بيروت: هدى الأسير تغييرات لافتة طرأت على برنامج كلام نواعم، الذي طالما شكّل علامة مميزة بين برامج محطة تلفزيون الشرق الأوسط، في محاولة من إدارة المحطة لمواكبة إيقاع العصر السريع. زاد عدد الضيوف.. جرى تقليص فترة ظهورهم، وكذلك تقليص عدد مقدماته، مع تسريع إيقاع الموضوعات التي يجري تناولها. في ظل هذه التغييرات، كان لنا جولة في كواليس البرنامج، التقينا أحد المسؤولين عن الإعداد، والمقدمة الكويتية ناديا أحمد وزميلتها السعودية منى أبو سليمان، للحديث عن هذه التغييرات وما الفائدة منها.. البرنامج كان يشبه المجلّة التي تضم بضعة موضوعات اجتماعية تتم مناقشتها مع بعض الضيوف، تبدلت الصورة اليوم، حسب أحد المسؤولين عن الإعداد، سرّعنا في إيقاع البرنامج، وذلك باستضافة أكثر من ضيف في الحلقة الواحدة، وربما في الفقرة الواحدة. كذلك تم تقليص عدد مقدماته من 4 مذيعات إلى اثنتين هما السعودية منى أبو سليمان والكويتية ناديا أحمد يشاركهما الضيف الأساسي الذي تتم استضافته في أول الحلقة، ثم ضيوف آخرون في الفقرات التالية، هذا لجهة الشكل. أما في المضمون، ورغم تسريع الإيقاع، فإن البرنامج حافظ على موضوعاته الاجتماعية وتحديداً الإنسانية، وعلى موضوعاته الطبية والثقافية والفنية لتكون محوراً أساسياً للنقاش. } ما لزوم جمهور الاستوديو الذي حرصتم على بقائه؟ - لا شك بأن التفاعل المباشر مع الحضور يضفي حيوية للحلقات، وإن كان لا يُشارك بشكل مباشر في الحوارات. يجب ألاّ ننسى الفقرات الغنائية التي تستوجب هذا التفاعل بالذات. } التغييرات لم تلغِ هوية البرنامج الخليجية؟ - إلى حد كبير، وإن كنّا لا نغفل التطورات الحاصلة في العالم العربي، السلبي منها والإيجابي. } كيف يتم اختيار الموضوعات، وكيف يتم طرحها مثل حالة زواج السعوديات بأجانب؟ - هذا الموضوع طُرح بالفعل. استضفنا نماذج حيّة في الاستوديو، وهذا يؤكد أن برنامج"كلام نواعم"يضم فريق عمل كبيراً جداً ومنتشراً في كل الدول العربية. بالتالي لم يعد الحديث عن أي موضوع مقتصراً على الكلام، بل بالتعاطي ميدانياً معه. } هل تجدون حلولاً للمشاكل المطروحة؟ - هناك موضوعات يتم بحثها بشقها الإنساني/الاجتماعي للإضاءة عليها، وهناك حالات أخرى تستدعي إيجاد حلول، قد تكون قانونية أو شرعية أو اجتماعية فنطرحها على الجهات المختصة. من جهتها تقول ناديا أحمد عن السفر الدائم لتصوير البرنامج: لا يزعجني الأمر، فأنا أحب السفر، فضلاً عن أن لبنان بلدي الثاني، والدتي ولدت وتربت فيه، ربما يُلاحظ بعضهم جنوحي إلى اللهجة اللبنانية في الحديث. التعب الحقيقي يكمن في تصوير أربع حلقات بوقت قياسي مضغوط، وقد تمتد الفترة ليومين كاملين. إنه تعب محبب، طالما أن مهنتي هي شغفي الأكبر في الحياة، ومن خلالها نعالج موضوعات نحبها أو نُفيد ونستفيد منها. } هل تشاركين في طرح الموضوعات؟ - أشكر أعضاء فريق الإعداد لأنهم يسمعون آراءنا. طاقم رائع محترم، مثقف، ومدرك للأمور التي تهمنا أصلاً، بحيث لا يتوقف تبادل الآراء بيننا. } هل تتفاعلين إنسانياً مع الحالات المطروحة؟ - لا يمكن أن يمر أي موضوع بدون أن أتفاعل معه إنسانياً، وخصوصاً تلك المتعلقة بالأسرة. } أخيراً... ماذا أفادكِ العمل في البرنامج؟ - استفدت كثيراً، مع ضيوف مختلفين ومن دول عدة، وموضوعات زادت معرفتي وثقافتي وإلمامي بما يدور حولي، صرت محاورة جيدة واثقة بنفسي ،خصوصاً بوجود زميلتي منى أبو سليمان التي تملك خبرة طويلة في البرنامج، وأتمنى أن أكون أضفت شيئاً. منى أبو سليمان عاصرت البرنامج منذ بدايته، سألناها عن التغييرات التي طرأت عليه، فأجابت: كان لا بُد من التغيير نحو الأحسن، وبالتالي لمواكبة جيل الشباب وإيقاع العصر السريع. وبفعل التجربة الجديدة أستطيع التأكيد أن التغييرات ساهمت في جذب المشاهد أكثر للبرنامج، وقد تفاعل معها المشاهدون بشكل واضح ولافت. هذا ما أطالعه على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. } وتقبلت التغييرات بطيب خاطر؟ - بصراحة وحتى اليوم أفضّل الضيف الواحد مع أربع مذيعات، ربما كان تقليص عدد المذيعات هو التغيير الجذري الذي أزعجني، ولكنني أدرك تماماً أن التركيبات التلفزيونية كلها تغيّرت ويجب أن نواكبها. } صرت تشعرين بثقل المسؤولية في ظل تقلّص عدد المحاورات؟ - بالتأكيد. العمل الذي كان يُوزع على أربع مذيعات أصبح محصوراً باثنتين، في الوقت الذي زاد فيه عدد الضيوف. لذلك بات لزاماً علينا متابعة كل صغيرة وكبيرة، تداركاً لمواقف مفاجئة قد نتعرض لها. أصبح لزاماً علينا أن نفكر من وجهات نظر المشاهد في كل الدول العربية ، فنوفر لهم المعلومة الصحيحة والتسلية المفيدة. } هل تملكين الوقت مع كثرة انشغالاتك؟ - لا مشكلة في تصوير الحلقات العادية، الصعوبة في تصوير الحلقات الخاصة التي نعالج فيها قضايا اجتماعية صعبة، مثل قضية اللاجئين السوريين الذين شيّدنا لهم مدرسة ونقوم بمساعدتهم في أمور أخرى، مما يفرض علينا وقتاً طويلاً مضافاً لأيام التصوير. وفي الوقت نفسه، لا يمكن أن نغض النظر عن الصدى الإيجابي الكبير الذي يردنا عن هذه الحلقات لوقع المساعدات الحقيقية على الأرض بعيداً عن التنظير. } هل تعيشين حالة النجومية بعد نحو خمسة عشر عاماً من العمل التلفزيوني؟ - عن أي نجومية تتحدثين؟ المقدّم لا يمكن أن يكون نجماً. نحن نطلق صفة النجومية على أُناس لا يستحقونها. النجومية موقع صعب وكبير جداً، حتى اليوم لا أعتبر نفسي إعلامية. أنا أُقدم برنامجاً واحداً أحبني من خلاله الناس وأحببت نفسي فيه لا أكثر ولا أقل. } ألم تؤثر الشهرة في حياتك؟ - أعيش خارج أضواء الإعلام، ونادراً ما أخرج إلى الحفلات والمناسبات والمهرجانات، أعيش حياة طبيعية جداً، في ظل عمل يُعنى بالشأن الاجتماعي، وهذا ما يملأ حياتي بعيداً عن الظهور الإعلامي. } هل استثمرت عملك في الشأن الإعلامي لخدمة عملك في الشأن الاجتماعي، أم كان العكس هو الصحيح؟ - لا أنكر بأن عملي فيكلام نواعم، أفادني من خلال معرفة الناس بي، وفتح أمامي أبواباً كثيرة، لذا أنا ممتنة لعملي فيه من هذه الناحية، خصوصاً أنني استغللته للعمل في الشأن الاجتماعي، وبعيداً عن ذلك، يبقى عملي بعيداً عن الإعلام في حل مشاكل كثيرة.
مشاركة :