عودة الإرهابيين إلى بلدانهم: زمن التخلص من فائض الأدوات بقلم: فاروق يوسف

  • 2/10/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

روسيا استطاعت أن تحسم جزءا من حربها على الإرهاب حين أعادت قوائم الإرهابيين إلى الجهات التي أصدرتها. على سبيل المثال فإن روسيا وهبت تركيا فرصة مثالية لجمع نفاياتها البشرية. حدث ذلك بعد أن صَحَتْ تركيا على الواقع المأساوي الذي ساهمت في صناعته وصارت آثاره ترتد عليها. وهو ما يعني أن روسيا وضعت تركيا في مكانها الصحيح راعية للإرهاب من غير تزويق أو زخرف. ولكن روسيا، في الوقت نفسه، لم تجرؤ علانية على تسمية الأطراف الدولية التي أوكلت لتركيا مهمة القيام بدور المتعهد الإقليمي لرعاية الجماعات المسلحة القادمة من مختلف أنحاء الأرض. لم تكن تركيا الإخوانية إلا ممرا آمنا لتلك الجماعات من أجل الوصول إلى العراق وسوريا. وهو ما جعلها تشعر بالاطمئنان إلى أنها لن تذوق السم، فهي ليست صانعته. غير أن ذلك الشعور كان واحدا من أوهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فما من شيء يمكنه أن يمنع العنف من الارتداد إلى منابعه. لا يمكن للكذبة بعد أن يتم تحويلها إلى حقيقة أن تكتفي بالمكان الذي نفيت إليه. عن طريق تركيا استطاعت روسيا أن تقنع العالم بضرورة البدء بجمع النفايات البشرية، وإعادة توزيعها حسب أصولها ووظائفها. لذلك عاد الإرهابيون التونسيون إلى بلادهم من غير أن تجرؤ حكومة بلادهم على مساءلتهم. فالموضوع يقع خارج إرادتها. إعادة تدوير النفايات البشرية هي مسألة أكبر من أن يتصدى لها نظام هش مثل النظام التونسي. غير أنها تكشف عن الوجه القبيح لعالم القوة، حيث يلجأ الأقوياء إلى استعمال البشر نفايات، يجري نشرها وجمعها وفق جدول يقبل الخطأ، غير أن أحدا لن يُسمح له بمقاومة ذلك الخطأ. :: اقرأ أيضاً تنبه ألماني إلى خطورة الجمعيات الإسلامية.. تشديد الحصار على الإخوان

مشاركة :