤ. إبراز جمال العروس تقول صوفيا بنبراهيم: يراعى في اختيار لباس الحناء، التميز، باعتباره يبرز جمال العروس، وعادة ما تختار العروس الألوان الدارجة في الموسم، أو اللون الفضي، أو الذهبي أوالزهري، وكلها ألوان خاصة بالعروس، تزيدها بهجة وإشراقاً. كما تضع تسريحة شعر، وماكياجاً يلائم نوعية اللباس، وقد تختار أكسسوارات لها رسوم وأشكال نباتية، تعبر عن جمال الطبيعة، وعن البساطة، لكنه في الآن ذاته لا يخلو من طابع الأناقة والجمال الذي يجب أن يبهر الحاضرين، حتى تبدو العروس أجمل من كل الحاضرات، كأنها ملكة جمال، وما حولها، وصيفات لها. وتقول: إن اللباس المغربي، يتدرج حسب المراتب الاجتماعية، وكذلك متنوع بأنواع الخياطة التي تطبق عليه من أرقى أنواع الضفرة، إلى استعمال المكينة، مشيرة إلى أن مستويات الخياطة مختلفة، ولها ذوقها الخاص.

مشاركة :