«الأميركي الصغير» غوتش أمل سندرلاند في البقاء بين الكبار

  • 2/10/2017
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

في منزله بشمال ولاية كاليفورنيا الأميركية، يعلق نجم نادي سندرلاند ليندن غوتش صورته وهو طفل صغير والكرة بين قدميه، لكنه لم يكن يعلم وهو في تلك السن الصغيرة أنه سيبدأ رحلة عبر المحيط الأطلسي لممارسة كرة القدم في بلاد أجداده. يقول غوتش مبتسما: «بمجرد أن تمكنت من المشي كنت ألعب بالكرة. وكان هذا هو حلمي دائما عندما كنت صغيرا». وبعد 20 عاما من تلك الصورة، توهج غوتش مع نادي سندرلاند الإنجليزي عندما بدأ لأول مرة في التشكيلة الأساسية للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام مانشستر سيتي الشهر الماضي، وشارك في المباريات الأربع التي خاضها الفريق منذ ذلك الحين بشكل أساسي، ليثبت أن قدراته ومهاراته تؤهله للتألق في الدوري الإنجليزي. واعترف غوتش بأنه تفاجأ عندما أعلن المدير الفني لسندرلاند ديفيد مويز أنه سيكون ضمن التشكيلة الأساسية التي ستبدأ المباراة ضد مانشستر سيتي في نهاية التدريب وقبل المباراة بـ24 ساعة. وقال اللاعب الأميركي الشاب: «كنت أنظر حولي لأتأكد ما إذا كان هذا صحيحا أم لا. وقال زملائي جميعا (نعم، نعم هذا صحيح)، وكنت لا أصدق ذلك». لكن غوتش لم يكن لديه أدنى شك في قدرته على أن يصبح لاعبا بارزا في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد عشر سنوات قضاها في صفوف الناشئين بالنادي. تدرب غوتش وهو صغير تحت إشراف والده بول، الذي ولد في إنجلترا ويعشق نادي توتنهام هوتسبير، ولعب للكثير من الفرق في كاليفورنيا، وخلال إحدى الرحلات إلى شمال شرقي إنجلترا تألق غوتش وأحرز ثلاثة أهداف في مباراة ودية أمام سندرلاند. كان سندرلاند معجبا بقوة بأداء اللاعب البالغ من العمر 10 سنوات، وعلى مدى الست سنوات التالية كان غوتش يقضي كل إجازة في الصيف أو الربيع في إنجلترا ويتدرب مع سندرلاند. وكان والده يبعث برسائل إلكترونية إلى مسؤولي سندرلاند يطلعهم فيها على آخر ما وصل إليه اللاعب الشاب مع الفرق التي يلعب لها في كاليفورنيا. يقول غوتش: «كنت أعرف أنني لاعب جيد بما يكفي منذ أن كنت صغيرا. كنت أتحلى بثقة كبيرة في نفسي ولم يكن لدي أدنى شك في أنني سأصبح لاعبا بارزا، حتى قبل التدريب مع سندرلاند أو قبل أن أعرف أي شخص بالنادي. وأعتقد أن ذلك شيء هام للغاية، فعندما تكون واثقا في قدراتك وإمكانياتك، فقد يحدث أي شيء». ويضيف: «ظل مدير أكاديمية سندرلاند للناشئين على اتصال مع والدي. كان النادي رائعا بالنسبة لي ولعائلتي وكان يهتم بي ويتأكد من أن كل شيء على ما يرام حتى أشعر بالراحة، وكان ذلك يعكس اهتمام النادي بي». كان غوتش هو الأصغر بين أربعة أشقاء في أسرة تعشق كرة القدم، ولذا لم يكن هو الوحيد الذي كان يمارس كرة القدم منذ صغره، رغم أن شقيقه الأكبر دارشان كان يفضل الذهاب إلى البحر. يقول غوتش عن شقيقه الأكبر الذي يمارس الآن لعبة ركوب الأمواج بشكل احترافي: «لقد حاول لعب كرة القدم لكن لم يكن جيدا بما فيه الكفاية، لذا نصحه والدي بممارسة ركوب الأمواج». أما شقيقه الثاني أنطوني فقد لعب لنادي «سان دييغو» بولاية كاليفورنيا، وكان له تجربة قصيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز عبر نادي إيفرتون، لكنه قرر في النهاية البقاء في الولايات المتحدة والالتحاق بالجامعة. لكن لينكن غوتش كان يعرف طريقه من البداية واستغل الفرصة وانضم لأكاديمية سندرلاند وهو في السادسة عشرة من عمره. ورغم شعوره بالحنين إلى الوطن لفترة قصيرة في البداية، فإنه تألق في صفوف الناشئين بسندرلاند قبل أن يوقع عقدا للاستمرار في النادي. ظهر غوتش مع الفريق الأول لسندرلاند للمرة الأولى الموسم الماضي كبديل في مباراة الفريق أمام إكستر في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وقبل مشاركته بشكل أساسي الشهر الماضي، كانت هذه هي أبرز لحظة في مسيرة غوتش الكروية مع سندرلاند، ويقول عن ذلك: «كان ذلك يعني الكثير بالنسبة لي، وكانت لحظة النزول إلى أرض الملعب هي أعظم إنجاز لي في حياتي». وبعد ذلك أعير غوتش إلى نادي «دونكاستر روفرز». ورغم أنه لم يشارك مع النادي سوى في 10 لقاءات فقط، فقد كانت تلك التجربة لا تقدر بثمن بالنسبة له، لأنها نقلته فجأة من اللعب بشكل مريح مع فريق الشباب إلى عالم لا يرحم من المواجهة الجسدية واللفظية. يقول غوتش: «يتعين عليك أن تعتاد على ذلك بسرعة كبيرة. لقد تأقلمت مع ذلك لأنني كنت قويا بما يكفي للتعامل مع الأمر. لكن الكثير من اللاعبين الشباب يجدون صعوبة كبيرة في التأقلم، لأن ممارسة كرة القدم مختلفة تماما في تلك المرحلة. في المسابقات تحت 21 عاما، لا يتدخل اللاعبون بشكل قوي». ومع ذلك، واجه غوتش صعوبة كبيرة في التعامل مع القفزة الهائلة من اللعب مع «دونكاستر روفرز» إلى اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان تغيير الطاقم الفني لسندرلاند في مصلحة غوتش، حيث جاء ديفيد مويز بديلا للمدير الفني الحالي للمنتخب الإنجليزي سام ألاردايس. ويعرف عن مويز منذ أن كان يعمل مع إيفرتون أنه يفضل الدفع باللاعبين الشباب ويمنحهم الفرصة الكافية من أجل تثبيت أقدامهم، وكان هو المدير الفني الذي منح واين روني فرصة المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى وهو في السادسة عشرة من عمره عام 2002. ويؤمن مويز بقدرات غوتش بصورة كبيرة ويدفع به في المباريات خلال الموسم الحالي، سواء في مركز الجناح المهاجم أو في وسط الملعب. يقول غوتش: «كثيرون من اللاعبين الشباب في الدوري الإنجليزي الممتاز يشعرون بالإحباط لأنهم لم يحصلوا على فرصة المشاركة في المباريات، لكن اللاعبين تحت 21 عاما كانوا يتدربون مع الفريق الأول أكثر من أي ناد أخر». وجذبت مشاركة غوتش مع سندرلاند أنظار يورغن كلينسمان، الذي تحدث مع اللاعب الأسبوع الماضي. وقال كلينسمان لشبكة «إي إس بي إن» التلفزيونية: «إنه لشيء رائع أن ترى لاعبا شابا يتألق في بداية الموسم بالدوري الإنجليزي الممتاز». ورغم أنه يحق لغوتش المشاركة مع إنجلترا أو آيرلندا، يرى غوتش نفسه لاعبا في صفوف المنتخب الأميركي، رغم شعوره بالإحباط بسبب استبعاده من صفوف المنتخب الأميركي تحت 20 عاما في كأس العالم العام الماضي. يقول غوتش: «يمكنني اللعب أيضا لمنتخبي إنجلترا وآيرلندا، لذا قد يحدث أي شيء، لكنني أفضل اللعب للولايات المتحدة. أشعر بالفخر لارتداء القميص القادم من كاليفورنيا. لقد لعبت كرة القدم لفترة طويلة في كاليفورنيا وأنا أدين بالفضل لهذا البلد، والباب مفتوح على مصراعيه لتمثيله في الوقت الحالي».... إنه الباب الذي يطرق عليه غوتش بكل قوة.

مشاركة :