خلال جلوسه على عرش مصر اتهم الكثيرون الملك الأول بشراهته في الطعام، لدرجة القول بأنه تناول شوربة من خلاصة 50 خروفًا، مرجعين سبب زيادة وزنه إلى ذلك، لكن للراحل عطية مرسي، طباخ القصور الملكية في ذلك العهد، شهادة أخرى. وكشف الشيف عطية مرسي تفاصيل عدة عن فترة عمله في القصور الملكية، وحكى، حسب ما هو منشور على «الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق» بموقع «فيسبوك»، أنه في فصل الصيف كان الملك ينتقل بحاشيته كاملة إلي الإسكندرية، وتابع: «وفي السنوات الأولي من عملي كدت أفصل نهائيًا نتيجة لنزولي البحر مع أحد زملائي دون علمهم». وأوضح «مرسي» سبب احتمال فصله إلى «طلب الملك شيئًا من الثلاجات التي كانت مغلقة ومفاتيحها معي، و بمجرد خروجي من البحر صفعني رئيسي، ومنذ ذلك اليوم أدركت مدي الجدية والالتزام والاتقان المفروض توافرهم إذا أردت الاستمرار في عملي». وعاد «مرسي» بذاكرته إلى الوراء وأكمل: «ما زلت أتذكر تلك الأيام الرطبة في صيف الإسكندرية، حيث اعتاد الملك نزول البحر للسباحة والغطس والصيد أحيانًا قبل المغرب، و قد اعتدنا أن نشاهد سيدة إيطالية من زوجات رجال الحاشية تتوجه بنفسها إلي المطبخ، وتقوم بإعداد طاجن سبيط وشواء كوزين درة، و كان لا يأكل السبيط إلا من يديها». وحكى «مرسي» أنه في شهر رمضان كان العامة يدخلون ساحة القصر للاستماع للقرآن الكريم، كما عملوا على تحضير الوجبات بشكل يومي في تلك الفترة، نظرًا لكثرة المآدب الرسمية. وتابع الطبّاخ الملكي: «أذكر أن الملك فاروق استشاط غضبًا عندما علم أن المسئول عن المطابخ الملكية، واسمه الشيف عبدالعزيز، أخذ بقشيشًا من الملك عبد العزيز آل سعود، والذي أبدي إعجابه بالطعام الملكي». وفور قبول مسؤول المطابخ الملكية للبقشيش عين فاروق الأول نائبه «بيتا» بدلًا منه، لكنه عاد بعد عدة أشهر نتيجةً لوساطات كثيرة للملك. «الحمام بالطين» هي أكثر الوجبات المحببة لفاروق الأول، خاصةً في الحفلات والرحلات، ومع غرابة الاسم كشف «مرسي» مكوناتها: «يتم إعدادها أولًا بتتبيل الحمام بالبصل والليمون، ثم تلف كل حمامة بالورق الأجلاسيه الأبيض بدون حشو، ثم تلف بالشاش، و أخيرًا بالورق الألمونيوم». وأردف «مرسي»: «يتم تجهيز إناء كبير مملوء بالطين الطري الناعم من النيل، و يتم دفن الحمام في الطين وتغطيته بشاشة، ثم يغطى بطبقة أخري فوق الشاشة من الطين، ويدخل الإناء الفرن لمدة ساعتين بالطين»، وبخروج الإناء يتجمد الطين ويُنتشل الحمام ثم تُنتزع اللفافات عنه. ويقول الشيف الخاص بالملك فاروق عن الوجبة بعد تحضيرها: «شهي المذاق جدًا، ويميل لونه إلي الحمرة، وهي طريقة مميزة جدًا للحصول علي حمام ليس مشويًا ولا مقليًا». ورد «مرسي» على الإدعاءات بأن الملك فاروق كان يتناول شربة مستخلصة من 50 خروفًا قائلًا: «حقيقة الأمر أن شوربة فاروق الأول المفضلة كانت تصنع كالآتي: يتم وضع كيلوجرامات من اللحم الجاموسي في إناء كبير، وتسلق مع البصل والجزر والطماطم من الساعة السابعة صباحًا حتي العاشرة مساءً، و كلما نقص الماء يتم تزويدها تدريجيًا إلي أن يتهري اللحم والخضروات تمامًا فتصفي بالمصفاة ثم بالشاش». وأكمل «مرسي» حديثه عن الشوربة الملكية: «أي شوربة تصنع للملك عمومًا يتم تصفيتها بالشاش، بعد ذلك يتم نزع الوش الدسم وتوضع في الثلاجة من أجل الحصول علي الدهون المجمعة على سطحها، فيتم نزعها ثم تصفي مرة أخري بالشاش ثم تكرر العملية، وفي النهاية يتم تثليجها»، وختم: «المفاجأة أنها كانت تُشرب باردة، ولونها ذهبي».
مشاركة :