أرضروم/ يونس أوقور/ الأناضول لتاريخها الكبير وموقعها المتميز، شكَلت مدينة أرضروم، شرقي الأناضول، إحدى أهم المراكز الحضارية والثقافية على مدار 7 آلاف عام من الزمان، ما أهلها لتكون متحفا مفتوحا وجنة أرضية طبيعية أمام السياح القادمين من شتى أنحاء المعمورة. أرضروم التي تقع فوق هضبة ترتفع 1893 متراً عن سطح البحر، اشتهرت عبر التاريخ بجوها الخاص ومياهها العذبة وسلسلة جبالها الخضراء، وبحيراتها الزرقاء، فضلا عن سهولها ومراعيها وآثارها الدينية والتاريخية. ففي فصل الشتاء ومع هطول الثلوج، تكتسي المدينة العتيقة بردائها الأبيض الساحر، وتبقى لأربعة شهور على الأقل بهذا الشكل، ويمر عليها عشرات من أفواج السائحين الذين قدموا خصيصا لاستنشاق هوائها في هذا الفصل. ومع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تذوب الثلوج وتختفي شيئا فشيئا، مفسحة الطريق أمام اللون الأخضر والأزرق للانتشار من جديد، في صورة رائعة قلما تجد لها مثيلا، وكأنها جزءا من الجنة هبط إلى الأرض. وتنتشر في مختلف أنحاء أرضروم، جداول وشلالات المياه، وجبال وتلال خضراء وبحيرات زرقاء، إلى جانب المدينة القديمة وأسوارها وقبابها وكنائسها ومدارسها وكتاتيبها. وتحظى المدينة المعروفة باسم المتحف المفتوح بأهمية كبيرة لتميزها عن سائر المدن المجاورة باستضافتها حضارات الدولة الحثية والإمبراطورية البيزنطية والدولة السلجوقية والعثمانية. وتُمثل أرضروم إحدى أبرز معالم الحضارة التركية الإسلامية التي امتدت على مدار ألف عام من الزمان، وتنتشر فيها آثار تاريخية لا تُحصى، تعود إلى هذه الفترة، أهمها القلاع والمساجد وخانات المسافرين والجسور. ولا يقتصر تاريخ المدينة على ذلك، بل تزخر أرضروم أيضا بعدد من المأكولات والمشروبات التراثية التي توارثها أهلها عبر الزمان من جيل إلى جيل، ويقصدها آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم؛ لتناول أطعمتها وحلوياتها. وأبرز ما يتميز به مطبخ أرضروم التراثي، مشروب العيران، وطعام الهرلا، وحساء الكسما والبجا، فضلا عن لحم كباب الجاغ الذي يعتبره السائحون رمزا للمدينة. كذلك حلوى جبن السمن والكويماق والكوروت والهاشيل والكريش ومحشي اللور والشالغام وبنجر القارتول والدجاج والقرنبيط، من أهم المأكولات التي تشتهر بها أرضروم. وتُعد المعجنات بمختلف أنواعها من أشهى الأطعمة التي يتم تحضيرها في أرضروم، بالإضافة إلى أرز الأريشته. وغدًا السبت، ستفتح مدينة أرضروم أبوابها أمام مئات من السائحين، حين تستضيف المهرجان الشتوي الأولومبي لشباب أوروبا الثالث عشر في الفترة من 11 إلى 18 فبراير/ شباط الجاري، بمشاركة 832 رياضيا من 40 دولة. وفي حديث لـ"الأناضول"، قال سيف الدين عزيز أوغلو والي أرضروم: "تستضيف مدينتنا بشكل دوري عددًا من الفعاليات والمهرجانات الدولية، ما أسهم بشكل ملحوظ في معرفة العالم بتاريخ ومعالم وجمال أرضروم". وأضاف: "أرضروم بالفعل هي إحدى أهم مراكز الرياضات الشتوية في العالم، ومع مرور الوقت تثبت للجميع أنها تستحق هذه المكانة وأكثر". وعن آخر الاستعدادات، قبل انطلاق مهرجان الشتاء، أوضح عزيز أوغلو أن "المدينة شهدت تطورات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية وتم ضخ عدد من الاستثمارات وترميم وتحديث عدد من المرافق والمعالم السياحية، و رفع جودة الساحات الرياضية". وأعرب عزيز أوغلو عن ثقته أن كافة الرياضيين وأسرهم وجميع السياح الذين سيشاركون في المهرجان سيقضون أوقاتا طيبة في جو مفعم بأجواء سلام وأمن. وأضاف قائلا: "أتوقع زيارة ألف و500 سائح أجنبي للمدينة خلال الأسبوع الجاري، سيدعمون لاعبيهم وسيمرحون ويمارسون رياضة التزلج على الجليد في أجواء جميلة". ونظرًا لظروف الجو البارد، ارتأت بلدية ولاية أرضروم تزويد المدينة بمواقف حافلات مكيفة تقي المواطنين والسياح الأجانب برد الشتاء، ويشمل المشروع قرابة 200 موقف حافلات. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :