أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن المملكة لا ترضى أن يصيبها الأذى في أمنها، وأن دول مجلس التعاون مبنية قاعدتها على مبدأ حرية الدول في سياساتها مع عدم إيذاء مصالح الدول الأخرى. وأضافطالما التزمت الدول بهذا المبدأ لن تكون هناك مشكلة بين دول مجلس التعاون الخليجي. وشدد الفيصل في مؤتمر صحفي عقده أمس مع وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، بمقر الوزارة بالرياض، ردا على سؤال عن الأزمة بين المملكة وقطر، على أنه لا توجد لدينا سياسة سرية أو مفاوضات سرية، كل اتصالاتنا معلنة، وأن الجزائر لم تقم بأي وساطة بين المملكة وقطر، وأنه لم تكن هناك مفاوضات سرية بهذا الاتجاه. وتناول سموه، تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تجاه المملكة بقوله إنهمن الأجدى لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يخاطب السياسيين العراقيين والشعب العراقي لحل قضايا العراق ولا يرميها على أحد، مضيفا ليس لدينا اتصالات مع العراق، العراق مشاكله داخلية وليس مع المملكة. ووصف الأمير سعود الفيصل اجتماعه بالوزير الجزائري بأنه تناول كافة القضايا الثنائية، ومنها أعمال اللجنة السعودية الجزائرية المشتركة، إضافة إلى المباحثات في القضايا العربية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ودعم الجامعة العربية لقرار السلطة الفلسطينية بالموافقه على تمديد المفاوضات، مما ينبئ بشكل قاطع على حرص الجانب العربي على السلام كخيار استراتيجي، في وقت يشكل فيه التعنت الإسرائيلي برفض الالتزام بمرجعيات السلام، وإقرار مبدأ حل الدولتين، علاوة على ما تتخذه من إجراءات استيطانية وتهويد للقدس، يشكل أكبر العقبات التي تعترض مساعي السلام في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يستلزم من الولايات المتحدة بذل الضغوط مع الجانب الإسرائيلي من واقع رعايتها لمحادثات السلام. وأضاف الفيصل، أنه تم بحث الأزمة في سوريا والتأكيد على أهمية قرار الجامعة العربية بشغل الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية، وترى المملكة في إعلان النظام السوري بإجراء الانتخابات تصعيدا من قبل نظام دمشق وتقويضا للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلميا وعلى أساس اتفاق جنيف 1 الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة، تمكنها من الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية، وهي الجهود التي تعهد النظام السوري بتعطيلها عن سابق إصرار وتصميم في جنيف 2، إضافة إلى تواتر الأنباء الخطيرة عن استخدام النظام للغازات السامة ضد المدنيين مؤخرا في بلده كفر زيتا في ريف حماه، في تحد واضح لقرار مجلس الأمن، مؤكدا أن هذه التجاوزات المستمرة لنظام دمشق باتت تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراء حازم أمام استمرار تحديه للإرادة الدولية والعربية والإسلامية، وخصوصا في ظل التقرير الذي قدمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مؤخرا لانتهاكات النظام التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، مشيرا إلى أن ما يجري سيعيد سوريا عقودا إلى الوراء إن لم يكن مائة عام، وفيما يتعلق بالملف النووي الإيران، قال الأمير سعود الفيصل إن المملكة تأمل أن تسفر الجولة القادمة لمفاوضات إيران مع مجموعة 5+1عن حل نهائي وجذري لهذا الملف، وبما يضمن استخدام إيران السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لهذا الملف، وتحت إشرافها والمعاهدات والاتفاقات الدولية المبرمة في هذا الشأن، مع ضمان عدم تحول البرنامج في أي مرحلة من مراحله إلى الاستخدام العسكري، كما تجدد المملكة تأكيدها على أهمية جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، وخصوصا الأسلحة النووية وهو موقف عربي. وأضاف سموه، أن المباحثات تناولت موضوع مكافحة الإرهاب وأهمية تكثيف الجهود لمحاربته واقتلاعه من جذوره أيا كان مصدره أو الجهات التي تقف وراءه، حيث تم الاتفاق بين البلدين على تقوية التعاون الدولي والمراكز الموجودة، منها مركز الملك عبدالله الذي يقع تحت مظلة الأمم المتحدة والمركز الموجود في الجزائر، والتشاور على تطوير الجامعة العربية في خدمة العمل العربي المشترك وحمايتها، حتى تكون أداة تصحيح الأوضاع العربية. وفي ضوء قرارات القمم العربية، أكد الوزير الجزائري أنه التقى سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسلمه رسالة لخادم الحرمين الشريفين من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، إضافة إلى لقائه أمير الرياض والاتفاق على عقد اجتماع مشترك للجنه الثنائية بعد شهرين.
مشاركة :