الصين والهند يتفوقان على أمريكا وروسيا في مجال الفضاء

  • 2/10/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحلق العملاقان الآسيويان الصين والهند صوب الفضاء وبخطوات عملاقة، بينما تتراجع برامج الولايات المتحدة وروسيا في هذا المجال بصورة ملحوظة. يقول الخبير الاسترالي "موريس جونز "يمكنني القول إن الصين لم تعد تفصلها في مجال الفضاء سوى عشر سنوات فقط"، مضيفا "أصبحت الصين رائدا عالميا في مجال بحوث الفضاء وإذا استمر الوضع على الوتيرة الحالية، يمكنها أن تتحول إلى أكبر قوة مسيطرة في عالم الفضاء". يبرز موريس أيضا التقدم الكبير الذي أحرزته الهند، "وإن كانت لا تزال بعيدة عن المقارنة بالصين" حسب قوله، إلا أن تكنولوجيا الأقمار الصناعية الهندية مماثلة للصينية، ولكن لا تزال بكين متفوقة على نيودلهي فيما يتعلق بالصواريخ ورحلات سفن الفضاء التي تحمل أطقم مجهزة إلى المحطات الفضائية. وتراقب الولايات المتحدة بقلق بالغ التفوق الذي تحققه الصين، حيث حذر الكونجرس من أن "الصين تسعى إلى أن تكون قوة منافسة للولايات المتحدة ليس فقط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، والعسكرية بل وفى بحوث الفضاء أيضا، مما سيلحق أضرارا بالغة بمصالح واشنطن". في مداخلة له أمام مجلس النواب، قال عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والتكنولوجيا، دينيس شيا، إن "من منطلق منظور موسع وراسخ تسعى الصين للانفتاح على إمكانيات تؤهلها في المستقبل القريب للحصول على مزايا مهمة اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا من برنامجها الفضائي" متسائلا "فهل سنخسر سباق الفضاء أمام الصين؟". وتحتل الصين منذ 2003 المرتبة الثالثة في عالم الفضاء بعد الولايات المتحدة وروسيا، يعزز ذلك قدرتها منفردة على إرسال سفن وأطقم رواد للفضاء الخارجي. يذكر أنه أواخر نوفمبر الماضي، أنهى اثنان من "التايكونتاس"، وفق ما يطلق على رواد الفضاء الصينيين سادس رحلة فضائية تنجزها بكين. استغرقت الرحلة شهر، وتعتبر الأطول حتى الآن. تجاربها في معمل "تيانجونج 2"، وتعني القصر السماوي، تدخل ضمن الاستعدادات لتشييد محطة فضائية خاصة بالصين، يتوقع أن تكون جاهزة للعمل بحلول 2022، عند توقف المحطة الفضائية الدولية (ISS) عام 2020، وفقا لما هو مقرر، ومن ثم تصبح الصين في هذه الحالة الدولة الوحيدة في العالم التي لها مركز دائم في الفضاء. يذكر أن العملاق الآسيوي حققت عام 2013 أول هبوط سلس على سطح القمر منذ 1976 بمركبة فضائية آلية صينية الصنع، تعمل بالطاقة الشمسية، حيث تنزهت المركبة "يوتو"، فوق سهل بركاني يعرف باسم سينوس ايريديوم (أو خليج أقواس قزح)، ومنذ ذلك الحين تفكر في تنفيذ رحلة مجهزة بطاقم رواد إلى المريخ بحلول 2020. كما أعلنت في سبتمبر الماضي بدء تشغيل أكبر مقراب كاشوفي (راديوي) في العالم ومكانه بنجتانج، جنوب الصين، في مهمة علمية غرضها البحث في أصل الكون، والتحقق من وجود حياة في الفضاء الخارجي. وقامت الصين بإرسال أكثر من 180 قمرا صناعيا إلى الفضاء، وتعمل حاليا على تطوير منظومة ملاحة فضائية شاملة خاصة بها. كانت الصين قد أطلقت في نوفمبر الماضي الصاروخ الفضائي "لونج مارش 5" الذي يضاهي في قدراته الصاروخ "دلتا هيفي4" أو (Delta IV Heavy) الأقوى بين الترسانة الفضائية الأمريكية. وترسخت لدى خبراء الاستراتيجيات العسكرية الصينيين قناعة بأن من يسيطر على الفضاء، سيتمكن من حسم الوضع على الأرض لصالحه في المستقبل القريب. سيكون بوسع القوة الفضائية الجديدة جمع وبث البيانات من الفضاء أو تدمير القدرات العسكرية لأي عدو محتمل إذا ارتأت ذلك. وكانت بكين قد اختبرت بنجاح سلاحا مضادا للأقمار الصناعية (ASAT) وهو ما أثار غضب العالم أجمع. تسعى كلا من الصين والهند لأن يكون للتقدم التكنولوجي الذي حققتاه في مجال الفضاء مردود إيجابي وواضح على اقتصاديهما الصاعد. وكانت الهند قد نجحت عام 2014 في أن تصبح أول بلد آسيوي يصل إلى المريخ بمركبة فضائية، وتعكف حاليا على تصميم نظام ملاحي خاص بها، وقد أطلقت بالفعل في أبريل الماضي آخر قمر صناعي ضمن مجموعة من سبعة أقمار مخصصة لهذا الغرض. واعتبارا من العام المقبل سيكون بوسعها استخدام نظام الملاحة المحلي في الهند (INRSS) في نطاق مداه 1.500 كلم، حيث تؤكد وكالة الفضاء الهندية (ISRO) أنه سيكون أكثر دقة من منافسه الأمريكي (GPS). يذكر أنه خلال العام الماضي أجرت الهند تجارب على نموذج مكوك فضائي صغير مصمم من مواد معاد استخدامها، ومن المتوقع أن يكون جاهزا للعمل في غضون فترة تتراوح بين 10 و 15 عاما، وسوف يستخدم لإرسال شحنات إلى الفضاء بتكلفة أقل بكثير. وكانت الهند قد هبطت على سطح القمر بالفعل عام 2008 ببعثة هندية، ومن المقرر أن تطلق العام القادم مهمة تنفذها مركبة آلية، وتسعى لأن تتمكن في غضون خمس سنوات من إرسال فرق رواد فضاء، مستفيدة من نجاح تجربة الرحلة التي نفذتها مركبة فضاء فارغة عام 2014. أما فيما يختص برحلات الفضاء التجارية، فقد اكتسبت الهند سمعة طيبة بسبب المكوك " PSLV"، فعلى الرغم من عدم قدرته على نقل حمولة كبيرة، إلا أن لديه سوقا كبيرة في مجال النقل الفضائي خاصة الأقمار الصناعية الصغيرة. يشار إلى أن شقيقه الأكبر " GSLV"، كان في الماضي بطل العديد من التجارب الفاشلة، ولكن يبدو أن الوضع قد تغير، ونجح في سبتمبر الماضي في نقل قمر اصطناعي زنة 2ر2 طنا. ليس سرا على الإطلاق أن 90% من تكنولوجيا الفضاء ذات تطبيقات مزدوجة مدنية وعسكرية، ومن ثم تكمن وراء إنجازات برنامجي الصين والهند أسباب عسكرية قوية، وهو ما يعكس ربما تزايد التوتر بين المنطقة وبين الولايات المتحدة. يؤكد جونز "الصين أصبحت رائد الرحلات الفضائية في آسيا، وهي وسيلة إستراتيجية تتبعها بكين لمنافسة القوات المسلحة الأمريكية". //إ.م ;

مشاركة :